نقل ديبلوماسي
بريطاني عن مسؤولين في البنك الدولي ومؤسسة الغذاء العالمية التابعة
للأمم المتحدة قولهم ان "نظام بشار الاسد لم يعد قادراً على تحمل
مسؤولياته الحياتية تجاه السوريين ما لم يستكمل عمليات تهريب حوالي نصف
وارداته الغذائية والتجارية على مختلف انواعها عبر دول مجاورة مثل
لبنان والاردن عن طريق البر, فيما لم تبدأ بعد عمليات شراء ايران
واردات الحبوب من قمح وشعير وذرة, نيابة عن سورية, لنقلها عبر الحدود
العراقية, لأن الاوضاع في العراق مشوشة وهشة والصراع السياسي الداخلي
بين الاجنحة المتصارعة على أشده, ومن غير المؤكد ان تتمكن حكومة
المالكي من تنفيذ رغبات حلفائها في طهران بمساعدة حليفهم بشار الاسد
بوجود معارضين لهذه المساعدة".
وقال الديبلوماسي ل¯"السياسة", امس, ان مجموعة من اثرياء لبنان من
حلفاء سورية امثال آل ميقاتي وكرامي والوزير السابق عبد الرحيم مراد
وتجار مقربين من "حزب الله" و"حركة أمل" ومديري بنوك لها فروع في
سورية, وممولين لبنانين وعرباً, يحاولون انشاء شبكات تهريب واسعة على
امتداد الحدود اللبنانية - السورية, لنقل آلاف الاطنان من المواد
الغذائية التي لم تعد تصل سورية بسبب العقوبات الدولية, وخصوصاً
الاوروبية, على مصادرها المالية بما في ذلك تعاملات البنك المركزي
السوري مع الخارج لدفع اثمان المشتريات المطلوبة, فيما تراقب اجهزة
الامن اللبنانية وأقمار التجسس الصناعية وعملاء الاستخبارات العربية
والدولية عشرات الشاحنات والصهاريج التي تعبر يومياً اراضي لبنان الى
سورية محملة بالسلع المهربة ظناً من مرسليها انهم بمنأى عن المحاسبة
الدولية".
وذكر الديبلوماسي, استناداً الى تقارير ديبلوماسية واردة من بيروت
ودمشق وعمان وتل أبيب, ان اقرباء رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي
وبينهم اشقاؤه وابناؤهم, وكذلك اقرباء رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي
والوزير السابق عبدالرحيم مراد رجل الاستخبارات السورية في البقاع,
وعدد من كبار ضباط الجيش والامن الموالين لسورية, ينظمون قوافل من
الشاحنات الغذائية عبر سلسلة الجبال اللبنانية الشرقية في البقاعين
الغربي والشمالي وعبر الحدود الشمالية المفضية الى الساحل السوري مثل
حمص واللاذقية وحماه وطرطوس وبانياس, كما يرسلون بواخر متوسطة الحجم
يمتلكها تجار لبنانيون من طرابلس وبيروت الى تلك المناطق بعضها محمل
بوقود الديزل الضروري لتشغيل المركبات العسكرية الثقيلة من دبابات
وشاحنات وناقلات عملاقة, بعدما توقفت واردات هذه المادة كلياً تقريباً
بعد استهلاك الجيش السوري خلال الاشهر الثلاثة الماضية كميات منها وصلت
من روسيا وايران".
وكشف الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" ان تصريحات وزير النفط السوري
سفيان علاو اول من امس بشأن "تعرض قطاع النفط لخسائر فادحة بسبب
العقوبات تقدر قيمتها بنحو ثلاثة مليارات دولار, واصابته بأضرار بالغة
نتيجة الاعمال التخريبية التي تقدم بها المجموعات الارهابية المسلحة
والتي ادت الى استشهاد 25 مهندساً وفنيا وعاملا", (هذه التصريحات) لم
تكشف كل الحقيقة الواردة في تقارير استخبارية اوروبية من سورية وهي ان
ما بين 50 و75 خبيراً روسياً وايرانياً قتلوا في هجمات شنت على خطوط
النفط السورية وبعض المصافي في شمال وشرق البلاد خلال الاشهر الخمسة
الماضية.