حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

 

habeebtomi@yahoo.com


اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شـعبنا الكلــداني ؟

091210

لسنا هنا بصدد الأشارة الى الشان الشخصي للاستاذ سركيس آغاجان ، لكننا سنبقى مع الأستشراف على المؤسسات التي تعمل تحت إشراف رابي سركيس ، وهي بالمختصر : الأموال المقدمة للمسيحيين ، ومسألة فضائية عشتار ، ومؤسسة او حزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ومدى ارتباط هذه الملفات الثلاثة " الأموال ، الأعلام ، السياسة " وتأثيرها على شعبنا الكلداني .
يقال : ما كل ما يتمنى المرء يدركه ، هكذا كنا نأمل ان يكون لشعبنا الكلداني حصته العادلة في الملفات : المالي والسياسي والأعلامي ، لكن ذلك لم يتحقق على ارض الواقع .
يرتكب خطأً فاضحاً من يعتقد ان باستطاعته القضاء على المشاعر والنزعة القومية لشعبنا الكلداني ، وإن انخراط الكلدانيين في احزاب عراقية كالحزب الشيوعي او الحزب الديمقراطي الكوردستاني او الحركة الديمقراطية الآشورية او حتى حزب البعث ، لا يعني ذلك ان هؤلاء تخلوا عن قوميتهم الكلدانيــــــــــــــــة ، ولكن ربما يكون من هؤلاء ممن ينتمون الى احزاب آشورية وبتأثير من هذه الأحزاب يتأشور بعضهم ، وهذه حالة حصلت سابقاً فثمة أكراد قد استعربوا او استتركوا ، وهذه حالات يمكن نعتها بأنها شاذة عن القاعدة ولا يمكن اتخاذها كمعيار يقاس بها .
حين تأسيس فضائية عشتار كان مؤسسها الأستاذ جورج منصور ، وهو رجل هادئ ومهني ومعتدل في توجهاته ومنها الشأن القومي ، وأراد ان يؤسس فضائية تمثل مسيحيي العراق من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن ، وأن تقف هذه الفضائية لمسافة واحدة من هذه التكوينات دون محاباة او تفضيل مكوّن على الآخر ، ولكن حين تكليف الأستاذ جورج منصور بحقيبة وزارية في الكابينة الخامسة لاقليم كوردستان ، تمكن غلاة الفكر الآشوري من الهيمنة على مقاليد الفضائية فأصبحت فضائية آشورية بكل توجهاتها وهمشت كل ما هو غير آشوري . وربما يسأل سائل اين الدليل على هذا الزعم فأقول :
من القرائن الدامغة على كلامي ، فإن هذه الفضائية لم تكن حاضرة في يوم انعقاد مؤتمر المجلس القومي الكلداني في عنكاوا في نيسان 2009 والسبب لان المجلس هو " كلداني" ، في حين حضرت هذه الفضائية المؤتمر الآشوري العام المنعقد في استراليا ، والسبب لانه حزب " آشوري" ، وهنالك براهين كثيرة لانحياز هذه الفضائية لا مجال للتطرق اليها جميعاً . فإن كان رابي سركيس لا يقبل بالتفرقة بين مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين فإن فضائية عشتار التي يمولها تعمل للاشوريين فقط .
النقطة الأخرى التي اثيرها في هذا المقال هي : موقف المجلس الشعبي من شعبنا الكلداني ، فإن هذا المجلس لا يراعي المشاعر القومية للكلدانيين ، فهو يتهم كل كلداني له نزعة قومية بأنه انفصالي في حين يبارك من له نزعة قومية آشورية ، والمجلس الشعبي يحتضن ويقّرب منه كل من يشتم القومية الكلدانيــــــــــة ويتهجم على الكنيسة الكلدانية ، فدعوة هؤلاء الكتاب الكلدان للمؤتمر الثاني للمجلس الشعبي وإناطة المسؤوليات الكبيرة بهم هو خير برهان على كلامي ، وفي الحقيقة يحق لهؤلاء تبديل قوميتهم او دينهم وفي ذلك حرية شخصية ، لكن لا يحق لهؤلاء اعتبار من لم يبدل دينه او قوميته بأنه مخرّب وانفصالي ، فنحن نترك لهؤلاء الحرية تبديل القومية فلماذا لا يحق لنا ان نبقى على قوميتنا الكلدانية؟
الكاتب المهندس فاروق يوسف يكتب مقالاً تحت عنوان :
" المجلس الشعبي والأحزاب الكلدانية ينفذان أجندات لصالح الزوعا" جاء فيه :
((. وبالرغم من الهالة الإعلامية الذي أحيط بها هذا المؤتمر من الندوات واللقاءات والتحضيرات الجارية له على قدم وساق من سيارات الدفع الرباعي وحجز في فنادق الدرجة الممتازة وبطاقات تذاكر سفر من مختلف أنحاء العالم ( طبعا فقط للذين يعلنون الولاء المطلق له ,
بل ان الكاتب الكلداني حبيب تومي الذي هو متواجد داخل العراق لم يتلقى حتى بطاقة دعوة للحضور بصفة ضيف وليس مندوب والأمر نفسه لكافة الشخصيات الكلدانية التي تعتز بكلدانيتها ....)) انتهى الأقتباس
نعم سألني كثير من الأصدقاء في القوش وعنكاوا إن كان سفري الى العراق بدعوة من قبل المجلس الشعبي لحضور المؤتمر ، ووسط استغرابهم أقول إني غير مدعو والسبب يبدو انني أثير ( كرّا بيج : Garra pech) والألاقشة يعرفون معنى ذلك ، لكن في الحصيلة اشعر وكان هنالك تمييز عنصري ضدنا وإلا كيف نفسر هذا الموقف من المجلس الذي يقول عن نفسه انه كلداني سرياني آشوري ؟
كنت واقفاً مع بعض الشباب في ساحة في القوش حينما مرت سيارة حديثة بقربنا وبعد ان ابتعدت السيارة قليلاً قفلت راجعة نحونا وترجل منها الزميلان جونسن سياويش ، وهو امين المجلس الشعبي وعضو الهيئة التحضيرية للمؤتمر ، وكذلك الزميل جبرائيل مركو وهو عضو الهيئة التحضيرية ايضاً والمسؤول الأعلامي فيها ، وبعد تبادل التحية والسلام الحار بيننا ، لم يوجها لي اية دعوة لحضور المؤتمر ، لكن ذلك كان افضل من الصديق وابن القوش سعيد شامايا الذي تصادفنا في تللسقف في مرثية صديقنا المرحوم جميل روفائيل ، حيث لم يكلف نفسه حتى ليقول لي سلامات .
المشكلة ان الأخوة هؤلاء يتكلمون دائماً عن حرية الرأي وعن ايمانهم بالديمقراطية لكن على ارض الواقع تتبخر هذه الديمقراطية من قاموسهم وتصبح هباءً منثوراً .
مصادر المؤتمر تزعم ان 1300 مندوب حضروا للمؤتمر من قارت الأرض ومن العراق ، ومصادر أخرى تقول ان عدد الحضور كان بحدود 800 مندوب ، ومهما كان العدد فأنا شخصياً أعتز بهؤلاء جميعاً واحترم شخصياتهم ، لكن يبدو ان لا احد منهم تعرض بتوجيه نقد لمسألة معينة لمسيرة في المجلس الشعبي خلال دورته الماضية ، وربما كان النقد الوحيد اليتيم الذي صرحت به السيدة ايمان زكريا بأن عدد النساء في المؤتمر لم يتجاوز عدد اصابع اليد من بين 1300 من المدعوين من الرجال . أي ان الحضور لم يعنيهم شأن قرارات المؤتمر مهما كانت .
كان استنتاجي عن القائمين على المؤتمر بشكل عام انهم يحرّمون النقد ويستهجنون اصحابه ويهمشونهم ، وفي كثير من الأحيان توجه لهم تهمة وقد تصل الى تخوم التخوين ، لكني متأكد من ان اية خطوة اصلاحية لا يمكن بلوغها دون فتح الطريق امام النقد الصريح والعلني والجرئ ، وبعكسه سنغرق في مستنقع المجاملات وفي جحيم القبلات الدبلوماسية . فيبدو جلياً ان المجلس الشعبي لا يريد ان يعترف بأخطائه ، لان برأيه ان الأعتراف بالخطأ ضرب من الهوان يهدد وجود المجلس ككيان ، لذلك ، فالمجلس الشعبي منزّل ومعصوم ولا يوجد في مسيرته اي خطأ او مثلبة او نقص .
في مسألة الأموال لا يختلف الأمر عن هذا السياق في تفضيل المكون الآشوري على الكلداني ، لا سيما التنظيمات الحزبية الكلدانية .
بقي ان اقول عن موقف رابي سركيس عن هموم شعبنا الكلداني ، فهو لم يستشر شعبنا في مسألة التسمية ، ولم يخاطب كنيستنا وتنظيماتنا ، ويبدو للمراقب المحايد انهم يحسبون هذا الشعب ( الشعب الكلـــــداني ) وتنظيماته وكنيسته عبارة عن قطيع يساق كما يريد له الراعي . وبهذه المناسبة ومع هذا السياق الغريب اشير الى لوائح حقوق الأنسان والتي تشكل سياج اخلاقي عالمي يحمي الأقليات من التهميش والأقصاء ومهما كانت الذرائع والمبررات لذلك التهميش .
إن شعبنا الكلداني له تاريخه وله مآثره وتقاليده ولغته وشخصيته وكرامته ، فإن اراد رابي سركيس ان يتعامل معنا بشفافية وتكافؤ وندية فنحن نعمل مع الجميع ، وليس من المعقول ان يعامل شعبنا بسياسة كسر العظم من قبل اشقاء نعتبر معهم اننا شعب واحد . ان التعامل الندي هو قبول الآخر كما هو وليس كما يُراد له .
الحقيقة الجلية على ارض الواقع ، هي ان القاعدة العريضة لمن يعمل مع رابي سركيس هم من الكلدان في الغالب ، فالآشوريون هم مع حركة الزوعا قلباً وقالباً ، إن كان في الأنتخابات او في المناسبات الأخرى .
إن رابي سركيس يعتمد على قاعدة كلدانيــــــــــــــــــــــة واسعة ، لكن الشئ الملفت هو اعتماد رابي سركيس على بعض الكلدان الذين يشتمون القومية الكلدانية ، ويتهجمون على الكنيسة ، وكلما كان تهجمهم اكثر على القومية الكلدانية كلما كان حظهم اوفر في تسنم مركز اعلى في المجلس الشعبي ، وهذا أمر مؤسف ان يقرّب منه هؤلاء الذين لا يفتخرون بانتمائهم القومي ، فإن كان هؤلاء لا يخلصون لانتمائهم وليسوا اوفياء لقومهم فكيف يخلصون لرابي سركيس بعد نفاذ (( المصلحـــة والمنفعــة )) ؟
هذا هو الواقع ونريد ان نجلس كأنداد مع احترام مشاعر كل الأطراف دون تعالي او إقصاء . فشعبنا الكلداني له هموم وحقوق ، وهذه الحقوق لا تتحقق في تحقيق المنافع الآنية المادية . إنما تتحقق في التعامل الأخوي بين جميع الأطراف ومن منطلقات الأحترام المتبادل بينهم .
حبيب تومي / اوسلو في 8 / 12 / 2009


 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها