الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

كتب حميد غريافي


أنقرة حضت "مجلس التعاون" على المشاركة بقوات من "درع الجزيرة" ومقاتلات جوية

19/03/2012

محادثات تركية - خليجية بشأن "المنطقة الآمنة" داخل سورية

لندن - كتب حميد غريافي:
تجري الحكومة التركية منذ مطلع الشهر الجاري تقريباً اتصالات مع عدد من الدول الأوروبية والعربية, سيما الخليجية, لمعرفة مواقف هذه الدول من "القرار الذي يبدو ان انقرة اتخذته بالفعل أخيراً لإنشاء منطقة آمنة داخل الحدود السورية" بهدف حماية المدنيين الفارين من بطش قوات نظام بشار الأسد.
وقالت أوساط ديبلوماسية إماراتية في ابوظبي ل¯"السياسة", أمس, ان مبعوثين أتراكاً, بينهم مسؤولون امنيون وعسكريون يتقاطرون منذ نحو اسبوعين على دول مجلس التعاون الخليجي, وتحديدا على الرياض والدوحة وأبوظبي, للبحث في الاقتراحات السعودية والقطرية الاخيرة, إرسال قوات عربية ودولية الى سورية لحماية ممرات آمنة للسكان المدنيين والتي رفضها نظام الأسد رفضا قاطعا, مع ادخال تعديلات طفيفة على هذه الاقتراحات بحيث تتحول الى انشاء "منطقة آمنة" تركية داخل الحدود السورية بعمق ما بين 5 و8 كيلومترات وامتداد ما بين 10 و15 كيلومترا على الحدود من البحر باتجاه الشرق, يمكن لقوات خليجية من "درع الجزيرة", المشاركة في حمايتها الى جانب قوات تركية مؤلفة من حوالي 350 دبابة و100 بطارية مدفعية وعشرات القواعد الصاروخية, وكل ذلك تحت مظلة جوية تركية لمنع السوريين من الاعتداء على هذه "المنطقة الآمنة" التي قد تؤوي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة نصف مليون لاجئ سوري, بحسب التقديرات التركية, إذا لم يحسم المجتمع الدولي موضوع وقف القتال في سورية وسحب قوات النظام الى ثكناتها وادخال المعونات الانسانية الى اكثر من اربعة ملايين سوري مدني تضرروا من الهجمات الوحشية الحكومية على مدنهم وقراهم ومنازلهم خلال الاثني عشر شهرا الفائتة".
وكشفت الأوساط الديبلوماسية الاماراتية أن تركيا "عرضت على الدول الخليجية مشاركتها سلاح الجو التركي المرابط في المطارات التركية لمراقبة "الحزام الأمني" في الجهة السورية المقابلة من الحدود, كما اقترحت عليها ارسال اعداد محدودة من القوات البرية تشارك القوات التركية التمركز في نقاط ستراتيجية داخل ذلك الحزام, للتصدي لأي اعتداء سوري على النازحين السوريين الذين بلغ عددهم حتى الآن داخل الحدود التركية حوالي 16 ألفاً, وهو في تزايد مستمر".
وأعربت الأوساط عن اعتقادها ان توافق السعودية وقطر من دون تردد طويل على ارسال قوات تابعة "لدرع الجزيرة", فيما قد توسط تركيا الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي, لدى الكويت والامارات وسلطنة عمان للالتحاق بهذه القوات العربية- الاقليمية لانشاء المنطقة الآمنة للمدنيين السوريين داخل بلدهم, والتي تمهد- ربما في ما بعد- الى دخول الحلف الاطلسي هذه المهمة من دون الحاجة الى قرار من مجلس الامن".
ونقلت الاوساط الاماراتية عن ديبلوماسي تركي في ابوظبي قوله ان خبراء الجيش التركي كانوا حصلوا منذ العام 2006 من وزارة الدفاع الاسرائيلية, قبل تدهور العلاقات بين البلدين, على الخطة الكاملة لانشاء "الحزام الأمني" الاسرائيلي في جنوب لبنان العام 1983 اثر غزوها بيروت, وعلى التجارب السلبية والايجابية التي نجمت عنه, استناداً الى اكتساب الاسرائيليين خبرات واسعة في اقامة مثل هذا الحزام.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها