بعد اكتمال الاستعدادات العسكرية السرية
|
07/12/2011 |
لندن: غيوم الحرب تتجمع فوق الشرق الأوسط و2012
سيشهد إقفال الملفين الإيراني والسوري
لندن - كتب حميد غريافي:
أجمعت بعض وسائل الاعلام البريطانية, المحسوبة على حكومة المحافظين
برئاسة ديفيد كاميرون, على أن "غيوم الحرب تتجمع فوق الشرق الاوسط",
ليس بسبب المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد ضد شعبه ولا بسبب
الثورات العربية الاخرى, ولكن نتيجة خطورة المعلومات الغربية التي
تأكدت واشنطن ولندن وتل أبيب خلال الاسابيع القليلة الماضية بصورة
حاسمة من صحتها, والتي تؤكد ان ايران باتت تمتلك "خمسة اطنان مترية" من
اليورانيوم كافية لصنع اربع قنابل نووية اذا جرى تخصيبها حسب المعدل
المطلوب, وان نظامها الأكثر تطرفاً في العالم سيستخدم هذه القنابل
لازالة اسرائيل من الوجود.
وقال مصدر حكومي بريطاني لـ"السياسة", أمس, إن "الاستعدادات الاميركية
والبريطانية والاسرائيلية والفرنسية والتركية العسكرية السرية لأن يكون
مطلع العام المقبل موعد القضاء على الترسانة النووية الايرانية, شارفت
على الانتهاء من وضع القوات والاسلحة والاساطيل البحرية والجوية في
مياه الخليج العربي والبحرين المتوسط والأحمر وفي افغانستان وباكستان
وبعض الجمهوريات السوفياتية السابقة بآسيا الوسطى, في جاهزيتها, وباشرت
إنزال قوات كوماندوس خاصة مختارة من أشد قوات هذه الدول كفاءة وبأسا في
أماكن حساسة من ايران, حيث كانت باكورة اعمالها التخريبية تدمير قاعدة
"الغدير" الصاروخية على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب غرب طهران, في 12
نوفمبر الماضي.
واضاف المصدر البريطاني: ان "ايران التي هي على "يقين لا يتزعزع" بأن
الموساد الاسرائيلي يقف وراء تفجير قاعدة "الغدير", ردت على العملية
فورا في الاماكن التي تطولها يداها ومنها اسقاط طائرة التجسس الاميركية
من دون طيار على الحدود مع افغانستان الاسبوع الماضي, واقتحام السفارة
البريطانية في طهران".
وأعرب المصدر عن اعتقاده ان "حوار الطرشان" الجاري راهنا بين واشنطن
وتل ابيب بشأن ضرورة إبلاغ الثانية الأولى مسبقاً بأي ضربة عسكرية
لإيران, "ما هو إلا مسرحية بطلها الرئيسي باراك أوباما لتنويم الخليج
العربي على حرير الاطمئنان الى ان الاميركيين سيشاركون او يقودون هذه
الضربة, وللايحاء بأن سياسته الوسطية مازالت مستمرة بعد ثبوت فاعليتها
في النأي بالولايات المتحدة عن الحرب الليبية وعن التدخل في مصر او
تونس او اليمن او سورية عسكرياً, بالتوازي مع الانسحاب الأميركي الكامل
من العراق والتدريجي من افغانستان, وهما انسحابان أوحيا للخليجيين
والاوروبيين بأنهما من ضمن الاستعدادات القريبة جداً لإقفال ملفي ايران
وسورية في وقت غير متباعد الى الابد".
وذكر المصدر البريطاني ان "جماعة اوباما يفسرون ما يجري على هذا النحو
إلا أن جناحا آخر داخل الادارة وخصوصا داخل الكونغرس يرى ان صحوة
الرئيس الاميركي المفاجئة على برنامج ايران النووي وممارساتها
الارهابية ومحاولاتها ابتلاع دول الخليج ووضع يدها على العراق, هي صحوة
جدية لسببين جوهريين هما: منع ايران من ضرب اسرائيل بسلاح نووي يقضي
على وجودها في المنطقة رغم ادراك نظام آيات الله في طهران ان بلدهم هو
الاخر سيزول عن خريطة العالم بالقنابل النووية الاميركية والاسرائيلية
وربما الاوروبية, ثم قطع اذرع النظامين الايراني والسوري الارهابيين
التي تفتك بشعوب المنطقة وخصوصاً الشعبين الايراني والسوري لأن العالم
الذي يتفرج على الصمت الاميركي, يحمل اوباما عشية الانتخابات الرئاسية
المقبلة مسؤولية الدماء التي تسفك بآلات الدمار في هذين البلدين".
واستناداً إلى تأكد الغرب أن إيران لن تتردد في استخدام السلاح النووي,
فور امتلاكه, ضد اسرائيل, حسمت الاوساط البريطانية شبه الرسمية مستقبل
الاوضاع في مطلع العام المقبل بأنها ستشهد نهايتي ايران وسورية اللتين
نعرفهما الآن.