لندن -
كتب حميد غريافي:
قد يكون النظام الايراني
و"حزب الله" اللبناني مقتنعين
بأنهما شارفا على إنهاء بناء
"امبراطوريتهما الارهابية
التي لا تغيب عنها شمس الشرق
الأوسط وافريقيا واطراف
آسيا", بدخولهم من نوافذ
الثورة المصرية, بعدما التحقت
عشرات العناصر من الحزب
و"الحرس الثوري" الإيراني
بأحزاب وتيارات سلفية سنية
مدعومة من ايران مادياً
وتسليحياً, من بينها اجنحة
متطرفة داخل جماعة "الاخوان
المسلمين", حيث انخرطت هذه
العناصر في النفخ بنيران
الاشتباكات في محاولة لمنع
استتباب الامن وضرب اسفين بين
الشعب وبين الجيش والشرطة.
وقالت مراجع روحية لبنانية من
الطائفتين السنية والمسيحية
في بيروت ولندن ان بعض نواب
"حزب الله" في البرلمان
اللبناني وبعض قياديي "الحرس
الثوري" في طهران "يتبجحون
منذ اشهر بأنهم باتوا منتشرين
في معظم الدول العربية
والافريقية الشمالية (اضافة
الى معظم دول افريقيا بشكل
عام) انطلاقاً من العراق
وسورية ولبنان وفلسطين (غزة)
مروراً بدول مجلس التعاون
الخليجي ومعها اليمن وصولاً
الى مصر وليبيا وتونس
والجزائر, فيما بلغ تمددهم
قلب اوروبا مثل بريطانيا
وفرنسا وألمانيا واسبانيا
وايطاليا واليونان".
ونقل مرجع روحي لبناني مسلم
عن اوساط مؤيدة ل¯"حزب الله"
في بيروت ل¯"السياسة" أمس
تأكيدها ان آلافاً من عناصر
الحزب الملتزمة ومن داعميه
ومؤيديه في المنطقة تنتشر في
تلك الدول, إما بشكل علني مثل
سورية والعراق, وإما بشكل سري
كما هو الحال في ليبيا, حيث
قام عدد من هذه العناصر
المدعومة بأخرى من "الحرس
الثوري" الايراني بتهريب
اطنان من الاسلحة الصاروخية
المتطورة والالغام والقذائف
المضادة للدبابات.
وكشف المرجع ان ميزانية ايران
المخصصة لهذه العمليات
الخارجية في مختلف دول
المنطقة السنوية تبلغ 400
مليون دولار, وقد تتضاعف في
حالات الطوارئ, كما هو الحال
في سورية ومصر اللتين لم
تتوقع طهران و"حزب الله" أن
تبلغ ثورتهما الحدود الخطيرة
التي تهدد مصالحهما فيهما وفي
مختلف العالم العربي, وان
السفارات الايرانية في مختلف
هذه الدول تدير عمليات
التمويل وتسهيل دخول
الارهابيين واقاماتهم
وتزويدهم بما هو مطلوب لتنفيذ
مهماتهم".
بدوره, أكد مرجع روحي مسيحي
ل¯"السياسة" أن نظام طهران
و"حزب الله" باتا يعتقدان
انهما "بسطا سيطرتهما على
معظم دول الشرق الاوسط
وافريقيا, بحيث باتا قادرين
على تخريبها وتفجيرها من
الداخل في حال وقوع حرب غربية
أو اسرائيلية على البرنامج
النووي الايراني, يبدو
التمهيد لها خلال الاسابيع
الثمانية الاخيرة قائماً على
قدم وساق", مشيراً إلى أن
عناصر "حزب الله" و"الحرس
الثوري" يوسعون وجودهم داخل
تركيا عبر تحالفاتهم مع "حزب
العمال الكردستاني" الضالع في
حرب مستمرة مع الجيش التركي,
ومع تيارات سلفية تركية
متفرقة تعارض اعتدال حزب
"العدالة والتنمية" بقيادة
رجب طيب اردوغان الذي تعتقد
طهران انه يعمل للسيطرة على
سورية ولبنان, والمشاركة في
منع شيعة العراق من إلحاقه
نهائياً بإيران".
وذكر المرجع المسيحي ان
الكنيسة في لبنان تلقت تقارير
من مجموعات عدة من أقباط مصر
"تشتكي من ضلوع جماعات غريبة
من "حزب الله" و"الحرس
الثوري" في اذكاء نيران
الاحداث الطائفية بين
المسلمين والمسيحيين عبر
جماعات سلفية سنية مغمورة
متطرفة تتلقى عشرات الملايين
من الدولارات سنوياً من طهران
ومن جماعات "حزب الله" الثرية
في بعض دول افريقيا واوروبا".
وأشار إلى أن "مجموعات
الاقباط زودت الكنيسة
اللبنانية بعدد من اسماء
عناصر "حزب الله" وقادة
كوادرهم التي حصلت عليها
اجهزة امنية مصرية", لافتاً
إلى أن عدداً من هذه الاسماء
متهمة من السلطات المصرية
بتفجير انابيب الغاز المصري
الى اسرائيل اكثر من عشرات
المرات خلال الاعوام القليلة
الماضية.
وأكد المرجع الروحي المسلم ان
خلايا "حزب الله" و"الحرس
الثوري" الايراني "تقيم قواعد
شبه علنية في المناطق
السودانية القريبة من الحدود
المصرية, تستخدمها لتهريب
السلاح الى مصر وغزة والى
لبنان عبر قناة السويس,
بحماية من الاستخبارات والجيش
السودانيين, مقابل مئات
ملايين الدولارات من ايران
الى حكومة البشير تحت شعار
التبادل التجاري او
الاقتصادي".