اقرأ
المزيد...
كتب حميد غريافي
بعد وصول التهديدات حد استهداف رئيس
الجمهورية ووزارة الدفاع بالصواريخ
23/06/2013
الغرب يسلح الجيش اللبناني لـ"المعركة
الحاسمة" مع "حزب الله"
لندن - حميد غريافي:
مع وصول التهديدات السورية - الإيرانية للدولة اللبنانية حداً غير مسبوق
وبلوغها مرحلة التهديد بتصفية رئيس الجمهورية ميشال سليمان واستهداف وزارة
الدفاع, تبحث الدول الغربية جدياً في مسألة تسليح الجيش اللبناني لخوض
معركة حاسمة مع "حزب الله" والميليشيات المسلحة الموالية لدمشق وطهران.
وأوضحت مصادر مطلعة في بيروت, أمس, عن أن الصاروخ الذي أطلق ليل اول من امس
من بلونة باتجاه وسط قضاء بعبدا والثاني الذي لم يطلق بسبب عطل تقني هما من
طراز "غراد", وأن الصورة ستتضح فور انتهاء التحقيقات عن مصدر الصواريخ التي
حتى اليوم لم يثبت اي طرف امتلاكها سوى "الجبهة الشعبية - القيادة العامة",
الموالية للنظام السوري, و"حزب الله", دون غيرهما من الفصائل, ما خلا وجود
مجموعات إرهابية صغيرة يمكن ان تمتلكها عن طريق المال من هاتين الجهتين.
وأفادت مصادر التحقيق لـ"وكالة الأنباء المركزية" ان الغاية وتحديد الهدف
انطلقا من كيفية تثبيت الصاروخ الثاني الذي لم ينفجر, موضحة أنه من طريقة
نصبه وفق زاوية محددة يمكن تحديد الهدف, إلا ان التحقيق من هذه الزاوية
يبقى ملكاً للمراجع الأمنية التي تشرف على التحقيق.
وقالت ان الخيارات الأساسية أمام التحقيق تنطلق من ثلاثة اهداف: القصر
الجمهوري في بعبدا, أو وزارة الدفاع, أو زرع الرعب في صفوف اللبنانيين
وتعزيز الشكوك باستحالة اجراء الإنتخابات النيابية في ظل التأزم السوري
والإنقسام اللبناني الحاد بشأن هذه الأزمة, الذي بات يهدد بفتنة مذهبية قد
تصل الى الذروة, إذا استمر "حزب الله" في توسيع مروحة تورطه في الأزمة
السورية.
وتوازياً مع استمرار التحقيقات, كشفت معلومات لـ"السياسة" عن تلقي الدولة
اللبنانية, ممثلة بالرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي,
"تطمينات" أميركية وفرنسية وبريطانية وألمانية جديدة, بأنها "غير متروكة
لوحدها" في مواجهة محور دمشق - طهران - "حزب الله".
وأفادت المعلومات أن وزارات الدفاع في هذه الدول مستعدة لتسليح الجيش
اللبناني بأسلحة "نوعية متطورة", من بينها 250 دبابة من الطراز الضخم, و25
مقاتلة جوية أوروبية, و10 مقاتلات أميركية, و50 مروحية هليكوبتر, وبطاريات
صواريخ أرض- جو مضادة للطائرات والصواريخ.
وأكد خبير عسكري بريطاني, عمل ملحقاً عسكرياً لبلاده في دمشق والقاهرة في
أواخر تسعينات القرن الماضي, لـ"السياسة", أمس, أن "أي معركة عسكرية بين
حزب الله والجيش اللبناني بعد انشقاق جميع العناصر الشيعية والمؤيدة لسورية
وإيران عنه, ستحسم في نهاية المطاف لصالح الدولة اللبنانية التي سيلتحق بها
جميع مقاتلي الاحزاب والتيارات المسيحية والسنية والدرزية, بالإضافة الى
أكثر من 100 ألف مقاتل فلسطيني, هم الآن على أهبة الاستعداد لخوض "معركة
الفصل" مع "حزب الله" والجماعات المؤيدة له.
وبحسب المعلومات, فإن مقاتلين من "الحرس الثوري" الإيراني والميليشيات
الشيعية وصلوا خلال الأسابيع القليلة الماضية, على متن عشرات الطائرات
الإيرانية وغير الإيرانية, إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت,
والتحقوا بـ"حزب الله" الذي سهل عبورهم إلى سورية لمساندة قوات النظام.
وكشفت معلومات استخبارية غربية من بيروت وتل أبيب, أن الحزب تلقى منذ
سبتمبر من العام الماضي حتى أواخر مايو الماضي, مساعدات مالية من طهران
تقدر قيمتها بمليار دولار, لتمويل الحملة على الثورة السورية, ودفع رشى في
كل الاتجاهات داخل لبنان خصوصاً لـ"تمرير الخطة الايرانية المفروضة عليه".
وأكد الخبير البريطاني ان حكومة ديفيد كامرون "أبلغت الرئيس سليمان والعماد
قهوجي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقيادات مؤيدة للثورة
السورية, أنها جاهزة للبدء بشحن أطنان من الأسلحة الثقيلة مقررة أصلاً
للجيش اللبناني منذ سنوات, لكن جرى تجميد ارسالها خشية وقوعها في أيدي جهات
متطرفة على رأسها "حزب الله" و"حركة أمل" والعصابات السورية", مشيراً إلى
أن "خبراء وزارة الدفاع البريطانية يتشاطرون الرؤية مع زملائهم الأميركيين
والفرنسيين بشأن ظهور امكانية قوية لإقناع الرئيس اللبناني أخيراً بفكرة
تقديم طلب الى مجلس الأمن لتوسيع صلاحيات قوات "اليونيفيل" في الجنوب لتشمل
الحدود اللبنانية - السورية في الشمال والبقاع, تمهيداً لتطبيق القرار
الدولي 1559 الداعي لتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها,
وتنفيذ كامل القرار 1701 الذي يؤكد القرار 1559 بحذافيره". |