الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

كتب حميد غريافي


الأسلحة الخفيفة والمتوسطة تظهر في شوارع عرسال للدفاع عنها أمام أي اعتداء

مراجع روحية لبنانية تتهم غصن بـ"الخيانة" وتطالب بمحاكمته

20111224

لندن - كتب حميد غريافي:

ضربت رئاسة الاستخبارات السورية المنوطة بصهر بشار الاسد وبعض أقاربه وزبانيته حديد مزعم عودة ظهور "تنظيم القاعدة" في لبنان وسورية وهو حام, إذ بررت هذا الادعاء الكاذب بوصف الانفجارين, اللذين وقعا في دمشق أمس, ب¯"الانتحاريين" و"بسيارتين مفخختين", زاعمة ضلوع التنظيم فيهما, بعدما مهد لها وزير الدفاع اللبناني فايز غصن, قبل أقل من 36 ساعة, عبر اتهامه سكان بلدة عرسال اللبنانية الحدودية "بإيواء عناصر من القاعدة" وب¯"تهريب الرجال والسلاح الى سورية لمحاربة النظام".

وقال عقيدان سابقان في الجيش السوري, من مقري اقامتيهما في واشنطن وبروكسل ل¯"السياسة" امس ان "الاستخبارات السورية هي حتماً وراء تدبير التفجيرين, مع وصول طلائع بعثة المراقبين العرب الى سورية, كي توحي بأن الدولة ومؤسساتها معرضة للإرهاب وبالتحديد من "تنظيم القاعدة" بهدف كسب "عطف" الدول العربية والولايات المتحدة واوروبا والمجتمع الدولي بأسره, وهو تماما ما زعمه معمر القذافي قبيل مصرعه بأشهر عندما ادعى انه يحارب تنظيم القاعدة".
واتهمت أوساط روحية سنية ومسيحية في بيروت وباريس, أمس, وزير الدفاع فايز غصن "الذي اختاره "حزب الله" لهذا المنصب عند تشكيل حكومة نجيب ميقاتي الراهنة ووافق عليه نظام بشار الاسد لأنه ينتمي الى تيار النائب سليمان فرنجية", ب¯"الخيانة" بسبب مزاعمه عن حصول عمليات تهريب سلاح الى سورية عبر الحدود اللبنانية من بلدة عرسال البقاعية ذات الغالبية السكانية السنية المؤيدة لقوى "14 آذار".
وقال أحد كبار رجال الدين السنة في بيروت ان "مزاعم وافتراءات غصن المستغربة أن تصدر عن اي مسؤول في الدولة بهذه العلنية المذهلة, من شأنها حدوث واحدة من كارثتين: إما محاولة زج الجيش اللبناني مباشرة في صراع مع الاهالي (في عرسال) الذين ينفون نفياً قاطعاً تهريب السلاح او وجود اي عنصر من "القاعدة" فيها ويؤكدون ان ادعاءات غصن جاءت اوامرها من مكتبي بشار الاسد وحسن نصرالله في محاولة للانتقام من موقف عرسال المؤيد للثورة السورية ولمنع "حزب الله" من السيطرة على تلك البلدة السنية القائمة في "بحر" المناطق الشيعية البقاعية الملاصقة لحدود سورية, ثم وقوع صدامات مسلحة بين الجيش اللبناني واهالي البلدة ما قد يؤدي الى حالة مشابهة لما يحدث في حماة وحمص ودمشق ودير الزور في سورية راهناً, وإما أن يقوم الجيش السوري المرابط على حدود البلدة بقصفها بالصواريخ والمدافع أو اقتحامها بحجة تنفيذ احد بنود المعاهدة الدفاعية اللبنانية - السورية المشتركة, ما قد يؤدي ايضا الى كارثة في صفوف المدنيين وحركة نزوح شاملة لأهالي البلدة الى مناطق سنية اخرى في البقاع وبيروت وطرابلس وصيدا, وهو مخطط بدأه حزب الله في مناطق جنوبية وبقاعية منذ سنوات تمهيداً للتقسيم".
من جهته, اتهم مرجع روحي مسيحي لبناني يزور باريس حالياً, الرئيس ميشال سليمان ب¯"بيع عرسال الى السوريين" تأكيداً على تعاطفه مع نظام الاسد ولأن الوزير غصن محسوب عليه أيضاً, مؤكدا ان اللقاء الذي تم بين سليمان ووفد من نواب بيروت الأربعاء الماضي, للبحث في نزع سلاح بيروت والمدن والبلدات الرئيسية المعرضة دائماً لارتكابات حزب الله وحركة أمل وعملاء سورية في "التيار العوني" و"الحزب السوري" القومي وفصائل سلفية وفلسطينية, لم يكن مشجعاً على الاطلاق, اذ ساد ذلك اللقاء خطاب انشائي لرئيس الجمهورية كالعادة عن انه لا يمانع نزع السلاح من الداخل, الا ان ما اذهل النواب تمني سليمان في نهاية اللقاء على زواره "متابعة الموضوع معه ومع جميع الفاعليات في الدولة", وكأن ما طالبوه به وما تمنوه عليه بحاجة الى المتابعة معه, ما يعني انه لن يتخذ اي قرار فوري لا بالنسبة لنزع السلاح ولا لحماية بلدة عرسال المتوترة والتي ظهرت في احيائها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة خوفاً من تعرض سكانها لأي اقتحام من الجيشين اللبناني او السوري بسبب مزاعم وزير الدفاع اللبناني المتوجب عليه حماية المواطنين اللبنانيين لا تعريضهم للأخطار".
ودعا المرجع المسيحي القضاء اللبناني الى طلب رفع الحصانة النيابية عن هذا "الوزير السوري بامتياز الواقع تحت هيمنة حزب الله, واستجوابه ثم تقديمه الى المحاكمة بتهمة تعريض بلدة لبنانية إلى الخطر والتنكيل والتدمير لا لشيء إلا للانتقام من سكانها بسبب احتضانهم السوريين الهاربين من القمع, وكذلك تعريض الجيش اللبناني لدخول معارك مسلحة مع اللبنانيين عوضا من ان يدافع عن الحدود".
واضاف المرجع ان "الاكاذيب التي ساقها غصن ضد اهالي عرسال ما كان يجب ان تطلق بهذا الشكل الصبياني غير المسؤول حتى ولو لم تكن اكاذيب, اذ على المسؤولين الحفاظ على مواطنيهم لا تعريضهم للضيم والقمع, لكن يبدو ان لبنان بلغ مرحلة من الهبوط الى الحضيض بالنسبة لساسته الذين أتى بهم نصرالله والأسد الدخلاء على السياسة والديمقراطية".

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها