أوساط
ديبلوماسية: الدول الأوروبية تطالب بتغيير قواعد الاشتباك في اليونيفيل
الأسد ونصر الله
"خارج المعادلة" بعد خريف ساخن في سورية ولبنان
04/08/2011
لندن - كتب حميد غريافي
اعرب
ديبلوماسي خليجي في الامم المتحدة بنيويورك امس عن قلق بلاده من ان تكون
الخروقات الاسرائيلية البرية للخط الازرق مع لبنان في منطقة الوزاني يوم
الاحد الماضي وفي خراج بلدة ميس الجبل في اليوم التالي محاولات لاستجلاب
حادث دموي مع الجيش اللبناني كما حدث في العديسة على الحدود العام الماضي
وادى الى مقتل ضابط وجندي اسرائيلي, يكون ذريعة لشن حرب واسعة النطاق على
لبنان للقضاء على "حزب الله".
ونقل الديبلوماسي ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن امس عن معاوني الامين
العام للامم المتحدة بان كي مون اعتقادهم ان القيادة العسكرية الاسرائيلية
تحاول استغلال غضب قيادة القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) من عمليات
"حزب الله" الارهابية ضد وحداتها الفرنسية والايطالية والاسبانية, لجس نبض
هذه القوات عبر اختراقات الخط الازرق واقتحام الحدود اللبنانية لمعرفة ما
اذا كانت "يونيفيل" غيرت موقفها من "حزب الله" والجيش اللبناني وباتت
متشددة معهما او انها ادخلت تعديلا جذريا على "قواعد الاشتباك" الضبابية في
القرار 1701 بحيث نقلت باريس وروما ومدريد الى مجلس الامن تهديدها
بالانسحاب من قوات "يونيفيل" ما لم تمتلك وحداتها هناك صلاحيات قتالية
دفاعية اوسع ذودا عن ضباطها وجنودها, ما يعني تغييرا جذريا في قواعد
الاشتباك".
وسأل الديبلوماسي الخليجي "أين عنتريات حسن نصرالله وتهديداته باحتلال
الجليل ومهاجمة منشآت النفط والغاز الاسرائيلية البحرية, وضرب تل ابيب
وابعد منها بالصواريخ الايرانية والسورية, عندما يلفه صمت القبور حيال
خروقات اسرائيل رغم ان مربعاته في جنوب الليطاني قرب الحدود تماما حيث ينشر
المئات من عناصره بلباس مدني في القرى والبلدات ومنها منطقتا الوزاني وميس
الجبل?" فإذا "كان نصرالله يجس نبض القوات الدولية واسرائيل على الخط
الازرق, فقد حصل على الجواب مرتين في غضون 24 ساعة, حتى ان هذا الصمت
المريب اضطر الممثل الخاص لبان كي مون في الشرق الاوسط مايكل وليامز لأن
يرد هو بدلا من زعيم "حزب الله" الاوحد والتحذير من امكانية وقوع حرب خلال
ساعات في اشارة واضحة الى الوضع الهش القابل للانفجار في اي لحظة من طرف
اسرائيل".
واخذ الديبلوماسي الخليجي على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي "تصرفاته
الشاذة المضحكة احيانا بسبب وقوعه تحت رحى "حزب الله" ونظامي دمشق وطهران,
اذ قابل شكوى وليامز من اعتداءات "حزب الله" على "يونيفيل" بإبداء "قلقه
العميق" من "الانتهاكات" الاسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان من دون ان يرف
له جفن قلق من انتهاكات "حزب الله" المتكررة لسيادة "يونيفيل" الدولية
وانزال قتلى وجرحى في صفوفها فيما اسرائيل تتنزه داخل الحدود وتعود في كل
مرة الى قواعدها سالمة من دون ان يتحرك الجيش ولا "حزب الله" للدفاع عن
سيادة بلدهما.
واكد الديبلوماسي الخليجي ان "حزب الله" لا يمكنه الان خوض معركة او حرب مع
اسرائيل رغم امكانياته الصاروخية الهائلة التي يمكن ان تقتل مئات من
الاسرائيليين وتجرح اخرين وتهجر الالاف من منازلهم الى مناطق اخرى وتحدث
ذعرا في المدن التي ظلت بعد 61 عاما من احتلال فلسطين بمنأى عن القتال
والحروب, فاسرائيل قادرة بما لديها من اسلحة متطورة وتكنولوجيات حديثة
انزال خسائر فادحة بلبنان و "حزب الله" والقضاء على المقاتلين الايرانيين
قضاء شبه مبرم وتحويل لبنان الى ارض محروقة لعشرات السنوات المقبلة وتهجير
حوالي 800 الف شيعي من مناطقهم الجنوبية الى الداخل, في الوقت الذي لن
يستطيع فيه نظام بشار الاسد تحريك اي ساكن او المشاركة بالحرب الى جانب حسن
نصرالله بسبب انزلاقه القوي والمستمر نحو هاوية النهاية.
وقال الديبلوماسي: قد لا نبالغ اذا اعتقدنا ان الخريف المقبل سيكون ساخنا
جدا في المنطقة سواء على الصعيد الاسرائيلي - اللبناني - او على الصعيد
السوري الداخلي, بحيث قد لا يأتي العام المقبل حتى تكون الامور قد تبدلت
تبدلا جذريا في هذه المنطقة المضطربة, فلا بشار الاسد سيكون موجودا على رأس
الحكم في سورية, ولا حسن نصرالله سيكون موجودا على رأس دويلته البائدة في
لبنان.
|