بصراحة مع الأنتقادات المبكرة للمؤتمر الكلداني
15 / 03 / 11
جميع
مكونات الشعب العراقي من العرب والأكراد والسنة والشيعة والتركمان
والأيزيدية والشبك والآشوريين والسريان والأرمن والصابئة المندائيين ،
قد حققوا حزمة من المكاسب السياسية والقومية بعد سقوط النظام في نيسان
2003 م ، وإن اهملنا وقتياً موضوع الأرهاب والعنف وبقينا في مسألة
الحقوق السياسية والقومية ، سيكون شعبنا الكلداني هو الشعب الوحيد الذي
طاله العنف والأرهاب والتهجير القسري اولاً ، ومن ثم ثانياً فقد بقي هو
الشعب الوحيد الذي سرقت حقوقه القومية والسياسية وحتى الأنسانية في
وطنه العراقي .
الحكومة العراقية المنتخبة والتي ادعت ان تشكيلتها تراعي تمثيل جميع
المكونات العراقية ، كان الشعب الكلداني هو الوحيد الذي ابعد عن
التمثيل ، ويبدو ان رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي ورئيس الجمهورية
الأستاذ جلال الطالباني ، ورئيس البرلمان الأستاذ أسامة النجيفي ، يبدو
انهم كانوا قد اخفقوا في درس التاريخ في المدرسة الى درجة لا يعلمون
بوجود الشعب الكلداني وبابل وعلوم الكلدانيين ونبوخذنصر والجنائن
المعلقة ، وقوانين حمورابي ، لو كان هؤلاء السادة مطلعين على هذا
التاريخ العظيم لأنصفوا شعبنا الكلداني ، ولهذا اقول ان هؤلاء السادة
لم يتعبوا انفسهم في قراءة التاريخ العراقي ولهذا لم يفكروا بوجود شعب
كلداني وهو يمثل ثالث قومية عراقية .
اما اقليم اكوردستان فهو طرف آخر في اهمال حقوق شعبنا ، وبعد ان كان
اسم الشعب الكلداني وأسم قوميته مدرجة في مسودة الدستور الكوردستاني ،
رضخ البرلمان الكوردستاني للحزب الآشوري ، ومسح القومية الكلدانية من
مسودة الدستور مخالفاً بذلك ما هو مدون في دستور العراق الفيدرالي ،
ومؤمناً بنظرية الوصاية على الشعوب بعد ان مضى زمنها ، والشعب الكوردي
نفسه لم يقبل وصاية الآخرين .
وتمضي معادلة الظلم ومحاربة الشعب الكلداني في وطنه لتأخذ بعداً آخراً
بين ابناء شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والاشوريين ، حيث ان جميع
الأحزاب والتنظيمات تنظم لها مؤتمرات واجتماعات لترسم لها خارطة الطريق
، وحين انعقاد هذه المؤتمرات تبادر الجهات المختلفة من ابناء شعبنا الى
مباركة تلك المؤتمرات ، وعلى سبيل المثال المؤتمرات الآشورية التي يبلغ
عددها العشرات والتي يجري مباركتها من قبل جميع الجهات وتعكف الفضائيات
الاشورية في إرسال مراسليها ، كفضائيتي عشتار وآشور لنقل وقائع تلك
المؤتمرات ، وكذلك مؤتمرات الزوعا والجملس الشعبي ، تحت زعم ان هذه
المؤتمرات تصب جمعيها في مصلحة شعبنا ووحدته ، باستثناء التنظيمات
الكلدانية ، فإن بادرنا الى تشكيل اتحاد للكتاب والأدباء الكلدان فنحن
في عداد المفرقين والمقسمين ، بينما عكس ذلك فاتحاد ادباء الآشوريين او
السريان فهم مباركين وموحدين ، وإن اردنا ان نعقد مؤتمر كلداني واحد
فهذا المؤتمر هو تقسيم لأمتنا ، وتمزيق لوحدتنا ، فكيف تكيلون بعشرين
مكيال يا جماعة الخير ؟ إن كان للاشوريين او السريان او كل من خلقه
الله له حق عقد المؤتمر ، فنحن ايضاً خلقنا الله ويحق لنا عقد مؤتمر .
في القوش نقول ( خوريوخ يالد راحي كنوتا ) .
في نفس السياق فإن كان ثمة لوائح حقوق للانسان تضمن له الحرية ، فنحن
من هؤلاء البشر الذين تنطبق عليهم تلك اللوائح . فنحن ايضاً ننتمي الى
النوع البشري الذي تنتمون اليه ، فنحن لم نصلب المسيح يا اخوان ، والله
لم نصلبه ، نحن مسيحيون مثلكم ولنا احاسيسنا ومشاعرنا مثل بقية البشر .
إنكم تحاربوننا وكأننا اعداءً لكم وأعداء للانسانية ، إي جريمة نرتكب
حينما نقول قوميتنا كلدانية ، اي جريمة نرتكب حينما نعقد مؤتمراً ،
كفاية انكم قد مسحتم اسمنا من دستور اقليم كوردستان ، وكفاية انكم
تحاربون كل كلمة تفتخر باسمهم القومي الكلداني ، وكفاية كنتم السبب في
إبعادنا عن تشكيل الحكومة العراقية . وبعد كل ذلك تقولون نحن شعب واحد
ما هكذا تورد الأبل يا اخوان ، الظلم لا يدوم وإنكم ترون امامكم كيف
يثور المظلومين .
وفي الختام ادعوكم لقراءة سيرة السيد المسيح وسوف تقرأون ان الكلدان لم
يصلبوا المسيح .
أرجو ان تعيدو قراءة علاقاتنا وتفتحون صفحة جديدة من التفاهم ومن
الأحترام المتبادل دون احتكار اليقينيات والحقائق . عليكم احترام وجهة
نظرنا لكي نحترم وجهة نظركم ، فالعنف اللفظي والقمع الفكري الذي
تزاولونه يتناقض مع مبادئ العدالة وحرية الأنسان .
الأحترام والتقدير للجميع |