الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

كتب حميد غريافي


مقاتلون أوكرانيون يعرضون خدماتهم على نظام الأسد مقابل حصولهم على الأموال والجنسية        04/06/2013

آلاف من "الحرس الثوري" و"حزب الله" لحماية "الكانتون العلوي"

لندن - كتب حميد غريافي:

قدرت استخبارات حلف شمال الاطلسي في برلين عدد المتطوعين الإسلاميين والجهاديين والسلفيين الذين التحقوا بقوات الثورة في مختلف انحاء سورية, منذ مطلع العام الحالي, بأكثر من 23 ألفاً من بينهم من ذهب للقتال بدافع الدين وآخرون بسبب الاوضاع الاقتصادية المتردية في القارة الاوروبية, إذ يحصل المقاتل شهرياً على ما بين 2000 و3000 يورو فيما تحصل عائلته على 25 ألف يورو في حال "استشهاده".
وأكدت تقارير استخبارية عدة, وردت برلين وبروكسل ولندن وباريس ومدريد خلال الايام السبعة الماضية, من سورية ولبنان وتركيا واسرائيل, ان النظام السوري استقبل منذ منتصف مايو الفائت في مطاراته الشمالية الساحلية وفي دمشق وضواحيها نحو ستة آلاف مقاتل ايراني من "الحرس الثوري" و"الباسيج" بين العاشر والخامس والعشرين من الشهر الماضي, فيما ضاعف "حزب الله" عدد مقاتليه الى نحو أربعة آلاف وخمسمئة مقاتل, ثلثهم يحاول احتلال مدينة القصير في ريف لفتح الطريق امام النظام من حدود لبنان جنوباً حتى تركيا شمالاً, فيما الثلثان الباقيان جرى توزيع عناصرهما على نطاق واسع للمرة الأولى في حلب وحمص وادلب واللاذقية وطرطوس, في محاولة لـ"حماية الكانتون العلوي - الشيعي الساحلي" الذي يخطط النظام السوري لإعلانه الدويلة الجديدة على طول الساحل السوري, بعد فشل مؤتمر "جنيف 2".
وكشفت التقارير, التي اطلعت "السياسة" في لندن على بعضها اول من امس, استناداً الى معلومات من طهران وبيروت, ان "الحرس الثوري" الإيراني جهز آلاف العناصر الاخرى في مطارات طهران وتبريز وخورمشهر ومدن اخرى لإرسالهم الى دمشق في حال طلب نظام الأسد مساعدات إضافية, فيما أرسل "حزب الله" دفعات جديدة من متطوعيه ومقاتليه الى القصير وريف دمشق, يبلغ مجموع عناصرها 1200 خلال نهاية الاسبوع الماضي, إلا ان ذلك لم يحدث اي فرق خصوصاً في معارك القصير, لأن "لواء التوحيد" السوري زج الجمعة الماضي في محافظة حمص وداخل القصير تحديداً بأكثر من ألف مقاتل.
ومع انزلاق المعارك عن مناطق القصير وضواحيها الى داخل الاراضي اللبنانية وبلوغها حدود بعلبك في شمال البقاع, "القلب النابض لخزان حزب الله البشري" الذي منه يرسل معظم مقاتليه الى سورية, ومع التجاوب الهائل مع نداءات التيارات والاحزاب السنية المعتدلة والاسلامية السلفية المتطرفة لارسال مقاتلين لبنانيين لمواجهة عصابات "حزب الله" في سورية, أكدت مصادر المنسقيات الداخلية المعارضة لـ "السياسة", أمس, أن عدد مقاتلي المعارضة بلغ 12 الفاً داخل القصير وريفها, مع إقامة موسكو وطهران جسري تسليحهما الجويين لنظام الاسد, إضافة الى جسر بحري روسي الى طرطوس ينقل الدبابات الأحدث وبطاريات المدافع الثقيلة وصواريخ "غراد", وجسر ايران البحري الى شواطئ لبنان الجنوبية الواقعة تحت هيمنة "حزب الله" وحلفائه.
ومع كل هذا التصعيد الهائل في إرسال المقاتلين والسلاح الذي حصل منه "الجيش الحر" على "كميات محترمة" من أوروبا واميركا عبر تركيا والاردن, يبحث نظام الاسد المتداعي عن العنصر البشري الذي بات ينقصه بسبب أعداد المنشقين عنه والذين لاقوا حتفهم من قواته وشبيحته طوال 26 شهراً من عمر الثورة, ليس فقط في ايران وبعض المجتمعات الشيعية والعلوية في الخليج العربي وتركيا ولبنان والعراق, وإنما أيضا في صفوف "الاصدقاء القدامى" من الشيوعيين الملتزمين في بعض دول اوروبا الشرقية, والذين باتوا - منذ ربيع موسكو في مطلع التسعينات- عاطلين عن العمل, بعدما لفظتهم مجتمعاتهم الديمقراطية الجديدة.
وكشف مصدر أمني أوكراني عن أن جناحاً شيوعياً في البلاد عرض على الأسد بواسطة سفيره لدى أوكرانيا إرسال آلاف المقاتلين لمحاربة أعداء النظام السوري "الصديق", ولكن بشروط يعجز هذا النظام عن تنفيذها مادياً واجتماعياً.
ونقل المصدر الاوكراني الى احد قادة المعارضة السورية الميدانيين في حمص احمد جمعة الذي كان حتى مارس الماضي أستاذاً محاضراً في جامعة اوكرانية, نص بيان على موقع إلكتروني تابع لقدامى المحاربين الشيوعيين في الجيش الاوكراني السابق, دعا فيه الكولونيل سيرغي رازومغسكي احد ضباط الاستخبارات الاوكرانية في عهد الاتحاد السوفياتي المنهار الى ارسال "كتائب عسكرية روسية - اوكرانية" لمساعدة الأسد في الانتصار على اعدائه.
وجاء في البيان الذي تلقت "السياسة" نسخة منه: "أريد ان ادعوكم اليوم لتشكيل كتائب عسكرية متطوعة روسية - أوكرانية, وتقديم المساعدة لرئيس الجمهورية العربية السورية في الحفاظ على الدستور والدولة ... نحن 72 ألف ضابط في اوكرانيا نستطيع بسهولة تشكيل الكتائب التي ستحل الصراع هناك وتنهي المشكلات للأبد في هذا البلد, ومقابل هذه الخدمات فإننا نطلب من النظام السوري القليل: نطالب بإعطائنا الجنسية السورية, وبتأمين عائلاتنا, وبمساعدات مادية للتمكن من الحصول على مسكن او بيت لكل مقاتل في اي مكان يختاره بعد انتهاء هذه الحرب سواء كان المسكن في أوكرانيا ام في البلقان ام صربيا لا يهم, فهذه ستكون رغبة كل مقاتل في اختيار مكان عيشه, وعندما سنعود من هناك سنقرر اين نعيش وماذا سنفعل مستقبلاً, اليوم سنتقدم بطلب رسمي للنظام السوري وللرئيس السوري بشار الاسد عن طريق سفيره في اوكرانيا وايضاً بطلب لقادة اسطول البحر الاسود لروسيا الفيدرالية لتقدم لنا المساعدات اللازمة من اجل نقل المقاتلين المتطوعين الى سورية".
وفي مقابل هذا السيناريو, كشفت جهات أمنية بريطانية عاملة في الشرق الاوسط لـ "السياسة" عن ان "دولاً عربية وإسلامية أنشأت مراكز تطوع علنية في عواصمها ومدنها الرئيسية لارسال مقاتلين الى سورية, في الوقت الذي بدأت فيه دول من هذا التجمع الدولي توريد الاسلحة الى الجيش السوري الحر والكتائب الاسلامية المحاربة".

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها