حلفاء نصرالله من تجار الأسلحة يهربونها إلى
الثوار في سورية |
النظام الإيراني يؤهل "جيش المهدي" للحلول محل "حزب
الله"
29/05/2011
طوم حرب يدعو
الحريري لتقديم شكوى ضد سورية إلى مجلس الأمن ونشر الجيش في وادي خالد
لندن - كتب حميد غريافي:
قد تكون "دويلة" حزب الله بدأت تزول قبل ان ترى النور الفعلي, مع اقتراب
مغيب شمس نظام البعث الذي ساهم في رسم معالمها على انقاض الدولة اللبنانية
التي لا فكاك لها من علاقاتها بالدول الغربية والمجتمعين الدولي والعربي
وان كانت رضخت طوال الاعوام العشرة الماضية لصواريخ الحزب ومن ورائه سورية
وايران.
وعلى الرغم من الخطابات والتصريحات النارية التي يلجأ اليها حسن نصرالله
بين الحين والآخر ومساعدوه في كل حين, للإيحاء بأن كل شيء على ما يرام,
وبأن الرئيس السوري بشار الاسد ونهجه لن يسقطا تحت ضربات الحرية
والديمقراطية التي تعصف بالمنطقة برمتها, وبأنه في حال سقوط البعث فإن
الحزب الايراني في لبنان لن يلحق به بسبب وجود آلاف الصواريخ بين ايدي
جماعاته, وهي هذه المرة لن يجد بديلا لها لا من ايران ولا من سورية كما حدث
بُعيد حرب ,2006 اذا ما اطلقت ضد اسرائيل او حتى ضد الداخل اللبناني.
واعطى ديبلوماسي بريطاني عمل في لبنان والاردن وابوظبي خلال التسعينات,
مثلا على "تخلخل تجربة حزب الله الارهابي المسلح, وهو اقدام ايران خلال
الايام القليلة الماضية على "اعادة الروح القتالية" لدى "جيش المهدي"
العراقي بقيادة "عكازها الآخر مقتدى الصدر الى جانب عكازها اللبناني حسن
نصرالله", عن طريق تزويده بترسانة صاروخية يأمل آية الله علي خامنئي ان
تشكل البديل المعقول لترسانته في لبنان الذي تأكد للإيرانيين اخيرا انه
بعيد جدا عن متناول ايديهم, خصوصا اذا انقطعت الصلة مع سورية بسقوط الاسد
ونظامه, ولأن المرحلة المقبلة بعد استتاب الثورات في المنطقة العربية ستكون
مرحلة الحسم بين الدولة الفارسية من جهة والانظمة الخليجية والعربية السنية
والاقليمية مثل تركيا وباكستان من جهة اخرى, بحيث يجب انشاء "حزب الله" آخر
في العراق له نفس المواصفات والعقيدة مع اختلاف الاهداف لما يحمل حزب الله
وحسن نصرالله".
وكشف الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" في لندن امس النقاب عن ان
"الصواريخ التي اطلقها جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر اخيرا على المنطقة
الخضراء في قلب بغداد حيث الوجودان الاميركي والعراقي الحكومي, تعبيرا كما
اعلن هو شخصيا عن "رفضه استمرار الاحتلال الاميركي للعراق", قد تكون رسالة
الى الاميركيين والاوروبيين والدول العربية السنية من نظام خامنئي للقول
لهم ان صواريخنا هذه في العراق ولبنان يمكن ان تتحول فجأة الى الداخل قبل
ان يطلق اي منها الى خارج الحدود".
وقال الديبلوماسي ان النظام الايراني الذي استدعى في مطلع هذا الشهر كلا من
مقتدى الصدر وعمار عبدالعزيز الحكيم قائد "لواء بدر" المتدرب ايضا في ايران
والمزود بصواريخها واسلحتها, لوضعهما في حالة تأهب قصوى تحسبا لسقوط النظام
السوري في دمشق وانقطاع الاتصالات المباشرة بين طهران وحزب الله "قلعتها
المتقدمة في الشرق الاوسط" حسب الوصف الايراني, بحيث يعملان على ابقاء
ممرات من الاراضي العراقية, خصوصا في الجنوب, من الحدود الايرانية الى
الحدود اللبنانية عبر عملاء لهما في سورية, لتزويد "حزب الله" بالسلاح اذا
انقطع عنه بمجيء نظام ديمقراطي معارض له في دمشق, وبعدما رفضت تركيا رفضا
قاطعا الحلول محل سورية في عمليات التهريب الى لبنان".
واكد الديبلوماسي استنادا الى "تقارير من المنطقة الملتهبة" (الشرق
الاوسط), ان "طهران بواسطة الحرس الثوري ضاعفت شحن الصواريخ والاسلحة الى
الصدر والحكيم في بغداد برا وجوا وبحرا بمعدل عشر مرات منذ مطلع مايو
الحالي, ما اثار قلق تركيا بشكل خاص لكونها القوة الثانية بعد القوة
الاميركية داخل حلف شمال الاطلسي بعدما طور رئيس حكومتها رجب طيب اردوغان
علاقات بلاده بالدول العربية المعتدلة كمقدمة معقولة ترضي الغرب لدخول
الاتحاد الاوروبي".
وفيما ابدى بعض القلق من امكانية هروب حزب الله وبشار الاسد باتجاه فتح
جبهة جنوب لبنان لتخفيف الضغط عن نظام البعث والمشرف على الانهيار, استبعد
الديبلوماسي ان تكون ايران الآن "بوارد حض حسن نصرالله على مهاجمة اسرائيل
او التحرش بها, والدليل واضح وقريب وهو ان حزب الله الذي نظم غزوة مارون
الراس الاسبوع الاسبق لخرق الحدود العبرية, لم يحرك ساكنا بعدما قتل الجيش
الاسرائيلي عشرة فلسطينيين من "اشقائه اصحاب القضية", بل انه منع منظمات
فلسطينية سقط لها قتلى بين هؤلاء عن الاقدام على الانتقام لهم من حدود
لبنان, وابلغ قيادة قوات "يونيفيل" الدولية في جنوب الليطاني بأن الحزب غير
معني بفتح جبهة على الخط الازرق الفاصل".
واكد الديبلوماسي نقلا عن تقارير ديبلوماسية واستخبارية من لبنان وسورية
واسرائيل الى بعض عواصم المحور الاوروبي ان نصرالله "لم يقل الحقيقة حين
نفى في خطابه الاخير هذا الاسبوع ارسال عناصر من حزبه لمساندة اجهزة الامن
والجيش السورية, اذ ان هذه التقارير تفصل كيفية مشاركة عناصر ايرانية ومن
"حزب الله" الى جانب "الشبيحة" من قوى الامن واللواء العسكري الرابع بقيادة
شقيق الرئيس السوري اللواء الركن ماهر, ومن الميليشيات العلوية التي تمارس
عمليات التنزيح العرقي للسنة والمسيحيين من مدن وقرى ومناطق التماس بين هذه
الاطراف".
واماط الديبلوماسي البريطاني ل¯"السياسة" في لندن اللثام عن ان "تجار
الاسلحة اللبنانيين والسوريين الذين تعاونوا مع "حزب الله" طوال السنوات
العشر الماضية في تهريب معدات واسلحة متطورة من بينها قذائف ضد الدبابات
وألغام ارضية مطلية باليورانيوم النافد ومناظير ليلية ومعدات مراقبة حساسة,
تحولوا لتزويد المعارضات السورية داخل البلاد بكميات ضخمة من الاسلحة
والذخائر التي يقوم ممولون سوريون وعرب بسداد اثمانها".
وقال الديبلوماسي ان قيادة نصرالله "استدعت هؤلاء التجار وهددتهم بالاعتقال
واقفال مصالحهم اذا ما استمروا في تهريب السلاح الى ثوار سورية, وان ثلاثة
من هؤلاء التجار اعتقلوا بالفعل لمدة ايام ثم تم اطلاق سراحهم".
وفي سياق متصل, وجه الامين العام ل¯"اللجنة الدولية اللبنانية لمتابعة
تنفيذ القرار الدولي 1559" الداعي الى سحب السوريين من لبنان العام 2005
والى تجريد حزب الله والمنظمات الفلسطينية من سلاحها على الاراضي
اللبنانية, رسالة الى رئيس حكومة تصريف الاعمال في بيروت سعد الدين الحريري
نبهه فيها الى "ان السوريين مازالوا يخرقون القرارين 1559 و1701
باعتداءاتهم على الحدود الشمالية من لبنان", قائلا: "اننا ندين هذا الخرق
كما ندين صمت وزير الخارجية اللبنانية علي الشامي" (المحسوب على حركة امل
وحزب الله).
وقالت الرسالة التي تسلمتها الحكومة اللبنانية امس ان "الجيش السوري اطلق
داخل الاراضي اللبنانية الاسبوع الماضي على بلدة وادي خالد النيران فجرح
جنديا لبنانيا وثلاثة مدنيين لبنانيين بينهم امرأتان توفيت احداهما فيما
بعد.
وقال المهندس طوم حرب في رسالته: "اننا ندعوك الى تقديم شكوى عاجلة الى
مجلس الامن الدولي ضد التدخل السوري في الاراضي اللبنانية وخرق الامن
والحدود فيها, كما ندعو وزير الدفاع (الياس المر) وقائد الجيش (جان قهوجي)
الى اعادة القوات المسلحة الى منطقة وادي خالد فورا لحماية اللبنانيين
والسوريين الهاربين من الاعتداءات السورية المسلحة".