المجتمع الدولي لم يعد قادرا على تحمل
جرائم نازية جديدة
الكونغرس الأميركي: الأسد فقد آخر فرصة
للبقاء في الحكم
22/06/2011
لندن - كتب حميد غريافي:
ابدى عدد من نواب الكونغرس الأميركي ومجلس النواب الايطالي "خيبة أملهم" من
الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد اول من امس لانه كان آخر فرصة
لنظامه للتجاوب مع مطالب الشعب السوري الثائر وبعده لن يقبل المجتمع الدولي
اطلاقا الانصات اليه مجددا, لانه غير صادق في حل الازمة الكارثية التي
يخوضها مع الناس العاديين المطالبين بحريتهم وحقوقهم الطبيعية او انه مغلوب
على امره, وواقع تحت ضغوط اقربائه وقادة حزبه الذين يرون في اي حل سياسي
للأزمة نهاية لمصالحهم وارتكاباتهم وعمليات نهبهم لخيرات سورية ولقمة عيش
الناس.
ودعا نواب الكونغرس الرئيس باراك اوباما الى الانتقال فورا الى عقوبات
فاعلة على نظام الاسد يمكنها الحد من هجمته الامنية العسكرية على
المتظاهرين المدنيين وعلى الابرياء في منازلهم في المدن والقرى التي ينتقل
من الواحدة منها الى الاخرى تباعا لتهجير سكانها واعتقال المئات من ابنائها
وقتل العشرات الآخرين وتهجير سكانها بالكامل الى خارج الحدود.
وقال نائب في لجنة العلاقات الخارجية الاميركية بالكونغرس ل¯ "السياسة" في
اتصال به من لندن امس ان عمليات القمع الدامية في سورية لم تعد تحتمل في
نظر الرأي العام الدولي بعدما لامست عمليات الابادة الجماعية والطرد
الجماعي وجرائم الحرب وكل صنوف الارتكابات التي اعتقد العالم انها ولت الى
غير رجعة بعد الحرب العالمية الثانية, وبالتالي فعلى العالم الحر ان يتخذ
الخطوات السريعة الكفيلة بكف يد الاسد ونظامه وحزبه عن قتل الناس والتنكيل
بهم بعيدا عن مواقف بعض الدول الممالئة للاسد وجماعته بسبب ارتباطها بهم
بمصالح مختلفة في اشارة الى الرفض الروسي اصدار مجلس الامن قرارا يدين نظام
دمشق.
واكد النائب ان اكثر من 190 دولة في هذا الكوكب تدين جرائم الحرب والجرائم
ضد الانسانية التي ترتكبها حفنة من المجرمين الشبيهين بالنازيين والخمير
الحمر في كمبوديا "بول بوت" ومجرمي الحرب من قادة الجيوش الافارقة الذين
اتت بهم الى كراسي الحكم انقلابات عسكرية تماما كما جاء انقلاب عسكري بحزب
البعث وحافظ الاسد وبعده ابنه بشار الى دولة القمع في سورية.
ومن روما حمل برلمانيون ايطاليون امس على خطاب بشار الاسد الذي لم يأت
بجديد ولا اقترب من اي حسم لعمليات القمع ووقف الدبابات والمواقع
والمروحيات من دك المتظاهرين المسالمين في الشوارع مايستوجب فرض عقوبات
جديدة اكثر فاعلية تضاف الى العقوبات الاوروبية السابقة التي تطول بشار
الاسد نفسه مع اقاربه وتعجل في اسقاطه.
وجاءت تصريحات النواب الايطاليين خلال استقبالهم في مبنى البرلمان بروما
رئيس "حزب الاصلاح السوري" فريد الغادري الذي يلبي دعوة من كتلة العلاقات
الخارجية في البرلمان الايطالي من اجل شرح مواقف المعارضة السورية في
الولايات المتحدة حيال ارتكابات نظام الاسد في دمشق واطلاعهم على دقائق ما
يحدث في شوارع سورية من جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب من اجل دفعهم الى
المزيد من العقوبات التي قد تتطور خلال الاسبوعين او الثلاثة المقبلة الى
تدخل عسكري اوروبي مباشر تحت لواء "الاطلسي" او بطريقة منفردة مدعومة منه
بواسطة تركيا العضو الفعال فيه والتي تتعرض حدودها للانتهاك من آلاف
النازحين السوريين على ايدي الجيش السوري.
وقال
فريد الغادري ل¯ "السياسة" في اتصال به في لندن من روما انه دعى للقاء رئيس
الغرفة البرلمانية الايطالية جيانغرنكو فيني بحضور فياما نيرنشتاين نائبة
رئيس لجنة الشؤون الخارجية والنائبة مارغاريتا بونيغر رئيسة لجنة تشنغن,
وعدد اخر من النواب وانه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هؤلاء في مبنى البرلمان
الايطالي اكد ان محاولات دعوة الاسد الى اتخاذ اجراءات سياسية لاحداث اصلاح
شامل في البلاد ما هي الا مضيعة للوقت وقد اثبت ذلك في خيبة الامل الدولية
من خطابه اول من امس الذي لم يعالج جوهر الازمة تاركا المأساة الدموية تأخذ
مجراها حتى يقف العالم في وجهه لمنعه من ذلك.
|