لندن - كتب حميد غريافي:
دعت مؤسسات واتحادات وجمعيات
لبنانية اغترابية في
الولايات المتحدة واستراليا وكندا
والبرازيل وفرنسا وبريطانيا البطريرك الماروني
نصرالله صفير »العائد لتوه من
زيارة التجمعات اللبنانية الكبيرة في استراليا«,
الى
»صب
اهتمامه في هذه المرحلة السانحة في لبنان مع الحكم
الجديد برئاسة ميشال سليمان
وحكومة ثورة الارز واغلبيتها
البرلمانية, على ثلاث قضايا باتت ملحة لاول مرة
منذ
عقود, وهي:
1 -
اعادة الجنسية اللبنانية الى
مستحقيها من المغتربين, واقرار حق
اقتراع اللبنانيين حول العالم في
الانتخابات البرلمانية.
2 -
حمل الدولة على
تطبيق القرارات الدولية بأسرع وقت
ممكن تجنبا لتراخي الاصرار الدولي الواضح على
الوصول بها الى خواتيمها, وقبل ان
تصبح حبرا على ورق, وملفات منسية على رفوف مجلس
الأمن والامم المتحدة والدول التي
كانت وراء اصدارها.
3 -
العمل بسرعة ومن دون
تردد على اعادة اللبنانيين
اللاجئين الى اسرائيل او الذين غادروها خلال
السنوات
الثماني الاخيرة التي اعقبت انسحاب
الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان, مع الاستمرار
بالضغط على رئاستي الجمهورية
والحكومة لحل معضلة المعتقلين في السجون السورية
الذين
يبدو أنهم يعانون مآسي اين منها
مآسي الاسرى المفرج عنهم من معتقلات
اسرائيل«.
وقال قادة بارزون في »الاتحاد
الماروني العالمي« في واشنطن وسيدني
ومونتريال ان دعوة البطريرك صفير
اول من امس المغتربين اللبنانيين الى »العودة (الى
وطنهم) والاسهام في نهضته واعادة
اعماره«, هي »دعوة مبكرة جدا اذا ما اخذت في عين
الاعتبار تداعيات الاحداث
الدراماتيكية المستمرة على الساحة اللبنانية بوجود
الاحتقان بين فريق الدولة المتمسك
ببسط سيطرته الكاملة على كل التراب اللبناني من
دون منازع, والفريق المدفوع من
ايران وسورية بقيادة »حزب الله« لمنع هذه السيطرة
ووقوف الدولة على قدميها, وهو امر
لم يحسم بعد ولا يشجع المغتربين على العودة, كما
يطالب البطريرك الماروني, لان
البلد مازال عرضة للتفجير ووقوع حرب اهلية في اي
وقت,
وبالتالي فإن هؤلاء المغتربين لن
يغامروا بقبول دعوته للعودة في مثل هذه الظروف قبل
ان توضع كل النقاط السيادية
اللبنانية على حروفها, وخصوصا تطبيق القرارات
الدولية
المبنية اولا واخيرا على نزع سلاح
الميليشيات المسلحة وحصر استخدام السلاح بالجيش
والقوى الأمنية اللبنانية دون
سواها اسوة بما هو معمول به في كل الدول المنضوية
تحت
سقف الامم المتحدة وبموجب القوانين
الدولية«.
ووجد قادة »الاتحاد الماروني« في
دعوة البطريرك صفير الاخيرة »شبه
مغامرة مطلوبة من المغتربين«, اذ انهم اذا عادوا
الآن في ظل هيمنة ايران وسورية على
مقدرات لبنان, لابد وان »يساهموا في نهضة دويلة
»حزب
الله« وتثبيت دعائمها خصوصا وان دور السلطات
السياسية مازال »كلاميا ولفظيا«
كما ظهر في عبارات البيان الوزاري
اول من امس, ودور السلطات العسكرية والأمنية
محدود ومتواضع وغير قادر بعد على
حماية السكان المدنيين من الآلة العسكرية
الايرانية - السورية المستمرة في
القتل والقصف والتدمير والتهجير, في طرابلس مثلا
بعد انتقالها من بيروت والجبل
والبقاع وربما غدا الى عقر دار البطريرك
نفسه«.
وتساءل »المجلس العالمي لثورة
الارز« في واشنطن, »كيف يلبي المغتربون
نداء البطريرك ويتركون اعمالهم
وانصهارهم في المجتمعات الحرة الغربية ويسحبون
اولادهم من مدارسهم وجامعاتهم,
ويقفلون ابواب مصالحهم في دول الاغتراب للعودة الى
لبنان الذي يوصف الآن ب¯ (جهنم حزب
الله) و(حركة أمل) وميشال عون وسليمان فرنجية
وتوابعهم?«.
واعتبر »المجلس العالمي« ان صفير
نفسه »غير مقتنع بدعوته المغتربين
الى العودة وان كان جميع هؤلاء
يشكرونه على التفكير بهم«, اذ هو الذي اعلن بلسانه
قبل توجيهه دعوته هذه بيوم واحد ان
»الوطن لا يبنى قويا اذا كانت كل طائفة فيه ترغب
في اقامة دولة خاصة بها«, فإلى »اي
دولة من هذه الدول والدويلات يدعو المغتربين
للعودة اليها?«.
واعربت »الجامعة اللبنانية
الثقافية في العالم« من واشنطن عن
اعتقادها انه »كان على البطريرك
الماروني ان يحمل معه في زياراته استراليا واميركا
واوروبا قرارات حكومية لبنانية
بنزع سلاح الميليشيات واعادة الجنسية الى مستحقيها
وبحق الاقتراع في الانتخابات
النيابية, وبتسهيلات تجارية ومالية واقتصادية
لارباب
العمل الاغترابيين لاغرائهم
بالعودة او على الاقل بنقل اجزاء من مصالحهم الى
البلد
الام للمساهمة في اعماره ونشر
الطمأنينة والسلام في ربوعه, لذلك فإن دعوته
المغتربين الى العودة قبل حصوله
على هذه القرارات تعتبر قفزا في
المجهول«. |