حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

 

habeebtomi@yahoo.com


البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية

 24 / 12 / 2009

ليس خافياً ما تتعرض له بعض المدن العراقية ومنها مدينتي الموصل وبغداد من عمليات إرهابية

تزهق فيها الأرواح البريئة للمواطن العراقي المنكوب . ويأتي في مقدمة من تطالهم يد العنف الدموي والأرهاب المكونات غير الأسلامية  التي تعتبر الحلقات الضعيفة من سلسلة التكوين المجتمعي العراقي ، وفي مقدمتهم يأتي المكون المسيحي الذي لا زالت كنائسه تفجر في وضح النهار امام انظار الحكومة العراقية وأنظار العالم اجمع .

 إضافة الى العمليات اليومية التي تجري في مدن العراق ، فهنالك عمليات نوعية ضخمة تقع بشكل رئيسي في مدينة بغداد وفي اماكن حساسة بالذات التي يكون من المتعذر الوصول اليها من قبل المواطن العراقي العادي ، فالحواجز الكونكريتية والحراسات المشدة والكامرات والأجهزة المستخدمة والخاضعة للتدقيق بشكل مستمر ، كل ذلك لا يمنع قوى الأرهاب من تنفيذ عملياتها بيسر وسهولة ، ويقول الأستاذ نوري المالكي ان قوى الشر هي التي تنفذ هذه العمليات ، ولكن كيف تستطيع قوى الشر من الوصول الى تلك الأماكن وحسب اختيارها وبالتوقيت التي تعينه، بحيث تكون التفجيرات في وقت واحد ليكون لها صدى اكثر .

لا يحتاج المرء الى كثير من الفطنة ولدراسة معمقة في كشف خيوط الجريمة ليشير الى ان القوات التي تحرس تلك المؤسسات والمنشاءات هي مخترقة من قبل قوى سياسية التي تحمل في يدها غصن الزيتون في السياسة حينما تتواجد في اروقة البرلمان وفي الوزارات ، وهي نفسها  تحمل في اليد الأخرى الأحزمة الناسفة ومفاتيح تفجير السيارات المفخخة عن بعد .

 هذا هو حال قواتنا التي تحرسنا فهي تميل لمن يدفع اكثر او تعمل بأجندة احزاب ترى في سفك الدماء الطريق الشرعي لبلوغ اهدافها السياسية ، وانتهى بنظرها الى غير رجعة  مفهوم الأخلاص للوطن ومفهوم قدسية الواجب ومهنية العمل العسكري . ومن هذه النقطة نعود الى موضوع قوات البيشمركة في سهل نينوى ومناطق أخرى متآخمة للاقليم  الكوردستاني والعراق الأتحادي .

لقد سافرت من اربيل الى دهوك لعدة مرات وفي اوقات مختلفة ليلاً او نهاراً ، وصادفت نقاط التفتيش وهي تقوم بواجبها ، وسألت عمن يحافظ على الأمن في هذه المناطق فقيل لي إنهم قوات الأسايش والبيشمركة . فلا بد من القول :

(( إن هذه القوات تؤدي واجبها بشكل مهني وتحافظ على الأمن والأستقرار في المنطقة وهي في هذه الحالة تؤدي واجباً وطنياً يخدم الوطن العراقي ، ولو كانت القوات التي تعود للجيش العراقي او الشرطة العراقية وأدت واجبها بهكذا اخلاص ومهنية لقلنا نفس الكلام بحقها )) .

أجل إن الأمن مستتب في هذه المناطق ومنها سهل نينوى الذي يتاخم مدينة الموصل ويدخل في نسيجه السكاني الأثني والديني تشكيلة متنوعة من القوميات والأديان ، لكن مع هذه التعددية يمكن الأستشراف على منطقة مستقرة آمنة ، بعكس مركز مدينة الموصل التي يرتفع فيها دخان تفجير الكنائس ويقتل فيها الناس الأبرياء من شعبنا المسيحي ، لسبب واحد فقط لكونهم مسيحيين لا غير ، حقاً إنه أمر سيئ ومشين ان يقتل المرء بسبب دينه  .

إن كان ثمة عمليات أرهابية تقع في هذه القرية او تلك في سهل الموصل وفي اوقات متفاوتة ، فإنها لا تقع نتيجة اختراقها لقوات البيشمركة او مساومتها لها ، فهي تحدث نتيجة استغلال الأرهابيين لنقاط ضعف او ثغرات امنية وكما هي الحالة في الدول الأوروبية التي تحدث فيها العمليات الأرهابية رغم الأحتياطات . 

 لقد قرأنا قبل فترة عن عزم الحكومة لوضع بعض قوات الجيش العراقي في حالة إنذار لحماية المسيحيين وكنائسهم خلال اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ، فماذا كانت النتيجة ؟

 النتيجة التي تتجسد على ارض الواقع : هي استمرار استهداف الكنائس في مدينة الموصل ، وفي هذه الفترة اغتيل في رابعة النهار الشاب المسيحي زيد نجيب يوسف  39 سنة ، واليوم 24 / 12 نقرأ في موقع عنكاوا كوم عن حادث اغتيال الشاب باسل أيشو يوخنا 23 سنة ، ويبدو من سير الأحداث ان قوى الأرهاب في مدينة الموصل تحتفظ بشرعية تامة داخل هذه المدينة، ولا نلاحظ اي مظاهر غضب او استنكار يتعالى من سكان هذه المدينة ضد الجرائم التي ترتكب في مدينتهم ضد المكونات الدينية غير الأسلامية .

 إن العنف الدموي هذا له وقعه الدرامي على مشاعر شعبنا الذي يرى امامه سكوت العالم والحكومة العراقية وعجزهم التام عن الحفاظ على امن أناس مسالمين . فإن كانت الحكومة عاجزة عن تأدية واجبها لماذا لا تستقيل ليأتي غيرها ويقوم بالمهمة؟

نعود الى وضع البيشمركة وهي القوات التي تعمل بمهنية وإخلاص لخدمة الأمن والأستقرار في الأقليم الكوردستاني والعراق الأتحادي ، لقد تناقلت الأنباء عن جهود لادماج قوات البيشمركة بالمنظومة الدفاعية العراقية ، وتحديد آليات تجهيزها وتسليحها بما يمكنها من معاونة القوات الأمنية العراقية لمواجهة التحديات الأرهابية ، وأقول بهذا الصدد انها خطوة موفقة في تعزيز امن الوطن العراقي ، وإن ربوع اقليم كوردستان خير دليل لفاعلية قوات البيشمركة في خدمة الأقليم وخدمة الوطن العراقي برمته .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها