الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

كتب حميد غريافي


المنتصرون خمسة: 14 آذار والمجتمعان العربي والدولي والشعب اللبناني

أربعة مهزومون أمام قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب:
الفتنة في لبنان وبشار الأسد وحسن نصر الله وميشال عون

080108

لندن - كتب حميد غريافي:

»أربعة في لبنان هزموا شر هزيمة بنجاح خطة العمل التي اتفق عليها وزراء الخارجية العرب في القاهرة أول من أمس لاخراج اللبنانيين من ازمتهم المأساوية هم الفتنة الداخلية, ونظام بشار الاسد, واحلام حزب الله بالسير قدما في بناء دويلته في جو الفراغ والفوضى, وأوهام ميشال عون ببلوغ سدة الرئاسة على جثث اللبنانيين«, حسب ديبلوماسي لبنان في الجامعة العربية في القاهرة رافق اجتماعات الوزراء العرب عن كثب.
واذا كانت قوى الرابع عشر من آذار الحاكمة في بيروت اتخذت جانب الحذر في عدم الظهور بمظهر المنتصر منعا لاثارة خصومها واعدائها وتحديهم علنا, »فانها سجلت مرة أخرى بعد نصر انشاء المحكمة الدولية رغما عن هؤلاء نصرها النهائي بعد تبني اجتماع الوزراء العرب اقتراحها الوحيد لانقاذ لبنان وهو اجراء الانتخابات الرئاسية لايصال العماد ميشال سليمان الى قصر بعبدا, ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية لا يكون لحلفاء سورية وايران وعملائهما فيها »الثلث المعطل« الذي سيكون بيد الرئيس الجديد وبعد ذلك يمكن بحث كل التفاصيل داخل الحكومة وليس كما يطالب به حسن نصر الله وميشال عون وسليمان فرنجية الذين طالما هددوا وتوعدوا بأنه »من دون الثلث المعطل داخل الحكومة لن يكون هناك رئيس للجمهورية«.
ولم يستغرب الديبلوماسي اللبناني الذي اتصلت به »السياسة« من لندن امس ما اسماه »العقم في التفكير« و»سوء التقدير« و»الاعتداد بضخامة الحجم الفارغة« التي تتحكم بتصرفات وأفكار رئيس الوزراء اللبناني العسكري الاسبق ميشال عون, عندما يتنطح صهره جبران باسيل للرد على مقررات وزراء الخارجية العرب بالقول »ان حل الازمة اللبنانية يكون في الرابية (مقر اقامة عون) وليس في القاهرة«, ما من شأنه ان يكشف المرارة وخيبة الامل اللتين منيا بها بتتويج البند الاول من القرار الوزاري العربي ب¯ »الترحيب بتوافق جميع الافرقاء اللبنانيين على العماد ميشال سليمان مرشحا لرئاسة الجمهورية والدعوة الى انتخابه فورا«, فيما كان عون حتى تلك اللحظة يأمل بأن يوصله تصلبه ومكابرته وتحديه الاميركيين والفرنسيين والأوروبيين والمجتمع الدولي برمته والسعودية ومصر والدول العربية المعتدلة, الى قصر بعبدا وهو الامل الذي انقطع فجأة عبر ظهور ردود الفعل الاولى لحركة امل بلسان رئيسها نبيه بري الذي رحب ببيان وزراء الخارجية العرب واصفا اياه ب¯ »التاريخي لمصلحة الوفاق اللبناني«, وباعلان احد قادة »حزب الله« السياسيين ان »الحزب سيكون منفتحا في تعاطيه مع هذه القرارات«, فيما طوى الذئب السوري ذيله »بتسجل موقف« فحسب عبر زعم وزير خارجيته وليد المعلم ان الاتفاق شمل »سلة متكاملة« كما يطالب حلفاؤه وعملاؤه متناسيا ما كان اعلنه في مؤتمره الصحافي قبل اقل من اسبوع ان على قادة 14 اذار اذا كانوا يريدون الحل ان يتفاوضوا مع ميشال عون في الرابية«.
واكد الديبلوماسي اللبناني »انه لمجرد سيطرة المملكة العربية السعودية ومصر والدول المعتدلة الدائرة في فلكهما على مقررات مؤتمر وزراء الخارجية في القاهرة وهي كلها دول داعمة لثورة الارز الديمقراطية الاستقلالية في لبنان, يتأكد ان هناك غالبا ومغلوبا بعكس ما حاول المعلم ان يمني النفس المهزومة به فالغالب هو النظام الحر القائم الان على انقاض الوجود والوصاية والهيمنة السورية الزائلة اولا, والمهزوم هو بشار الاسد وحسن نصر الله ومحمود احمدي نجاد ومن لف لفهم وحاول تشليع لبنان والقذف به الى الفتنة والحرب«.
وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« ان »حزب الله وسورية وايران بعدم رفضهم حل المعضلة اللبنانية على الطريق العربية الحالية تركوا ميشال عون وعددا كبيرا من عملائهم عراة على قارعة الطريق غير ملتفتين اليه والى مقترحاته الجديدة الداعية الى »تكريس اعطاء الصوت الوازن لرئيس الجمهورية في الدستور« او الى »تشكيل حكومة برئيس توافقي« لا ينتمي الى تيار المستقبل ذي الاغلبية البرلمانية الكبيرة« وتساءل الديبلوماسي: »من يرشح عون لرئاسة الحكومة الجديدة اذا تجاوز »مأساته الرئاسية« عمر كرامي, او عبدالرحيم مراد او ناصر قنديل?«.
وذكر الديبلوماسي ان نظام بشار الاسد الذي لم يتجاوب مع المبادرة الفرنسية على اعتبار ان مردودها عليه سيكون محدودا (فرنسيا) مفضلا مبادرة عربية تعيده الى الصف الذي خرج منه او اميركية ترفع عن عنقه سيف المقاطعة والعزلة والعقوبات وخرج اول من امس بالمبادرة العربية في القاهرة »لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير«, بعدما اصيب في مقتله وهو منع استمرار الفراغ في سدة الرئاسة اللبنانية الذي كان يعتقد انه نجح فيه وان لبنان ذاهب الى الفوضى والاقتتال اللذين وضعهما نصب عينيه لاستعادة وصايته على هذا البلد.
»اما حزب الله« فقد رضخ صاغرا لمصيره - حسب الديبلوماسي بعدما اعلن وزير خارجية ايران منوشهر متكي فور اعلان قرارات وزراء الخارجية العرب ان »طهران تدعم الخطة العربية«, وهذا يعني ان حسن نصر الله لم يعد متحكما بمستقبل الحكومة الجديدة ولا ببيانها الوزاري الذي لا يمكن للرئيس المقبل ميشال سليمان ولا لرئيس وزرائه عدم تضمينه بندا يلتزم تطبيق القرارات الدولية وبينها 1559 و1701 من دون تسميتهما, كما انهما غير قادرين على اغضاب المجتمع الدولي والعالم العربي بتضمين ذلك البيان فقرة »تدعم المقاومة« صراحة كما في البيان الوزاري الراهن, ما يعني ايضا ان كل ما بنى عليه حزب الله من آمال لالغاء القرار 1559 الداعي الى نزع سلاحه قد انهار حتى ولو تأخر تنفيذه بعض الوقت«.
المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها