لندن - كتب حميد غريافي:
أحصت عناصر تابعة لأحد أجهزة الأمن اللبنانية الرسمية دخول 64 شاحنة
متوسطة الحجم, معظمها يستخدم عادة في نقل المواد الزراعية من البقاع
والجنوب مثل الخضار والفاكهة, إلى ضاحية بيروت الجنوبية, معقل "حزب
الله", وذلك منذ أحداث منطقة الطريق الجديدة, قبل حوالي أسبوعين, التي
تمكن خلالها سكان المنطقة من المسلحين من طرد شاكر البرجاوي منها "لأنه
- حسب مسؤول في "تيار المستقبل" - حصان طروادة داخل مجتمعنا المسالم
أدخله الحزب الإيراني ليزرع فساده وارتكاباته في منطقتنا, تماما كما
زرع حصان طروادة مماثلاً في المناطق المسيحية متمثلاً بميشال عون
والحزب السوري القومي الاجتماعي".
ونقل مسؤول حزبي من قوى "14 آذار" يزور لندن حاليا إلى احد عناصر
الجهاز الأمني اللبناني قوله, "إن هذه الشاحنات والفانات متوسطة الحجم
ال¯64 التي جرى تسجيل أرقامها ومواصفاتها على مدخلي الضاحية الجنوبية
الشرقي (من البقاع) والجنوبي, خلال الاسبوعين الماضيين, نقلت كميات
كبيرة من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف مدافع هاون 60 و120 ملم,
وقذائف "بي 7" و"آر بي جي", فيما جرى اخراج راجمات صواريخ "غراد"
و"كاتيوشا" من مستودعاتها في المنطقة ونشرها في بعض المساجد ومخازن بعض
المحلات التجارية والمدارس والحسينيات, وبعض الأحراج الكثيفة في
المرتفعات الشرقية الجبلية المشرفة على مطار بيروت والضاحية, وخصوصا
على مناطق غرب بيروت السنية. وأوضح المسؤول
الحزبي ل¯"السياسة" ان كل هذا الحشد من السلاح يهدف إلى استهداف مناطق
بيروت السنية "لأن أنواعه الصغيرة والمتوسطة ليست مخصصة لمحاربة
إسرائيل".
وأكد عنصر الأمن اللبناني ان "حزب الله وضع خطة لاحتلال مطار بيروت
وكامل منطق الطريق الجديدة وتهجير أهلها الى الداخل أو الى المناطق
السنية والمسيحية وذلك في 3 حالات: أولها سقوط مفاجئ لنظام بشار الأسد
إما بأعمال حربية وإما بالاغتيال وإما باتفاق دولي على ترحيله مع
عائلته الى الخارج, والثانية حدوث تطورات دراماتيكية في حال جرت تصفية
المخطوفين الشيعة في سورية على ايدي خاطفيهم, بحيث تهاجم مجموعات شيعية
بقيادتي الحزب و"حركة أمل" المناطق التي يوجد فيها بعض اللاجئين
السوريين مثل بلدة القاع (منطقة المشاريع في البقاع) او قرى أخرى
مسيحية او سنية مثل عرسال, لقتل هؤلاء اللاجئين واختطافهم انتقاماً
لمصرع المخطوفين.
أما الحالة الثالثة التي يمكن ان تدفع "حزب الله" و"حركة أمل" نحو
اجتياح جديد لبيروت, فهي رفض "14 آذار" الانضمام الى طاولة الحوار التي
حدد الرئيس ميشال سليمان موعد انعقادها في 11 يونيو المقبل, وتأكد "حزب
الله" غياب أي أفق لاتفاق سياسي يسمح له بالاحتفاظ بسلاحه.
وكشف المصدر الأمني ل¯"السياسة" أن جهاز الأمن العام اللبناني, الذي
يسيطر عليه "حزب الله" والشيعة عموماً, "سمح خلال الأسابيع الثلاثة
الماضية لأكثر من 200 من عناصر "الحرس الثوري" الايراني, بينهم قادة
كوادر ومدربون على أنواع جديدة من الاسلحة الايرانية التي تلقاها "حزب
الله" عبر الحدود السورية ومطار بيروت الدولي الذي هو أحد أهم المنافذ
الجوية للبنان الى جانب المنافذ البرية المطلة على الحدود السورية
المسيطر عليها من قبل جهاز الأمن العام, فيما يرافق مدير هذا الجهاز
اللواء عباس ابراهيم بعض القياديين السوريين الامنيين الى داخل لبنان
لعقد اجتماعات مع بعض المسؤولين الحكوميين والحزبيين ثم يرافقهم حتى
الاراضي السورية في طريق عودتهم".