أردوغان يؤكد أن دمشق اسقطت المقاتلة
التركية قبالة مدينة اللاذقية
موسكو تحاول الخروج بأقل الخسائر بعد ترنح النظام السوري واهتزازه
لندن - من حميد غريافي:
عواصم - وكالات:
كشفت مصادر روسية, أمس, أن الرئيس فلاديمير بوتين, الذي يواجه معارضة
قوية في الشارع الروسي وفي صفوف الأحزاب والتيارات السياسية
والاقتصادية, وحتى داخل بعض قيادة الجيش, بات قاب قوسين أو أدنى من
التخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه, مشيرة إلى أن مهمة سفينتي
الشحن الروسيتين البرمائيتين المتجهتين الى ميناء طرطوس تنحصر في إجلاء
الرعايا الروس, تزامنا مع تفاقم أعمال العنف في سورية.
وقال مدير مكتب احدى الصحف الروسية في لندن ل¯"السياسة", "إن بوتين هو
الذي سارع الى طرح فكرة عقد القمة مع نظيره الاميركي باراك اوباما في
المكسيك قبل ثلاثة ايام لأنه يحاول الخروج من مأزقه السوري بأقل اضرار
ممكنة إذ فشلت ادعاءاته بأن المسألة السورية هي بيضة القبان في مستقبل
إعادة التوازن بين أميركا وروسيا, مع العلم أن الرئيس الروسي يدرك ان
هذه المسألة هي من الصغر والثانوية العالميتين, بحيث لا يمكنها اعادة
الجبار الروسي السابق الى مستوى نظيره الاميركي الحالي, الذي بتر
للدولة الروسية الجديدة كل اطرافها في البلقان والقوقاز واوروبا
الشرقية".
واكد الصحافي الروسي ان بوتين كان ينوي زيارة اوباما في البيت الابيض
لو لم تتم قمة المكسيك بينهما اذ هو بحاجة الى حبل غليظ لإنقاذه من
البحر الهائج الذي وضع نفسه فيه من خلال معاداة المجتمع الدولي برمته
لوقوفه الى جانب نظام الأسد, ومن قبله نظام معمر القذافي ومساهمته
الحيوية في مجازر الأول ضد الشعب السوري المشهور بصداقته للشعب الروسي,
دون سبب او مبرر الا لمحاولة اعطاء نظامه درجة اعلى من السيطرة الدولية
على الساحة العالمية في وجه القوة الاميركية التي لم تعد تهتم بالقوة
الروسية طالما العالم بأسره يقف الى جانبها.
واماط المصدر اللثام عن ان مهمة سفينتي الشحن الروسيتين البرمائيتين
المتجهتين الى ميناء طرطوس السوري الساحلي برفقة سفينة ثالثة قاطرة
للانقاذ "اس اى 10" ليست كما اشيع وسرب من اجهزة الاستخبارات الروسية
والسورية لدعم حماية المواطنين الروس في طرطوس وسورية, ومعظمهم من
الخبراء العسكريين البحريين والجويين والبريين والنفطيين, وانما تنحصر
مهمة هذه السفن الثلاث في اجلاء الرعايا الروس بحرا مع عدد آخر من
السفن الموجودة في الميناء الروسي الوحيد في المتوسط اذ استدعت الحاجة,
ما يؤكد مخاوف بوتين من امكانية سقوط الاسد في اي لحظة, حيث ستتعرض
الجالية الروسية للكوارث, وميناء طرطوس للاحتلال, ما من شأنه ان يجلب
الكارثة على الرئيس الروسي داخليا بسبب خطأ موقفه من الملف السوري
الداعم للحكم الديكتاتوري ضد الشعب المطالب بحريته.
وقال الصحافي الروسي إن الدليل الواضح على ضعف موقف بوتين واهتزازه
وترنحه داخليا ودوليا, هو اصداره الاوامر من المكسيك بعد لقاء اوباما
بسحب سفينة الشحن الروسية التي كانت تتجه عبر المياه السوكتلاندية ثم
الاوسطية الى ميناء طرطوس وهي محملة بطائرات هيلكوبتر روسية هجومية من
طراز ام اي 25 قالت وزيرة الخارجية الاميركية انها مروحيات تستخدم لقمع
المتظاهرين المدنيين السوريين بعد تطويرها في روسيا وادخال تحسينات
ومعدات الكترونية وحربية عليها.
ونقل المراسل الصحافي الروسي عن مسؤول في وزارة الخارجية في موسكو قوله
ان ادارة بوتين باتت في المرحلة الاخيرة من رحلة اميالها الالف للتخلي
عن موقفها الى جانب نظام الاسد, وباتت على استعداد للتسليم بمطالب
المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن انقاذه في سورية ولكن دون تعريض المصالح
والرعايا الروس للاخطار.
من جهة أخرى, اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان, ان المقاتلة
اف-4 التي فقدت, أول من أمس, قبالة السواحل السورية قامت دمشق
بإسقاطها, في حادث قد تكون له تداعيات خطيرة في ظل الاوضاع الراهنة في
سورية, الامر الذي اكدته السلطات السورية بدورها.
واورد بيان لمكتب اردوغان بعد اجتماع ازمة في انقرة "بعد تقييم معطيات
جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في اطار اعمال البحث
والانقاذ, اتضح لنا ان سورية قامت بإسقاط طائرتنا", مضيفا أن "عمليات
البحث والانقاذ في شأن طيارينا الاثنين مستمرة".
وأشار إلى ان "تركيا ستعلن موقفها النهائي وستتخذ بعزم الاجراءات
الواجب تبنيها, حين يتم كشف الحقيقة كاملة حول هذا الحادث".
واوضح اردوغان في مؤتمر صحافي ان الحادث وقع على بعد 15 كلم قبالة
مدينة اللاذقية السورية (شمال غرب).
وفي دمشق, قال ناطق عسكري لوكالة الانباء السورية الرسمية "سانا", ان
"هدفا جويا مجهول الهوية اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الاقليمية,
فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي على مسافة كيلومتر من اليابسة واصابته
اصابة مباشرة فسقط في البحر" غرب محافظة اللاذقية.
واضاف "تبين لاحقا أن الهدف الجوي كان طائرة عسكرية تركية دخلت مجالنا
الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية".
ميدانيا, قتل ما لا يقل عن 46 شخصا في سورية, أمس, بينهم عشرة من
القوات النظامية, قتلوا لمحاولتهم الانشقاق في ريف دمشق, مع استمرار
الاشتباكات العنيفة واعمال القصف في دير الزور (شرق) وحمص (وسط) وريف
دمشق ودرعا.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان تسعة اشخاص, بينهم مقاتل معارض,
قتلوا في محافظة حمص بعد منتصف ليل أول من أمس, حيث تتعرض احياء عدة
للقصف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة عليها.
وافاد الناشطون ان القصف يطال منازل المدنيين في القصير ودير بعلبة وحي
جورة الشياح والرستن وتلبيسة.
وفي حماة, قتل ثلاثة اشخاص في اشتباكات بين الجيش ومسلحين.
كما قتل سبعة اشخاص بينهم طفلان في دير الزور حيث لاتزال عدة احياء
تتعرض للقصف من القوات النظامية, مع استمرار الاشتباكات العنيفة في بعض
الانحاء.
وفي محافظة ريف دمشق, اعلن المرصد نقلا عن ناشط من بلدة معضمية الشام
ان "السلطات السورية نقلت فجر أمس, من المنطقة الواقعة قرب جسر الشعبة
جثامين ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية, قتلوا من قبل الجيش
اثناء محاولتهم الانشقاق بعد منتصف ليل الجمعة السبت".