الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

كتب حميد غريافي


وزير سابق من "أمل": بري ينعى "دويلة الولي الفقيه" ويبدأ تغيير جلده السوري


"حزب الله" ارتكب "غلطة العمر" بإدخال الجيش الضاحية الجنوبية
20120910
لندن - كتب حميد غريافي:
قد يكون "حزب الله" ارتكب "غلطة العمر" في السماح لقوات الجيش اللبناني ومعها ما هب ودب من استخبارات لبنانية وغير لبنانية بلباس عناصر صغيرة من المؤسسة العسكرية, بدخول مربعه الأمني الاكبر والاهم والاخطر في ضاحية بيروت الجنوبية, الذي يضم مقار حسن نصر الله ونائبه وقياداته السياسية والامنية والبرلمانية المحاطة بمجموعة من أكثر من 100 رجل دين "صغير الرتبة", أرسلوا من ايران تباعا على مر السنوات الثلاث الماضية بطلب من الامين العام للحزب لمراقبة المعاملات المالية والتجارية والاقتصادية وتصرفات بعض القياديين الفاسدة, بعدما ازكت روائح الفساد والسرقة والتهريب والمخدرات وغسل الاموال وفرض الخوات وارتكاب عمليات الاختطاف والتعذيب مقابل دفع فديات وأتاوات, أنوف آلاف المواطنين الشيعة العاديين الذين بلغت صرخاتهم واستغاثاتهم واحتجاجاتهم آذان ملالي قم وطهران.
وكانت صرخات الاستغاثة تلك أرقت لتكرارها الملالي والساسة المحيطين بمرشد الثورة علي خامنئي, خصوصا بعد الحرب الاسرائيلية على "حزب الله" العام 2006 التي استدعت نتائجها الكارثية على نصر الله ومسانديه في طهران إرسال اكثر من ملياري دولار الى الضاحية الجنوبية من بيروت لاعادة الاعمار والتعويض على اكثر من نصف مليون شيعي متضرر, وبدل قيمة صواريخ جديدة بلغ تعدادها اكثر من 40 ألف صاروخ تعويضاً عن الترسانة المفقودة للحزب تحت ضربات سلاح الجو الاسرائيلي, بعدما كانت قيادة نعيم قاسم ومحمد رعد وعمار الموسوي وسواهم رفضت اقتراح قائدها نصر الله استدعاء الجيش واجهزة الامن اللبنانية لدخول الضاحية من اجل وقف الفوضى والفلتان والانتهاكات الحاصلة فيها بسب تقاعس الاجهزة الامنية التابعة للحزب عن القيام بدور الشرطي, حسب وزير سابق في "حركة أمل" الحليفة "لحزب الله" التي تشاركه السرقات والتجاوزات وتتقاسم معه حسب الاحجام عمولات المليارات الايرانية وتهريب المخدرات من افغانستان عبر عصابات ايرانية.
إلا أن صيحات اللبنانيين واحتجاجاتهم في منتصف الشهر الماضي بعدما قامت عصابات من آل المقداد مطعمة بعناصر وشبيحة من "حزب الله" باختطاف مواطناً تركياً وعشرات اللاجئين السوريين, هزت حسن نصر الله الذي أصيب أصلاً بشظايا الحرب السورية في انحاء مختلفة من قيادته وهيبته, أولاً لوقوفه غير الشعبي و"غير الديني" مع جزاري نظام بشار الأسد ضد شعب اعزل شبيه بالشعب الشيعي اللبناني الذي ذاق القهر والذل على أيدي الاسرائيليين عقوداً طويلة من الزمان, كما يذوق الشعب السوري اليوم الأمرين من ترسانة آل الأسد الذل والمهانة والتهجير والقتل والاختفاء والاغتصاب.
وكانت هذه الصيحات كافية لأن تدفع نصر الله للجوء الى الجيش لتبرئة نفسه من عمليات اختطاف السوريين, وهي جناية في القوانين الدولية, من خلال فتح أبواب منطقة الرويس في قلب الضاحية الجنوبية لتعقب واعتقال الخاطفين ومن لف لفهم, بعدما كانت قياداته المشاركة في عمليات الاختطاف وايواء "الملثمين القتلة والمأجورين"- حسب مسؤولين أتراك- هربت الخاطفين والمخطوفين ووزعتهم على منازل تابعة لكوادر حزبية وملاجئ في الضاحية تستخدم كمخازن أسلحة ومواد غذائية, فيما أكد المسؤول السابق في "حركة أمل" ان نصف المخطوفين على الأقل جرى نقلهم في الليلة السابقة لاقتحام الجيش الضاحية, الى احدى قرى البقاع الأوسط الواقعة على طريق بيروت - دمشق.
وكشف وزير "أمل" السابق ل¯"السياسة" في لندن, أمس, أن زعيم الحركة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي صدرت عند "ملاحظات غريبة خلال الأيام القليلة الماضية ظاهرها النصح وباطنها الانتقاد لحزب الله وتصرفاته ولحلفاء سورية ومحاولاتهم تخريب لبنان, مؤكدا ان لا حرب اهلية مذهبية او طائفية في لبنان", أعرب عن مخاوفه من أن يكون اقتحام الجيش اللبناني واجهزته الامنية المطعمة بأجهزة خارجية الضاحية الجنوبية من بيروت, عقر دار حسن نصر الله ومقر إقامته وإقامات جماعاته الحميمة وقياداته الامنية والعسكرية, بداية انزلاق الحزب نحو التخلي عن مشروعه لإتمام إنشاء دويلته, والتسليم أخيراً بأن لاشيء يعلو على الدولة وجيشها ومؤسساتها, وان الحزب بكل امكاناته غير قادر على الحلول محلها.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها