الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

كتب حميد غريافي


53 جريحاً في اعتداء بسيارة مفخخة أثار مخاوف من دخول لبنان مرحلة دموية 10/07/2013
مَن وراء انفجار الضاحية: "حزب الله" أم ثوار سورية أم الأسير?
 الخرق مرده إلى الفراغ الأمني الناجم عن قلة عناصر المراقبة بعد إرسال الآلاف إلى سورية
 مصادر لم تستبعد أن يكون التفجير من "حواضر البيت" بهدف شد عصب جمهور "حزب الله"
 الحزب بات مخترقاً في قلب معقله رغم توقيفه قبل أيام عناصر من "القاعدة" و"الجيش الحر"
 
بيروت - "السياسة" والوكالات:
لندن - حميد غريافي:
 
تتراكم التطورات السياسية والأمنية في لبنان إلى درجة بات يصعب تعقبها, ففي حين كان الملف الأبرز معضلة تشكيل الحكومة برزت الأزمة المجلسية لتخطف الضوء, وفيما كان ملف الفراغات الامنية يقض المضاجع خشية تداعياته الواسعة, جاء تفجير بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت, أمس, ليحتل المرتبة الأولى في سلم الاهتمامات نظراً لتداعياته الواسعة ونسبة الخطورة المترتبة جراءه ليس لتمايزه أو فرادته, فهو ليس الاول من نوعه على الساحة الداخلية التي حفلت بالتفجيرات منذ العام 2005, لكن اللغز الكبير يتجلى في هوية الجهة التي تقف وراء التفجير في منطقة خاضعة لعملية مراقبة صارمة من "حزب الله", وكيفية وصول العابثين بالأمن الى عمق الضاحية, حيث معقل الحزب ومربعه الأمني الذي لطالما بقي عصياً على محاولات مماثلة.
وبحسب حصيلة نهائية رسمية أعلنها وزير الصحة علي حسن خليل, أصيب 53 شخصاً في الانفجار الناجم عن سيارة مفخخة كانت مركونة في مرآب مركز تعاوني يعرف باسم "مركز التعاون الاسلامي" في بئر العبد, وهي منطقة مكتظة سكنياً.
وفضلاً عن الضحايا الذين بقي 12 منهم في المستشفيات, اثنان من بينهم خضعا لعلميات جراحية, أدى الانفجار إلى أضرار مادية كبيرة لحقت بالمباني فضلاً عن تحطم زجاج المنازل والمحال التجارية, فيما ارتفعت سحابة من الدخان الاسود الكثيف جراء التهام النيران العديد من السيارات.
وكان لافتاً الاعتداء الذي تعرض له وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل خلال تفقده موقع الانفجار, حيث تقدم مواطنون نحو موكبه في محاولة للهجوم عليه احتجاجاً على ما وصفوه بـ"علاقته بالشيخ أحمد الأسير", فأقدم مرافقوه وعناصر من "حزب الله" على إطلاق النار في الهواء لتسهيل خروجه ما أدى إلى سقوط جريح, وسادت حالة من الهلع الشديد والفوضى في المكان.
وفي قراءة سياسية للانفجار, قالت مصادر متابعة انه بغض النظر عن الجهات التي تبنت العملية وما إذا كانت مجرد رسالة أمنية موجهة إلى "حزب الله" ومعقله الأمني, فإن التفجير أكد أن الحزب بات مخروقاً, علماً أنه منذ مدة وجيزة نفذ عمليات دهم واسعة على مدى أيام في المربع الامني, واكتشف أكثر من مركز أمني معاد لتوجهه وعمل على توقيف عناصر من الاسلاميين المتطرفين (من جبهة النصرة والقاعدة) ومنتمين الى "الجيش السوري الحر".
المصادر عزت هذا الخرق الى الفراغ الأمني الناجم عن قلة العناصر المكلفة بالرقابة الامنية في الضاحية بعد دفع الحزب بعدد كبير من عناصره الى المقاتلة الى جانب النظام في سورية, مقدرة عدد مقاتلي الحزب في معركة حلب وريف دمشق بنحو 5 آلاف مقاتل, ودعت "حزب الله" إلى قراءة نقدية لمواقفه على قاعدة أن "الدم لا يجر الا الدم".
ولم يلغ الإجماع اللبناني الشامل على استنكار التفجير, بما فيه القوى المناهضة لـ"حزب الله" وبيانات الاستنكار الخارجية بما فيها أيضاً الخارجية الفرنسية والسفارة الاميركية ووزارة الدفاع الاسرائيلية التي نفت علاقتها بالانفجار, المخاوف من ان تكون تداعيات انغماس "حزب الله" في معركة القصير وقلب الموازين لمصلحة فوز النظام السوري بدأت تترجم ميدانياً في لبنان, بعدما وعد أكثر من طرف سوري معارض بالرد على أرض لبنان.
وبحسب المعطيات الأولية, فإن هناك ثلاث جهات يمكن أن تكون وراء الانفجار:
- الجهة الأولى هي "حزب الله", إذ لم تستبعد مصادر متابعة, في تصريحات إلى "وكالة الأنباء المركزية" أن يكون التفجير من "حواضر البيت" لأكثر من هدف في مقدمها شد عصب جمهور الحزب بعد التململ الذي ساد في اعقاب المشاركة في حرب القصير وارتفاع عدد القتلى في صفوفه, والتأكيد أن الضاحية الجنوبية مفتوحة أمام الدولة وأجهزتها الامنية بعكس ما يوحي البعض.
- الجهة الثانية, الأكثر ترجيحاً, هي المعارضة السورية المسلحة بالتنسيق مع جهات سلفية في لبنان وخصوصاً "جبهة النصرة" و"الجيش السوري الحر", حيث أكدت مصادر أمنية وحزبية لبنانية لـ"السياسة" أن الانفجار قد يكون رداً على المجازر التي ارتكبها "حزب الله" في القصير.
- الجهة الثالثة, هي جماعات الشيخ أحمد الأسير, حيث أكدت المصادر نفسها لـ"السياسة" أنها قد تكون اختارت الرد بهذه الطريقة على مشاركة "حزب الله" إلى جانب الجيش في معركة عبرا بمدينة صيدا, التي انتهت بالقضاء على المجموعة المسلحة التابعة للأسير. 
وإذ استبعدت أن تكون أي جهة استخبارات اسرائيلية او خارجية عربية أو دولية وراء التفجير نظراً لعشوائيته وعدم دقته, قالت المصادر الأمنية اللبنانية: "إننا لا نستبعد في اي لحظة ان يصدر إعلان اعتراف عن المعارضة المسلحة السورية بأنها جادة في تنفيذ تهديداتها لـ"حزب الله", كما اننا لا نستبعد صدور اعلان - اعتراف من الشيخ أحمد الاسير او بعض مؤيديه بالمسؤولية عن الانفجار".
وتوقعت المصادر أن يكون انفجار الضاحية الجنوبية, أمس, "بداية مرحلة أشد دموية ضد قادة "حزب الله" قد تشمل رؤوساً كبيرة ومواقع وقواعد حساسة جداً في البقاع والضاحية والجنوب, في محاولة لحض شيعة على التمرد على الحزب ودفعه نحو سحب مقاتليه من سورية".
المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها