25 هليكوبتر أوروبية لمراقبة الحدود السورية وقمر تجسس
صناعي فوقها على مدار الساعة
باريس للبنانيين: تصرفوا على أساس أن بلدكم
جزيرة وابحثوا عن طرقات بديلة لاقتصادكم
لندن-كتب حميد غريافي:
تفاعلت أمس
الخميس ردود الفعل العنيفة على الحملات الإعلامية المتلاحقة التي يشنها
تباعاً الرئيس السوري بشار الأسد على لبنان, فعمدت القوى اللبنانية الوطنية
في الداخل والخارج إلى الرد على حديثه إلى فضائية »دبي« الذي وصفته
الجاليات اللبنانية في بلدان الاغتراب ب¯»الحاقد والحسود والمنتقم« ففندت
مزاعمه وادعاءاته قانونياً, وطالبت الحكومة اللبنانية نفسها بإقفال الحدود
مع سورية وإيجاد الوسائل الجذرية للنقلين الجوي والبحري عبر طرقات أخرى لا
تمر بسورية.
ودعت أوساط
ديبلوماسية فرنسية في باريس أمس حكومة السنيورة إلى »البحث عن طرق تصدير
أخرى« إلى خارج لبنان غير الطرق المارة بسورية, لأننا على ما يبدو سنشهد
مرة أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة بعد نزول القوات الدولية في جنوب
لبنان وتمدد انتشارها إلى جانب الجيش اللبناني ليشمل طول الحدود السورية
البالغ نحو 278 كيلومتراً, اعتداء سورياً جديداً على القانون الدولي بإقفال
نظام بشار الأسد حدوده مع لبنان كما فعل مرتين خلال الأشهر العشرة
الماضية«.
وأعربت الأوساط
عن اعتقادها أن يكون الرئيس السوري بتهديده إقفال الحدود مع لبنان إذا
انتشرت عليها قوات دولية بمثابة »دفع سوري متعمد للحكم اللبناني« الراهن
المعادي له باتجاه فتح ابواب سلام مع اسرائيل تحفظ للبنان مصالحه وأمنه على
غرار الابواب التي فتحت بين مصر واسرائيل والاردن والدولة العبرية وبعض
الدول المغاربية والخليجية التي انشأت علاقات تجارية معها«.
وقالت الاوساط
الديبلوماسية الفرنسية ل¯ »السياسة« في باريس :»عليكم »اللبنانيون« ان
تنسوا حتى اشعار آخر, اي حتى سقوط نظام البعث في دمشق, ان لكم حدودا برية
مع سورية, وان تتصرفوا وكأن بلدكم- بوجود هذا الخطر السوري المستمر على
حدودكم-جزيرة مثل بريطانيا وقبرص وسواهما, وتنشئوا بدائل فورية لتصدير
اقتصادكم وتجارتكم الى الخارج فتستريحوا من هذا الظلم والتحكم وتستغنوا عن
اي اتصال بهذا النظام«.
وكشفت الاوساط
ل¯ »السياسة« النقاب عن وجود مفاوضات داخل الاتحاد الاوروبي للدول التي
سترسل قوات الى لبنان حول »امكانية ان تنقل معها 25 طائرة هليكوبتر لمراقبة
الحدود اللبنانية السورية الى جانب عدد مماثل يمتلكه الجيش اللبناني, كما
يجري البحث في ان تتكفل فرنسا وبريطانيا والمانيا واسبانيا وبلجيكا
وايطاليا وفنلندا والسويد والدنمارك بالمشاركة في تكاليف قمر صناعي للتجسس
لمراقبة تلك الحدود على مدار الساعة منعا لتهريب الاسلحة والصواريخ الى حزب
الله والفلسطينيين والعناصر الارهابية في لبنان«
الردود
اللبنانية في الخارج
واصدر »المجلس
العالمي لثورة الارز« في واشنطن امس بيانا هاجم فيه »غطرسات« الرئيس السوري
بشار الاسد في حديثه المتلفز في اليوم السابق قائلا:» اننا لم نفاجأ
بعدائية الرئيس السوري هذه ولم نكن نتوقع الا مثل هذه التصرفات الحاقدة
والانتقامية ضد حكم ثورة الارز في بيروت«.
وقال رئيس
المجلس جو بعيني ل¯ »السياسة«: للرد على مثل هذه المواقف التي صدرت عن رأس
النظام البعثي السوري ضد لبنان قدمنا الى بعثات الامم المتحدة في الواحد
والعشرين من مايو الفائت خارطة تبين المناطق المتنازع عليها على الحدود
اللبنانية السورية البالغ عددها 36 خرقا لاراضينا, وهي خارطة وضعها الجيش
اللبناني عام .1975 وخلال لقاءاتنا مع اعضاء مجلس الامن الدولي تبين لنا
أنهم مقتنعون بأن كل الخلافات بين لبنان وسورية سببها تصرفات نظام الاسد
البعثي وبأن هذه المشكلات ستستمر «.
وذكر
البعيني: إننا نأمل في أن يمتثل الرئيس الاسد للقرار الدولي 1680 الداعي
الى ترسيم الحدود بين لبنان وسورية بما فيها مزارع شبعا والى عدم رفض
القرار 1701 الداعي الى نشر القوات الدولية لمساعدة الجيش اللبناني على
مراقبة حدوده مع سورية, والا فاننا نعرف تماما ان هناك توجها دوليا لارسال
قوات طوارئ دولية
رادعة استنادا
الى الفصل السابع من القانون الدولي المتضمن استخدام القوة.
وقال رئيس
المجلس العالمي لثورة الأرز أن مخاوف اللبنانيين منذ سنوات طويلة »ناجمة عن
اعتبار السوريين لبنان بمثابة إحدى محافظاتهم وهذا فعلاً ما يدرسونه
لتلاميذهم في مدارسهم«.
وأضاف إلى
قوله: »إننا نريد أن نذكر دكتاتور دمشق بأن نظامه احتل لبنان طوال ثلاثين
عاماً لكنه لم يستطع ابتلاعه, وأن عليه بعد الآن أن يحترم بلدنا وسيادتنا
واستقلالنا في لبنان«.
الحرب على
لبنان
وبدورها أصدرت
المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية-الكندية أمس بياناً اتهمت فيه بشار
الأسد
ب¯»إعلان حرب
على لبنان واللبنانيين«.
وقال البيان
الذي أرسل إلى »السياسة« في لندن:
في عهد
الأسد الابن البعثي المتميز بالتقلبات الحادة والصبيانية الفاقعة والانسلاخ
الفاضح عن الواقع والغربة القاتلة عن القدرات, لم يعد يحكم العلاقات
اللبنانية-السورية لا المنطق ولا العقل ولا القوانين والشرائع ولا حتى ما
يسمى زوراً »الأخوة« و»رخاوة الخاصرة« وهرطقة وحدة المصير والمسار.
إن ما
يحكم هذه العلاقة ويتحكم بمفاصلها كافة قد أمسى الحقد والغيرة ونزعات
الانتقام والرفض الهستيري لانتهاء دور سورية الإقليمي نهائياً عقب انسحابها
المهين من لبنان السنة الماضية.
في هذا
السياق المرضي جاءت تصريحات الرئيس السوري أول من أمس خلال مقابلة مع قناة
دبي الفضائية حيث
عندما سئل عن
موقف بلاده في حال تم تموضع قوات دولية على حدودها مع لبنان
قال:
»هذا يعني خلق حالة عداء بين سورية ولبنان...وهذا ينفي سيادة لبنان..
وفي نفس
المقابلة رفض أي ترسيم لمزارع شبعا قبل انسحاب إسرائيل منها. وتزامن كلام
الأسد العدائي هذا مع تهديد لوزير خارجيته وليد المعلم الذي بشرنا بإمكانية
إقفال الحدود
اللبنانية-السورية نهائياً في حال وصلت إليها القوات الدولية.
تستنكر
المنسقية هذا التعدي الفاضح الصادر عن سابق تصور وتصميم عن حاكم سورية
وتعتبره إعلان حرب واضحاً يستهدف لبنان وكل اللبنانيين, وبناء عليه فهي
تناشد مجلس الأمن الدولي وكل دول العالم الحر والجامعة العربية التدخل
الفوري والحاسم وعقد جلسة طارئة لبحث الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية
والتنفيذية الكفيلة بلجم جماح النظام السوري ووضع حد نهائي لانتهاكاته
المستمرة منذ عقود لسيادة لبنان وحقوق أهله ولكافة شرائع الحقوق والاتفاقات
الدولية.
|