بسبب مخاوفها من نزوح كثيف
للأكراد أو ضرب قوات نظام دمشق مخيمات اللاجئين
تركيا أبلغت
"الأطلسي" والغرب بإمكانية شن هجوم على سورية قد يبلغ حلب وحمص وحماه
واللاذقية ويؤدي إلى إسقاط النظام
27/06/2011
لندن - كتب حميد غريافي:
تقف القوات المسلحة التركية
في حالة تأهب على مساحة من الحدود مع سورية تتجاوز الخمسين كيلو مترا و "هي
قلقة ومتوترة لمجرد مشاهدتها عشرات الدبابات السورية ومئات الجنود يتجولون
داخل المنطقة المحايدة بموجب "اتفاق أضنة" بين البلدين الذي ابعد السوريين
عن خط التماس الحدودي خمسة كيلومترات على الاقل, اذ ان تلك الدبابات ترى
بالعين المجردة على بعد لا يتجاوز الثلاثمئة متر عن مخيمات اللاجئين
السوريين الى تركيا".
ونقل ديبلوماسي لبناني في انقرة عن مسؤولين حكوميين امنيين وسياسيين قولهم
امس ان وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو وعددا من مستشاري حكومة رجب
طيب اردوغان "يبدون خشيتهم من وقوع اي خطأ سوري على الحدود يفجر الاوضاع
المحتقنة ويدفع الجيش التركي ودباباته تحت غطاء جوي كثيف الى اجتياز الحدود
مع سورية للسيطرة على شريط حدودي بداخلها يبلغ 5 -10 كيلو مترات لتحييد
القرى السورية المرتعبة من تصرفات الجيش والأمن السوريين الدموية والقمعية
التي لا مبرر لها على الاطلاق".
وأكدت صحيفة "هآرتس"
الاسرائيلية في تل أبيب امس نقلا عن "مصادر تركية رفيعة المستوى" المعلومات
التي كانت "السياسة" نشرتها الثلاثاء الماضي حول "تحول الوضع الميداني بين
الاتراك والسوريين الى متفجر وقد ينزلق نحو مواجهة (عسكرية)" عاصفة كاشفة
النقاب عن ان اردوغان دعا امس خلال اقل من 48 ساعة الى اجتماع طارئ اخر
لمجلس الامن القومي التركي الذي يضم قيادات الجيش والاستخبارات ووزارة
الخارجية لدراسة احتمال وجود سيناريو سوري لاختراق الحدود التركية لملاحقة
اللاجئين السوريين واعادتهم بالقوة الى قراهم ومدنهم او لضرب المخيمات التي
بلغ عدد اللاجئين اليها اكثر من 12 الف لاجئ سوري".
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتهم في مؤتمره الصحافي الاسبوع
الماضي في دمشق تركيا وقطر "بالتآمر على سورية مع فرنسا وتأليب دول الغرب
عليها".
واماط الديبلوماسي اللبناني
ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن اللثام عن ان "الدافع الآخر الاكثر
الحاحا لاقدام الاتراك على فتح جبهتهم الجنوبية مع السوريين هو مخاوفهم من
ان يبدأ لجوء كردي كثيف من القرى والمدن الكردية السورية المحاذية لتركيا
بحيث تتفجر اوضاع الاكراد داخل الحدود التركية وهي اوضاع هشة اساسا, لذلك
بدأت الحشود العسكرية التركية تظهر بوضوح على طول الحدود المواجهة لتلك
المدن والقرى (الكردية) لمنع سكانها من دخول الاراضي التركية اذا هاجمتهم
القوات السورية وصد الجيش السوري وتدميره.
وفي لندن ذكرت مصادر برلمانية
في لجنة العلاقات الخارجية والدفاع ل¯ "السياسة" امس ان تركيا ابلغت لندن
وباريس وروما وبرلين وقيادة حلف شمال الاطلسي الاميركية مخاوفها من
اضطرارها لخوض مواجهة قريبة جدا مع الجيش السوري طالبة من هذه العواصم ان
تكون مستعدة لتقبل هجوم تركي عسكري على شمال سورية قد لا يقتصر على الشريط
الحدودي بل يتعداه الى المدن الاساسية الشمالية مثل حلب وحمص وحماه
واللاذقية التي اذا سقطت في ايدي القوات التركية واخرجت منها القوات
السورية والاستخبارات والاجهزة الامنية الاخرى ثم جرى تسليمها الى المعارضة
السوية فإن النظام البعثي سيسقط لا محالة وينتهي دوره هو ورموزه بشكل
مأساوي.
|