لأنها تسمح بتدخل
عسكري سوري لتجريد
"حزب الله"
والميليشيات من
أسلحتها
|
05/12/2011 |
دعوة
"14 آذار" للتمسك بالمعاهدة
الدفاعية بعد سقوط الأسد
لندن-
كتب حميد غريافي:
حذرت أوساط ديبلوماسية خليجية
في جامعة الدول العربية
قيادات المعارضة اللبنانية في
قوى "14 آذار" من أن "يقدم
حزب الله المسيطر على حكومة
نجيب ميقاتي ورئاسة ميشال
سليمان وقيادة الجيش على
إلغاء المعاهدة الدفاعية
اللبنانية مع سورية في حال
أدرك حسن نصرالله وايران ان
نظام بشار الأسد آيل إلى
السقوط الحتمي خلال الشهرين
المقبلين, في محاولة استباقية
لتغير الاوضاع السياسية في
لبنان وتشكل حكومة جديدة
برئاسة سعد الحريري تدعو
النظام السوري الجديد إلى
تطبيق بنود المعاهدة الدفاعية
بين البلدين والتي تسمح للجيش
السوري بدخول الاراضي
اللبنانية للمشاركة في تجريد
ميليشيا "حزب الله" من
اسلحتها وصواريخها البالغ
تعدادها حسب اسرائيل
واستخبارات الغرب نحو 35
ألفاً, وإعادتها الى مخازنها
في سورية التي خرجت منها الى
لبنان على مدى السنوات العشر
الأخيرة".
وقال ديبلوماسي خليجي في
الجامعة العربية ل¯"السياسة",
أمس, "قد يكون من بين الشروط
العربية, وخصوصا الخليجية
والدولية على قادة النظام
السوري الجديد الذي سيخلف
نظام الأسد, شرط جوهري هو
مساعدة الجيش اللبناني للقوات
الدولية "اليونيفيل" المنتشرة
في جنوب لبنان, إذا اقتضى
الامر, على تجريد "حزب الله"
و"حركة أمل" والميليشيات
الاخرى العميلة لدمشق وطهران
من كامل اسلحتها, وسوق
قياداتها الى المحاكم
اللبنانية وربما السورية
أيضاً بتهم ارتكاب جرائم
واغتيالات ونهب وسرقات وسطو
على املاك الدولة والمواطنين
بقوة السلاح".
وأكد الديبلوماسي ان اتهامات
قادة "المجلس الوطني" السوري
المعارض و "الجيش السوري
الحر" "حزب الله" و"الحرس
الثوري" الايراني بمشاركة
قوات النظام السوري في قمع
المدنيين, "تعطي الدولة
والحكم المقبل في لبنان شيكاً
على بياض لتطبيق معاهدة
الدفاع مع الحكم السوري
الجديد.
وفي اتصال آخر أجرته
"السياسة" مع احد قيادات
"الاخوان المسلمين" السورية
في بروكسل, أمس, تأكد لها ان
الجماعة تؤيد تصريحات رئيس
المجلس الوطني برهان غليون,
لجهة قطع العلاقات مع إيران
ووقف الإمدادات العسكرية لحزب
الله وحركة حماس, "من دون
تردد" خصوصاً "ان قتلة حزب
الله والحرس الثوري يشاركون
الآلة العسكرية السورية
القمعية في قتل مواطنينا
المسلمين في حماة مرة اخرى",
في اشارة الى مجازر حماة التي
ارتكبها رفعت الاسد في مطلع
الثمانينات.
واضاف القيادي "الاخواني" ان
"حزب الجرائم اللبناني (حزب
الله) اضطلع بمهمة الاعدامات
الميدانية لعدد كبير من
مقاتلينا في شمال البلاد,
واعدام ما لا يقل عن 250
ضابطا وجندياً من "الجيش
الحر" في جسر الشغور وحمص
وحماة واللاذقية ودير الزور
وريف دمشق, كما قام أيضاً
باعتقال العشرات من اللاجئين
السوريين المدنيين الى لبنان
واعادتهم الى سورية لتتم
تصفيتهم بعد التحقيق معهم".
وأشار قيادي "الاخوان
المسلمين" إلى ان نصرالله في
خطابه الاخير الجمعة الماضي
"حاول إضفاء جو من الرعب على
اعدائه الداخليين وربما
الخارجيين أيضاً, عندما زعم
ان اي معركة عسكرية مع القوى
المناوئة له محسومة سلفاً,
الا أن واقع الحال حسبما
نعرفه وحسبما ستستقر عليه
الأوضاع في سورية قريباً, هو
ان المعركة المقبلة مع حزب
الله لتجريده من سلاحه
واعتقال قادته ومحاكمتهم بتهم
القتل والاغتيال واقامة دويلة
داخل الدولة اللبنانية, هي
المحسومة منذ الآن بالفعل,
والغد لناظره قريب".
وكشف الديبلوماسي الخليجي
ل¯"السياسة" أيضاً النقاب عن
ان جهات روسية تمثل الجناح
الوسطي في موسكو "أبلغت
مسؤولين أميركيين وأوروبيين
انها تؤيد تنحي الاسد وجميع
اعضاء قياداته العسكرية
والسياسية والأمنية وتسليم
الرئاسة موقتا الى شخص توافق
عليه المعارضة وجامعة الدول
العربية لفترة انتقالية تجري
بعدها انتخابات نيابية وتشكيل
حكومة جديدة وانتخاب رئيس
اصيل للبلاد على غرار الحل
اليمني الذي اجترحه مجلس
التعاون الخليجي", مؤكداً صحة
ما نشرته صحيفة "يديعوت
احرونوت" الجمعة الفائت حيال
عرض موسكو على واشنطن استقبال
الأسد بعد تنحيه.
وأكد الديبلوماسي, نقلاً عن
أوساط "المجلس الوطني"
السوري, ان "مراكز سرية يغض
عنها طرف بعض الحكومات
العربية والخليجية, للتطوع
للذهاب الى الانضمام في سورية
للمقاتلين من "الجيش الحر"
ومئات المدنيين الذين خضعوا
لتدريبات عسكرية اجبارية في
الاحتياط, بدأت ترسل عبر
الحدود التركية واللبنانية
والاردنية والعراقية عشرات
العناصر الذين يتجمعون في
المناطق التي تسيطر عليها
وحدات "الجيش الحر" ثم يجري
توزيعهم مع أسلحتهم الخفيفة
والمتوسطة والقذائف الصاروخية
المضادة للآليات وطائرات
الهليكوبتر على كافة المناطق
الساخنة التي تشهد معارك
طاحنة مع الجيش السوري وقواه
الامنية القمعية والتي بلغت
ذروتها خلال الأيام الخمسة
عشر الماضية".
واضاف الديبلوماسي "ان ضباطاً
متقاعدين في الجيش
والاستخبارات اللبنانية
الملتحقين منذ سنوات بالاحزاب
الديمقراطية في قوى "14 آذار"
انضموا الى القوات السورية
المنشقة لإقامة معسكرات تدريب
للثوار المدنيين, بمحاذاة
الحدود التركية ولقيادة بعض
الوحدات الخاصة في "الجيش
الحر" للقيام بعمليات
كوماندوس كان اخطرها خلال
الاسبوعين الماضيين حيث لاقى
اكثر من 250 ضابطا وجنديا في
جيش الاسد واجهزته الأمنية
حتفهم في هجمات منظمة".