الف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا امناء لمطالب
المسيحيين وليس للأديولوجية الحزبية
18
/ 03 / 2010
نِعم الديمقراطية انها تجعل التنافس السياسي كالتنافس الرياضي ، فهنالك
من يكسب المباراة وهنالك من يخسرها ، وبروح رياضية يهنئ الفريق الخاسر
زميله الفريق الفائز . وهذا التقليد يعمل به على النطاق السياسي في الدول
الديمقراطية في اوروبا وامريكا وغيرها .
بكل جدارة تمكنت الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) والمجلس الشعبي
الكلداني السرياني الآشوري ، بأن يحصدا معظم اصوات المسيحيين في العراق
وفي العالم .
بالنسبة للحركة الديمقراطية الآشورية ، شخصياً ، اسجل هذا النصر لما
ابداه الأستاذ يونادم كنا من تحركات وجهود استثنائية ، لاسيما سفراته الى
الخارج قبيل بداية الحملة الأنتخابية ، وبعد ذلك تنقلاته واجتماعاته
وندواته كل هذه الجهود مع وجود تنظيم حزبي جيد للحركة قد اثمرت عن تلك
الحصيلة الجيدة لصالح الحركة .
المجلس
الشعبي الكلداني السرياني الآشوري كان بعد المؤتمر الثاني الذي انعقد في
عنكاوا قد سلك منحى سياسياً مستقلاً ، متخلياً عن دعواته السابقة لكونه
خيمة للجميع , ولينتهج استراتيجية جديدة بأن يتحول الى حزب سياسي يشترك
في الأنتخابات ويتناكف مع الأخرين للحصول على مقاعد البرلمان وبشكل مستقل
، واستطاع ان يستقطب نخبة من السياسيين والمثقفين الكلدان ليستثمرهم في
حملاته الأنتخابية ومسخراً قدراته المادية والأعلامية ، وهكذا فإن حزب
المجلس الشعبي قد فاز بجدارة وحصد نسبة كبيرة من اصوات المسيحيين في
الخارج والداخل الى جانب الزوعا .
لا
ينبغي ان نهمل الأمكانيات المتوفرة للحزبين الزوعا والمجلس الشعبي من
قدرات مادية ونوافذ إعلامية كبيرة كل هذه الأسباب وغيرها قد مكنت الحزبين
من حصاد معظم الأصوات ليتقاسما الكوتا المسيحية المخصصة لكل المسيحيين
على الصيغة الدينية وليس على الصيغة القومية .
وثمة
عامل مهم آخر في صالح القائمتين ( المجلس الشعبي والرافدين ) وهو التعضيد
غير المعلن للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري من قبل الحزب
الديمقراطي الكوردستاني . وكذلك التعضيد غير المعلن لقائمة الرافدين من
قبل قائمة الحدباء في الموصل ، إن هذه التحالفات غير المعلنة قد عززت من
مكانة وإمكانية التنظيمين. والفوز بحصة الأسد من الأصوات في محافظتي
نينوى ودهوك والتي ينحصر فيهما اعداد مهمة من اصوات شعبنا.
عموماً علينا ان نعترف بان فوز القائمتين بالاصوات جاء ثمرة جهودهما
ويستحقانه بجدارة ، ولا يقلل من شأنه بعض التبريرات مهما كانت واقعية
وصحيحة فالنتيجة واضحة ، والأشياء تقاس بالنتائج . فلا غبار على فوز
القائمتين واتوقع ان تكون الحركة الديمقراطية ألاشورية في المقدمة فيكون
من نصيبها اكثرية المقاعد ، وبنسبة ثلاثة على اثنان مع المجلس الشعبي .
في
الحقيقة لا يمكن ان نفرق بين الفائزين كأفراد فهم جميعاً من ابناء شعبنا
تطوعوا للعمل وفق ما طرحوه من برامج في صالح تحسن اوضاع شعبنا في الوطن .
أقول :
ان عملية الأقتراع والفوز بأكثرية الأصوات يعني بداية مهام النائب في
البرلمان للوفاء بوعوده التي قطعها على نفسه كي يثبت مصداقيته .
إن
الفائزين بكوتا المخصصة للمسيحيين لا يمثلون اي قومية وليس تمثيلهم
قومياً ابداً ، فهم يمثلون المكون المسيحي كمسيحيين وليس ككلدان او
آشوريين او سريان فقد نجحوا تحت يافطة الكوتا المسيحية ليس إلا .
وعليهم
ان لا يتركوا كل مشاكل شعبنا وينصرفوا ويتناكفوا وراء إالغاء القومية
الكلدانية من الدستور العراقي الفيدرالي ، فإن لجأوا الى هذا السبيل
فسيكون ذلك بمثابة فرض وصاية قومية على الكلدانيين ، بغياب ممثلي الكلدان
الحقيقيين ، وإن اية محاولة لألغاء القومية الكلدانية من الدستور العراقي
الفيدرالي سيدخل ذلك في الفكر الأديولوجي الشمولي الذي يستمد جذوره من
الفكر الفاشي والنازي للقوميات المسيطرة بفرض إرادتهم على غيرهم ومسح
القوميات الأخرى .
على الفائزين ان يكونوا امناء لمطالب المسيحيين بتحقيق الأمن والأستقرار
، والعمل لوضع حد للمحاولات التي تجري لتغيير البنية الديموغرافية
لمدننا وبلداتنا ، والعمل على القضاء على اسباب الهجرة قدر الإمكان ،
وغير ذلك من مطالب المسيحيين في وطنهم العراق .
وإن حاول نواب الكوتا المسيحية بتطبيق اجنداتهم الحزبية للحركة
الديمقرلااطية الآشورية او للمجلس الشعبي ، ودون الأخذ بنظر الأعتبار
احترام المشاعر القومية للكلدانيين سيكون ذلك خيانة للمبادئ واستغلال
للمنصب لتحقيق اهداف حزبية غير نزيهة وغير شريفة ، وسيكون ذلك بمثابة
تمرير اديولوجية قومية عنصرية باسم الكوتا المسيحية. وهذا يدل على عدم
الأمانة والوفاء ، لمن انتخبهم ولمن لم ينتخبهم .
الكوتا
هي للمسيحيين ، وليست كوتا لقومية معينة ، فان اي تلاعب او محاولة
التلاعب في تغيير دستور العراق وإلغاء القومية الكلدانية من دستور الدولة
العراقية ستكون خيانة بحق الكلدان وبمن يتشرفون ويفتخرون بقوميتهم
الكلدانيـــــــة ، وعلى الفائزين بهذه الأنتخابات ان يكونوا امناء
لاحترام مشاعر المكون الكلداني في الوطن العراقي . نعم ان الفائزين
يمثلون المسيحيين ، ولكن ليس من الشرف والمروءة والرجولة بأن يسعون الى
إلغاء القومية من الدستور العراقي فسيكون ذلك عملاً شائناً يلعنه التاريخ
. فالقومية الكلدانيــــــة ثالث قومية في الخارطة القوميـــة العراقية
وليس من حق اي شخص مهما كان منصبه او صلاحياته ان يلغي التاريخ والحقائق
التاريخية .
فإن كانت الحركة الديمقراطية الآشورية تتباكى على التسمية القطارية عليها
ان تبدل اسمها اولاً واسم فضائيتها الآشورية ثانياً ، وإلا سيكون ادعاء
الحركة عبارة عن شعارات طنانة ترفعها للاستهلاك الداخلي ومحاولة لالغاء
القومية الكلدانية من الخارطة القومية العراقيــــة ليس إلا ، وهذا عمل
عنصري مستهجن .
وكذلك المجلس الشعبي ان كان صادقاً في المساواة بين ابنا شعبنا من
الكلدان والسريان وألاشوريين عليه ان يكون اميناً لتلك المبادئ وان
يحترم مشاعر غيره من الكلدان وبمن يفتخرون بقوميتهم الكلدانية كما هم
يفتخرون بقوميتهم الآشورية .
أملنا
ان ينتهج الفائزون عن المكون المسيحي نهج ديمقراطي شفاف يحترمون مشاعر كل
المكونات المسيحية من كلدان وسريان وآشوريين . فيتعين عليكم ايها
الفائزين ان تنظروا الى قناعات الكلدانيين نظرة مستنيرة مبنية على مبادئ
الأحترام ، عموماً إن الوصاية مرفوضة ومستهجنة ومخالفة للوائح وقواعد
حقوق الأنسان وحقوق الأقليات .
المقال التالي مداخلة مع القوائم الكلدانية . |