البنتاغون بصدد
فتح تحقيق بوقوع أسلحتها في أيدي حلفاء إيران وسورية
حزب الله
والتيار العوني يدفعان رواتب شهرية إلى ضباط وجنود من مؤيديهما داخل الجيش
لندن - كتب حميد غريافي:
كشفت أوساط ديبلوماسية عربية قريبة عادة من وزارة الدفاع الأميركية
(البنتاغون) في واشنطن النقاب أمس عن أن الوزارة تتجه إلى فتح تحقيق حول
إمكانية وصول مساعدات عسكرية أميركية إلى الجيش اللبناني إلى »أيدي مؤيدي
حزب الله والتيار العوني داخل المؤسسة العسكرية اللبنانية, بعدما تبين
للأميركيين أن مئات الضباط والجنود اللبنانيين الشيعة والمسيحيين
المتعاطفين مع الحزب والتيار يتقاضون رواتب شهرية منهما مرسلة بانتظام من
إيران بهدف منع الحكومة اللبنانية من استخدام قواتها المسلحة في حالات
الضرورة القصوى للحفاظ على السلم الأهلي والتصدي لأي محاولات من فريق »8
آذار« المعارض الحليف لسورية وإيران للإخلال بالأمن في البلاد كإقفال
الطرقات واحتلال المؤسسات الحكومية وشل الحركتين الاقتصادية والاجتماعية
بشكل كامل ومنع تدفق الأسلحة والإرهابيين من الأراضي السورية«.
ونقلت الأوساط الديبلوماسية إلى »السياسة« في اتصال بها من لندن عن مسؤول
كبير في »البنتاغون« قوله »إننا بتنا نخشى فعلاً أن تقع الأسلحة الأميركية
المرسلة لدعم الجيش اللبناني, وآخرها صفقة سيارات عسكرية من نوع همفي, في
أيدي من تعتبرهم الولايات المتحدة إرهابيين مدرجين على لوائح الإرهاب
الأميركية وبعض الدول الأوروبية مثل »حزب الله« والفصائل الفلسطينية
الموجهة من خارج الحدود اللبنانية كسورية وإيران, وفي أيدي أحزاب وقيادات
مثل الحزب القومي السوري الاجتماعي والتيار الوطني الحر التي تعكف الإدارة
الأميركية حالياً على دراسة أوضاعها لشمولها في لوائح الإرهاب طالما باتت
جزءاً من السياستين السورية والإيرانية المعاديتين لنا في المنطقة واللتين
تهددان المصالح الأميركية فيها«.
واستناداً إلى معلومات استخبارية أميركية من لبنان »تبدي وزارة الدفاع في
واشنطن قلقاً حقيقياً منها«, فإن »حزب الله يدفع منذ أشهر لأكثر من 2500
ضابط وجندي شيعي داخل مؤسسة الجيش اللبناني رواتب شهرية إضافية على رواتبهم
من الحكومة اللبنانية, فيما انيط بالعماد ميشال عون وجماعاته داخل الجيش
دفع رواتب مماثلة لضباط وجنود مسيحيين من مؤيديه«. وقال مسؤول البنتاغون
»إننا بصدد فتح تحقيق رسمي حول هذه المعلومات المتضمنة أسماء عشرات الضباط
اللبنانيين الشيعة والمسيحيين من مختلف الرتب, والتي أكدت أن الرواتب
المدفوعة لهؤلاء تتراوح ما بين 500 و1500 دولار أميركي شهرياً فيما الضباط
من أصحاب الرتب العالية مثل عقيد ولواء يتقاضون رواتب إضافية تصل إلى 3
آلاف دولار«.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة »ستوجه إلى هؤلاء الضباط الواردة أسماؤهم
ورتبهم والمواقع التي يشغلونها داخل الجيش, تهم التعامل مع إرهابيي (حزب
الله والتيار العوني) وقبض أموال منهم لشق الجيش في حال صمم هؤلاء
الإرهابيون على تصعيد تحركاتهم الأمنية في لبنان بهدف إسقاط نظامه
الديمقراطي المدعوم من المجتمع الدولي بضغط من إيران وسورية«.
وكشف المسؤول الدفاعي الأميركي النقاب عن أن الولايات المتحدة »هي الآن
بصدد مطالبة الحكومة اللبنانية وقيادة قواتها المسلحة بالعمل الفوري على
وقف هذا الاختراق الإيراني - السوري الخطير للمؤسسة العسكرية التي تعمل
إدارة الرئيس بوش وعدد كبير من الدول الأوروبية والعربية على تعزيز طاقاتها
ومواردها لتصبح قادرة فعلاً على حماية اللبنانيين في كل أراضيهم, وإلا
فإننا قد نصبح مضطرين في وقت قريب جداً لوقف أي مساعدات عسكرية إلى لبنان,
وكذلك سيفعل حلفاؤنا في العالم«.
وذكرت المصادر الديبلوماسية العربية ل¯ »السياسة« أن هناك »اتجاهاً قوياً
داخل »البنتاغون« نحو ربط المساعدات العسكرية الأميركية والأوروبية إلى
الجيش اللبناني بتغيير قيادته ورئاسة أركانه والطاقم العسكري المسيطر على
مؤسسته بعدما كانت واشنطن قللت حتى الآن من معلومات ونصائح وردتها خلال
العام الماضي من حلفائها في لبنان وفرنسا وإيطاليا واسبانيا وبريطانيا, عن
أن قيادة الجيش اللبناني مازالت في المكان الذي تركه الانسحاب السوري
العسكري من لبنان في أبريل ,2005 تحت قيادة رئيس الجمهورية إميل لحود
الفعلية, وهو كما يعلم الجميع بمثابة المندوب السامي لنظام بشار الأسد في
البلد«.
ونسبت المصادر الديبلوماسية إلى معلومات من استخبارات »البنتاغون« وكالة
الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إي) واستخبارات القوات الدولية
(يونيفيل) في لبنان, تأكيدها إن »اختراق حزب الله والتيار العوني الخطير
لقيادات وعناصر في الجيش اللبناني ومساعداتهما المالية لها, ظهرت وما زالت
تظهر في تعاون قادة ألوية هذا الجيش المنتشرة في الجنوب بموجب القرار 1701
إلى جانب القوات الدولية مع عناصر حزب الله في منطقة جنوب نهر الليطاني
التي لم يخلها كما هو مفترض, حيث يعيد الحزب ترميم بناه التحتية العسكرية
قرب الحدود الإسرائيلية التي دمرت خلال حرب تموز - اب الماضية, عن طريق
إعادة حفر الخنادق والملاجئ وقواعد الصواريخ تحت الأرض ونقل الأسلحة
والمعدات إليها بمعرفة من بعض ضباط الجيش اللبناني هناك وربما بمساعدته«.
وقالت المعلومات إن »الأمر توضح فعلاً بالصدام الذي حدث قبل أيام في
منطقتين في بلدة زوطر الحدودية التي عاد إليها حزب الله بعد الحرب كما كان
في السابق, بين عناصر منه بلباس مدني ودورية عسكرية مؤللة اسبانية من قوات
(اليونيفيل) التي دهمت تلك العناصر بالجرم المشهود وهي تحفر الخنادق
والمواقع القريبة جدا من الشريط الحدودي, بعدما كانت دوريات دولية أخرى
أبلغت قيادتها في الناقورة بأن عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر
وربما الصواريخ تفرغ حمولاتها بشكل مستمر في بعض مناطق قضائي صور وبنت
جبيل, وكل ذلك بمرأى ومسمع الجيش اللبناني المنتشر في تلك المناطق«.
وذكرت معلومات ال¯ »سي. آي. إي« التي باشرت منذ مطلع هذا العام تنفيذ خطة
وضعها الرئيس جورج بوش لتعزيز الدور الأمني الأميركي في لبنان »لمواجهة
إرهابيي إيران وسورية الذين يحاولون قلب الحكم الديمقراطي المدعوم دولياً«,
إن »تعاون قادة ألوية الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود اللبنانية
الشرقية مع سورية مع حزب الله لتهريب السلاح والإرهابيين إليه من نظام بشار
الأسد, لا يقل حدة وتواطؤاً عن تعاون الجيش معه في الجنوب«. |