دعوة
إلى حسم أمرهم بدعم الثورة أو
النأي بالنفس
تحذيرات
من تهجير دروز سورية جراء
مزايدات جنبلاط وارسلان ووهاب
باريس- كتب حميد غريافي:
23/01/2012
أعربت شخصية سياسية -
اقتصادية درزية سورية, أمس,
عن قلقها من أن تؤدي تحركات
"الترويكا" الدرزية اللبنانية
باتجاه دعم نظام بشار الأسد
أو بالاتجاه المعاكس الذي بدأ
وليد جنبلاط كعادته ركوب
موجته, إلى "وقوع زلزال قاتل
داخل الطائفة الدرزية في
سورية من شأنه اقتلاعها من
جذورها التاريخية مما يسمى
بـ"جبل الدروز" الواقع على
حدود اسرائيل, وتشتيتها داخل
الدولة العبرية ولبنان
والأردن وفي أرجاء العالم
قاطبة".
وقالت الشخصية القريبة من
إدارة نيكولا ساركوزي وخصوصاً
من "الجمعية الوطنية"
الفرنسية (البرلمان)
لـ"السياسة" في باريس, ان نقل
زعماء الدروز اللبنانيين
الثلاثة, وليد جنبلاط وطلال
ارسلان ووئام وهاب ومن انحاز
إليهم من القيادات الروحية
الدرزية في لبنان وسورية
صراعاتهم الشخصية على تزعم
الطائفة في لبنان وسورية "من
شأنه تمزيق النسيج الدرزي
الذي قاوم على مر القرون
محاولات تفتيته والقضاء عليه
لعوامل وأسباب مذهبية مختلفة,
وخلخلة الوجود الدرزي لا في
سورية فحسب بل في لبنان,
الموطن الأكثر تجذراً في
المنطقة والأرض الأكثر خصوبة
ليمارس الدروز فيها مبادئهم
الديمقراطية واعتدالهم الديني
الذي لم يتأثر في اي وقت من
الأوقات لا بتلون البيئات
المناخية الاقليمية ولا
بانحراف زعماء الطائفة
التقليديين عن تلك المبادئ
لأسباب شخصية وراثية, حملت
الكثير من قادة الدروز في
سورية ومناطق الانتشار في
العالم على بدء الدعوة الى
قيام "ربيع درزي" في الوطن
العربي في سياق "الربيع
العربي" المتنقل من دولة الى
دولة للخلاص من هذه الزعامات
المترهلة التي تساند
الاستبداد ضد الثورات الشعبية
المطالبة بالحرية والاستقلال
والديمقراطية".
واضاف المصدر "ان الانحياز
السافر الأعمى من جانب ارسلان
ووهاب, المرتبطين
بالاستخبارات السورية, الى
جانب نظام الأسد القمعي الذي
قتل المئات من ابناء الطائفة
الدرزية, خلال الثورة, سيكبد
دروز سورية الكثير من الخسائر
ليس أقلها عزل قياداتهم على
أيدي النظام المقبل", محذراً
من "اضطرار عشرات الآلاف من
دروز سورية للانتقال الى دول
الجوار التي لن توافق على
استقبالهم, سيما لبنان الذي
يصارع منذ اكثر من ستين عاما
لاعادة اللاجئين الفلسطينيين
إلى بلدهم, وبالتالي لايمكنه
قبول ربع مليون لاجئ درزي
جديد من سورية".
ودعت الشخصية الدرزية جنبلاط
إلى ممارسة ضغوط على ارسلان
ووهاب, مهما كانت التداعيات,
لتغيير مواقفهما, ساخرة من
دعوته دروز سورية إلى عدم
الانخراط في جيش الأسد
والبقاء في منازلهم.
ووصفت هذه الدعوة بـ"السخيفة"
ولا يمكن الأخذ بها في ظل
القتلة المجرمين الذين يقودون
حملات القمع ضد المدنيين,
مؤكدة أنه في حال سمع الدروز
نصيحة جنبلاط "سيتعرضون لردة
فعل معاكسة من الجيش
والقيادات العلوية السياسية
والعسكرية والأمنية ليس اقلها
التنكيل بهم وبعائلاتهم,
وربما ممارسة الضغوط العسكرية
عليهم للانتقال الى داخل
الاراضي السورية المحتلة في
عمق الجولان, اي الى اسرائيل,
والى لبنان والاردن".
وحضت الشخصية الدرزية في بارس
المعارضة لنظام الأسد والتي
تدعم الثورة وخصوصاً "الجيش
السوري الحر" بالوسائل
المادية, "دروز سورية البالغ
تعدادهم نحو 400 ألف, الى
واحد من أمرين: إما دخول
المعركة القائمة بالانحياز
الى جانب الثورة كما هو حاصل
في اغلبية الشارع الدرزي وربط
مصير الدروز بمصير الثورة,
وإما النأي بالنفس كما فعلت
حكومة لبنان, وتسليح المدن
والقرى الدرزية وتنظيم
ميليشيات مسلحة لحمايتها كما
هو حالها في جبل لبنان".