لندن - كتب حميد غريافي:
080712
أعرب ديبلوماسي مصري في جامعة الدول العربية
بالقاهرة امس عن خشيته من أن تكون تصريحات الرئيس اللبناني ميشال
سليمان اليومية
تقريبا عن دور "المقاومة" أي حزب الله "كعنصر قوة" للبنان يجب
الاستفادة منه في
اطار القدرة القومية لرسم سياسة دفاعية صحيحة, مقدمة او تمهيدا
لتوقيع اتفاقات معه
شبيهة ب¯ "اتفاق القاهرة" في أواخر الستينات من القرن الماضي بين
الدولة اللبنانية
ومنظمة التحرير الفلسطينية الذي مهد للحرب الأهلية في لبنان التي
استمرت نحو 20
عاما".
وقال الديبلوماسي في اتصال به من لندن ان هذه التصريحات "المكررة
باستمرار دون أي مبرر مقنع أو دافع قاهر", جعلت بعض العواصم
العربية التي دعمت
سليمان حتى النهاية لرئاسة الجمهورية تطرح اسئلة شتى عن هذه
المواقف المحيرة لأن
احدا لا يضغط عليه لاطلاقها, ولانه مدعوم من المجتمعين العربي
والدولي وغالبية
الشعب اللبناني من أجل الحد من نفوذ وهيمنة حزب الله بواسطة دويلته
على الدولة
المركزية لا من اجل تشريع اعماله وسيطرته على ثلث البلاد وبسط وهجه
المسلح على
الطوائف اللبنانية الاخرى في الثلثين الباقيين".
وذكر الديبلوماسي ان قادة كبارا
في تلك العواصم باتوا يتساءلون "عما اذا كان سليمان مصمما على
محاربة اسرائيل حتى
يعلن اعتماده اللامحدود هذا على "عنصر قوة" حزب الله ويبدون قلقا
حقيقيا حيال المدى
الذي يمكن ان يصل اليه في تعاطفه مع هذا الحزب الايراني المناقض
كليا للسيادة
الوطنية للدولة وللجيش ولمسارها السياسي المعتدل المتضامن مع
العالم العربي والعالم
الحر, وما اذا كان بالفعل يهيئ لاتفاق انتخابي شبيه باتفاق القاهرة
الفلسطيني يفجر
حربا اهلية او مذهبية جديدة, أو على الأقل يتجه الى تضمين البيان
الوزاري اعترافا
واضحا ب¯ "المقاومة" التي تحولت الى ميليشيا علية بعدما اجتاحت
المناطق اللبنانية
بقوة السلاح في مايو الماضي, اذ ان هذين التضمين والاعتراف بها
بهذا الشكل الرسمي
لن تقل فاعليتاهما عن القوة المعنوية لاتفاق الدوحة الملزم للدولة
ولكل الفئات
الاخرى فيها وبالتالي فإن تشريع حزب الله بهذا الشكل الذي يتحدى
العرب والعالم
واللبنانيين سيكون وبالا على الدولة ولربما على رئيس الجمهورية
نفسه".
واكد
الديبلوماسي ل¯ "السياسة" ان بعض القادة العرب الداعمين لسليمان
"على اساس انه مهيأ
لانقاذ بلده وانهاء دور السلاح والقوة والعنف فيه كي يستعيد دوره
الطليعي السابق
سيسألونه خلال جولته العربية المتوقعة الشهر المقبل, بعد تشكيل
الحكومة الجديدة عن
أسباب تصريحاته هذه وما اذا كانت صادرة عن قلق أو خوف من النفوذ
الايراني المتصاعد,
وكيف ينظر للمستقبل القريب لوجود جيشين في بلد واحد وما اذا كان
قدم وعودا الى حسن
نصر الله وبشار الأسد قبيل انتخابه رئيسا لم يعد قادرا على الحنث
بها?". |