"خطة مارشال" لإعادة الإعمار بعد سقوط
الأسد تكلف حوالي 45 مليار دولار
جيش سوري - روسي يضم 130 ألفاً من النخبة
يقود الحرب
09/08/2012
لندن - كتب حميد غريافي:
كشف نائب في "الجمعية الوطنية الفرنسية" (البرلمان) في باريس, أمس, أن
مؤتمراً دولياً يضم معظم الدول ال¯133 التي صوتت الأسبوع الماضي في الجمعية
العامة للأمم المتحدة ضد نظام بشار الاسد, "سيعقد فور سقوط البعث الذي بات
متوقعاً في اي لحظة, لاعتماد "مشروع مارشال" دولي-عربي لإعادة اعمار المدن
والمناطق السورية التي دمرها نظام الاسد خلال الاشهر السبعة عشر الاخيرة,
على غرار إعادة إعمار دول اوروبا "بمشروع مارشال" الاميركي بعد انتهاء
الحرب العالمية الثانية".
وقال البرلماني الفرنسي ل¯"السياسة" ان "هذا المشروع المطلوب ان ترصد الدول
لتنفيذه حتى الآن مبلغ 45 مليار دولار يمثل الجزء الأكبر من الخسائر
والاضرار البشرية والبنى التحتية على مختلف أنواعها, ستحدد مدة تطبيقه بخمس
سنوات, وتتحمل دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة نصف تكاليفه (نحو 23
ملياراً) فيما تقدم الدول الغربية المبلغ المماثل على خمس مراحل, وستكون
عمليات الانفاق على المشروع بأيدي لجنة دولية-عربية تشرف لوجستياً على
اعادة الاعمار والتعويض على المتضررين".
وأضاف ان "المسح الأولي الذي تم في مطلع يونيو الماضي للخسائر في سورية على
أيدي جمعيات ومؤسسات إنسانية دولية ومحلية مدعومة بصور من اقمار التجسس
الصناعية, تشكل نحو 60 في المئة أضراراً ودماراً شبه كامل للمناطق الآهلة
و40 في المئة من عدد السكان الاجمالي البالغ 23 مليون نسمة (نحو 10 ملايين
نسمة) الذين شملتهم عمليات القتل والإخفاء والاصابة والاعتقال والنزوح الى
مناطق اخرى في الداخل والخارج".
وأكد النائب الفرنسي, استناداً الى تقارير حكومية أوروبية, ان المناطق
والمحافظات الساحلية السورية الشمالية الممتدة من دمشق حتى آخر نقطة على
الحدود مع تركيا في ادلب "هي الاكثر تضررا وخرابا ونزوحاً, لأنها تمثل في
نظر النظام غير السني من الناحية المذهبية (العلوية) العقبة الكأداء في وجه
اقامة الدويلة العلوية التي عمل على وضع اسسها في شمال البلاد حافظ الأسد
وقادته السياسيون والعسكريون والامنيون من طائفته العلوية سراً وعلناً,
لتكون جاهزة للاعلان عنها في مثل الحالة الراهنة التي يتعرض فيها النظام
العلوي بقيادة بشار وشقيقه واقاربه وكبار ضباطه العلويين لمحاولات التصفية
والقضاء عليهم وعلى احلامهم مستحيلة التحقيق".
في سياق متصل, وصف ديبلوماسي بريطاني في لندن زيارة امين المجلس الاعلى
لمجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي دمشق بأنها "قد تكون الزيارة
الاخيرة لمسؤول ايراني بهذا المستوى قبل سقوط النظام, خصوصاً ان روسيا
نفسها بدأت تروج لهذا السقوط", مشيراً إلى أن جليلي "لم يقتنع بما سمعه في
دمشق من مسؤوليها ورأس هرمها عن قوة النظام وقدرته في القضاء على الثورة".
ونقل الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" عن تقارير ديبلوماسية واردة من
دمشق وبيروت وتل أبيب تأكيدها ان "السفن الحربية الثلاث الروسية التي هي في
طريقها الى قاعدتها في ميناء طرطوس وعلى متنها مئات الضباط والجنود الروس
قد لا تتعدى مهمتها الانتظار بعض الايام لمعرفة ما اذا كان عليها استئناف
اجلاء عشرات آلاف الرعايا الروس المدنيين الذين ليست هناك ضرورة ملحة
لوجودهم او بقائهم في سورية, بعدما كان جسر بحري روسي نقل منذ منتصف الشهر
الماضي اكثر من 20 ألفا من الرعايا الروس العاملين في ميناء طرطوس, وفي
اماكن حكومية عسكرية وامنية سورية اخرى".
وأكدت معلومات قال الامين العام "لحزب الوطنيين الأحرار السوريين" أحمد
جمعة أنه حصل عليها من "مصدر مقرب من مجلس الامن القومي في روسيا", أن
"موسكو تقود الحرب في سورية بشكل شبه مباشر وان الرئيس فلاديمير بوتين
يتلقى يومياً تقارير عسكرية واستخبارية عن سير المعارك هناك من وزير الدفاع
اناتولي سيرديكوف ومن مدير الاستخبارات الفدرالية ألكسندر بورتنيكوف, بعدما
باتت روسيا تقود هذه الحرب من خلال "جيش هجين" ظاهره سوري وقيادته روسية
وتعداده نحو 130 ألف مقاتل معظمهم من قوات النخبة عالية الكفاءة والتدريب,
جميعهم ينتمون الى الطائفة العلوية, وبينهم أكثر من 15 ألف مقاتل روسي
مؤلفين من ضباط وخبراء عسكريين متواجدين بشكل دائم منذ عشرات السنين في
سورية, ونحو اربعة آلاف مقاتل "محترف" من الشيشان الروس الذين يملكون خبرات
عالية في الحروب الاهلية وهم من قادها في عاصمة الشيشان غروزني, وهم نفسهم
من تدخلوا في النزاع في شمال القوقاز (أوسيتييا الجنوبية) وجورجيا".
ويملك هذا الجيش "الهجين" 20 ألف مقاتل في الدفاع الجوي مع نحو 400 طائرة
حديثة من طراز "ميغ 29", والباقي من طراز "ميغ 23" و"ميغ 25" وعلى استعداد
لتسليح هذا الجيش بعشر طائرات هجومية من طراز "ميغ 31" إذا احتاج الأمر.
وتوجد عشرات الحوامات الهجومية المعدلة و900 من بطاريات الصواريخ "زينيت"
منها 300 من طراز "اس 75 دفينا" و"اس 75 فولفا" و200 بطارية "كوب" و140 "اس
125 نيفا" و"اس 125 بيتشورا" و60 منصة "اوسا" ونحو 500 منصة صاروخية بعيدة
المدى من طراز "اس 200 انغارا" و"فيغا" و"دوبنا" وبعضها من طراز "بوكي"
و"باتسيري" تم نشرها على الحدود التركية وأكثر من 4000 مضادات جوية "زينت"
عيار 23- 100 ملم.
ويوجد استعداد لتسليح هذا الجيش "الهجين" بأحدث المنصات الصاروخية للدفاع
الجوي "اس 400", وتم تزويده برادارات متنقلة (ميني رادار) محمولة على
سيارات مدنية جوالة في حالة تم ضرب الرادارات الثابتة ترسل الى الاقمار
الصناعية الروسية كل المعلومات عن المجال الجوي السوري.
وتم اكتشاف وضرب المقاتلة التركية في 22 يوليو الماضي بإشراف روسي مباشر من
الرادارات الروسية واعطى الأمر الروس مباشرة باسقاط الطائرة بصاروخ مزود
بليزر للتعقب والتحكم به, وفقط من ضغط على الزر ضابط سوري بجانبه كان يقف
ضابط روسي.
ونقل جمعة عن مصدر في مركز البحوث الستراتيجية في موسكو قوله ان القيادة
الروسية وضعت الخطة "ب" البديلة في حال تدخل الغرب وخاصة حلف "الناتو"
لاسقاط نظام الاسد, وتتلخص بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لبحث مشروع
قرار تقدمه بإرسال قوات حفظ السلام بين الجيشين "الهجين" و"الحر" لمنع حدوث
تطهير عرقي ضد الاقليات, سيما العلويين والمسيحيين, وخصوصا بعد فشل خطة
أنان.
واضاف المصدر ان "الغرب سيوافق فوراً على ذلك وسيتم طلب الموافقة على إرسال
قوات حفظ السلام الى سورية بتعداد عشرين ألف من "القبعات الزرق", معظمهم من
القوات الروسية المشاركة في الجيش "الهجين" الموجودة اصلا في سورية والبالغ
عددهم نحو 15 ألفاً, ويتم تطعيم تلك القوات بخمسة الاف من القوات متعددة
الجنسيات "يونيفيل" عربية وافريقية وهندية واوكرانية واوروبية شرقية على
غرار القوات الموجودة في جنوب لبنان, وهذه الخطة اصبحت جاهزة للتنفيذ بعد
انتهاء كتائب الأسد من رسم الحدود النهائية للدويلة العلوية".
تركيا توجه تحذيراً "صريحاً" و"ودياً" لإيران
أنقرة - وكالات: أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو, أمس, ان بلاده
حذرت ايران "على نحو صريح وودي" ضد إلقاء المسؤولية على أنقرة في أعمال
العنف في سورية.
وغداة محادثاته مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي الذي زار أنقرة لطلب
مساعدتها في الافراج عن الايرانيين المخطوفين في سورية, قال أوغلو في
تصريحات إلى الصحافيين في مطار أنقرة قبل أن يغادرها في زيارة إلى ميانمار
ان التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين أساءت للعلاقات بين البلدين
و"تنطوي أيضاً على امكانية للاضرار بإيران", مشيراً إلى أنه بالرغم من أن
التصريحات لم تصدر عن زعماء كبار في ايران الا أنها جاءت من أفراد يشغلون
مناصب رسمية.
وأضاف: "نتوقع أن يفكر هؤلاء المسؤولين في كل من تركيا وايران مرات قبل
الادلاء بأي تصريحات. جرى شرح موقفنا من المشكلة للسيد صالحي بشكل صريح
وودي", مؤكداً ان إلقاء اللوم على تركيا أو الاخرين لن يفيد أي دولة أخرى.
وأبلغ أوغلو نظيره الايراني ان تركيا ستحاول المساعدة في اطلاق سراح 48
ايرانيا احتجزهم معارضون سوريون على طريق مطار دمشق يوم السبت الماضي.
وحمل النظام السوري, مسؤولية إراقة الدماء من خلال استخدامه العنف المفرط,
ضد المعارضة, ومختلف أنواع الأسلحة في قتالهم, لافتاً إلى أن الوضع الحالي,
ناجم عن استخدام النظام للعنف المتزايد, وما تبعه من رد فعل على ذلك.
وكانت وزارة الخارجية التركية استبقت زيارة صالحي ببيان حاد اللهجة دانت
فيه ما وصفته بالاتهامات التي لا أساس لها والتهديدات غير المناسبة أبداً
من قبل إيران ضد تركيا.
وجاء هذا البيان رداً على تصريحات رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية حسن
فيروز آبادي الإثنين الماضي التي حمل فيها تركيا ودولا عربية مسؤولية
الدماء التي سفكت في سورية, محذراً من إمكانية أن تقع هذه الدول ضحية لنشر
"إرهاب" تنظيم "القاعدة".
|