بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة المزيفة حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

 

habeebtomi@yahoo.com


بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة المزيفة

 حبيب تومي / القوش في 18 / 11 / 2009

إن العلاقة بين المرحومين توما توماس وهرمز ملك جكو ، قد تشكل مثلاً يقتدى به ، ويمكن الأشارة اليها كتجربة نستفيد منها في تمتين علاقاتنا في الوقت الحاضر .
لقد عملت مع الرجلين وكنت في مقتبل العمر وقتذاك الى جانب رعيل من الشباب ولا اريد ان اذكر الأسماء لربما انسى بعضهم وهم معروفين ، بعضم صادفتهم في القوش وآخرين في مدن العراق او خارج الوطن . لكن نبقى في العلاقة التي كانت سائدة بين توما توماس وهرمز ملك جكو ، وبعد اسشهاده استمرت العلاقة الطيبة مع من خلفه في المسؤولية وفي مقدمتهم الرجل الشجاع الوقور مامي طلياً .
كان لكل من الرجلين كيانه وشخصيته وواحدهما يحترم الأخر ، ويجري التعاون بينهما على قدم وساق ، واعني بالتعاون هنا ان أي منهما لم يحاول فرض سيطرته على الآخر ، فنشأت بينهما شراكة متوازنة ومتكافئة ، والتعاون جار بينهما على طول الطريق ، وحينما اشير الى مفردة التعاون بين الطرفين ، في تلك الظروف قد تكون نتيجة هذا التعاون تؤدي الى جرح او استشهاد واحداً او اكثر من رجاله وربما يخسر نفسه نتيجة هذا التعاون ، بهذا المستوى يمكن ان نصف مفردة التعاون بينهما .
وسط هذا المستوى من التضحية لم يجري بين جماعة توما وجماعة هرمز أي حديث عن مسالة الأسم او خلاف اسمه كلداني او آثوري ، فأنا شخصياً مع مجموعة من زملائي ( كلدانيين ) عملت مع هرمز ورجاله ( الآثوريين ) ولم نسمع يوماً نغمة التسمية ، كما لم يطلب أي منهما ( توما توماس ، هرمز ملك جكو ) تحقيق الوحدة الفورية بينهما ، إنما كان الحديث يجري دائماً على التعاون والشراكة بين الطرفين ، دون المساس بخصوصيات الآخر .
إن هذه المقدمة كانت من اجل إلقاء الضوء على ما خلفه الحزب الآشوري على ساحة شعبنا السياسية والقومية ،من تناحرات حول التسمية ومع الأسف هذه التناحرات هي من صنع الأحزاب الآشورية تحديداً .
إن أي حزب آشوري تكّون في الثلث الأخير من القرن الماضي تأثر بشكل ما بالفكر البعثي بجهة انه الحزب القائد او الحزب الأوحد ، وهذه نظرية اثبتت فشلها في ضوء التجارب التي مرت على العراق ودول اخرى من العالم الثالث .
الحركة الديمقراطية الآشورية ترى في نفسها ان ماضيها التليد يؤهلها ان تتبوأ مركز القيادة للكلدان والسريان والآشوريين ، واستقطبت شخصيات سياسية كلدانية مستفيدة من الفراغ السياسي الذي حدث بعد انهيار الأتحاد السوفياتي ، وهكذا اوجدت لها ركيزة جماهيرية توسعت قاعدتها بعد انهيار الحكم الدكتاتوري في العراق بعد 9 نيسان 2003 م .
لكن عجلة الزمن تبقى دائرة فتشكلت أحزاب منها كلدانية وأخرى سريانية وثالثة آشورية ودأبت هذه الأحزاب تجد لها موطئ قدم على المسرح السياسي لشعبنا ، وكان آخر هذه الأحزاب حزب المجلس الشعبي ، وأراد الأستفادة من خلل تعاني منه الحركة الديمقراطية الآشورية ، وهي مطابقة اسمه على شعاره في التسمية المركبة ، فالزوعا اطلقت للاستهلاك للاخرين التسمية المركبة " كلدوآشورسريان وهي تجبرهم على الألتزام بها ، لكنها هي نفسها لم تلتزم بتلك التسمية وأبقت على اسمها الآشوري ، والمجلس الشعبي اراد ان يكون اكثر صدقية في هذا المجال .
لكن مع الأسف أن المجلس الشعبي كأي حزب قومي متزمت بات يفرض أجندته على غيره ، وإنه وحده الذي يملك الحقيقة ، وغيره لا محال واقع في مستنقع الباطل ، فكان نتيجة نهجه التسلطي قد دفع بالتنظيمات الكلدانية الى الأنسحاب من خيمة حزب المجلس الشعبي .
وعلى ما اعتقد في 13 من الشهر الحالي كان الأنسحاب التالي لبقية الأحزاب المؤتلفه معه ، والذي ابقى خيمة المجلس الشعبي خاوية تعصف بها رياح الوحدانية بعد انسحاب الأصدقاء والأحباب .
برأيي المتواضع ان هذه النتيجة كانت متوقعة والسبب لان أي تقارب او مشاركة او اتحاد ينبغي ان يكون مبنياً على اسس صريحة وشفافة مبنية على الندية والتكافؤ ، بمنأى عن منطق الأحتواء والإقصاء عن الساحة او طرح الأملاءات فحسب .
لقد اثبتت الأحزاب الآشورية التي تبوأت القيادة السياسية لشعبنا ، وبعد ان سلمها لهم الحاكم الأمريكي بول بريمر بطبق من ذهب .
ولكن ، نعم ولكن ، اثبت الحزب الآشوري عموماً فشله في العمل السياسي لاسيما في عملية قيادة شعبنا ، فلم يكن مؤهلاً البتة للقيام بالمهمة ، فقد اتخذ هذا الحزب مسألة الهيمنة على الكعكة والكرسي هاجسه الوحيد ، كما اتخذ من مسائل تاريخية ونظريات ثورية قد مضى زمنها وأكل الدهر عليها وشرب ، فلم تعد النظريات الثورية تسحر المواطن كما كان سابقاً .
اقول :
اليوم نحن نعيش الحداثة ونحتاج الى لغة الديمقراطية لتكون سائدة بيننا ، وبدلاً من ذلك خلق لنا مسألة التسمية ، وبات يفرق في التسميات ، ومن قصور فكري بات يفضل التسمية الآشورية على غيرها من التسميات ، ناسياً او متناسياً مناخ الحرية الذي انطلق بعد نيسان 2003 ، هكذا كانت النتيجة التشرذم في كل النواحي ، فلم نستطع الى اليوم الخروج بقائمة موحدة لكل اطياف شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريون ، وأبقانا هذا الحزب في مستنقع التسمية ، وهو يعتقد ان توحيد التسمية بالقوة او باللف والدوران سيؤدي الى توحد شعبنا وهذه نظرية ساذجة سياسياً ، لكن جرى تبنيها من قبل الأحزاب القومية الشمولية .
إن وحدة التسمية يقررها شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين وليس بتقديم مذكرة الى البرلمان العراقي لتغيير التسمية او بمحاولة تبديلها في مسودة دستور اقليم كوردستان ، او بأسلوب الأعلام الذي يهيمن عليه الحزب الآشوري أيضاً .
اقول :

الخطر الداهم الذي يجابه شعبنا هو سرطان الهجرة الذي ينخر جسد وجوده على ارضه التاريخية ، لكن الأحزاب الآشورية القصيرة النظر ، تصّر وتقول ان وضع الواوات بين مكونات شعبنا هو الذي الخطر الذي يهدد شعبنا ، انه قصر النظر تعاني منه هذه الأحزاب ليس إلا ، مع احترامي لقادتها وساستها الطيبين .
علينا ان ننزل من الأبراج العاجية ونجلس وراء المائدة المستديرة ونعالج الأمور بنفسية طيبة ، بروحية توما توماس وهرمز ملك جكو ومامي طليا ، الذي رفض في احلك الظروف ترك توما توماس لوحده رغم الأوامر الصادرة له ، واليوم إذا ارادت الأحزاب الآشورية العاملة في الساحة وهي تملك بيدها اوراق مهمة وباستطاعها ان تمد يدها بإخلاص ومحبة ودون إقصاء او تعالي ، ان تمد يدها للاحزاب الكلدانية ، ويتفقون على كل الأمور لما فيه خير شعبنا ، وليس السعي لنيل حصة الأسد من المقاعد والثروة والأعلام .
انا شخصياً متأكد من قبول شعبنا الكلداني وكنيسته واحزابه ومنظماته سيقبلون ويعملون بإخلاص ومحبة مع كل جهد وحدوي حقيقي مخلص ، يجمع شعبنا على اسس وركائز متينة من التعاون والتكافؤ والندية ، وعلى هذا الأساس تبقى الكرة في ملعب الاحزاب الآشورية ، ونأمل ان تنزل هذه الأحزاب من برجها العاجي ، فالدنيا دوارة فإن كانت لهم اليوم فغداً ستكون لغيرهم وهذا ناموس الحياة .
مركب شعبنا آيل نحو السقوط في الأعماق ، فهل تعمل الأحزاب الآشورية التي تملك بيدها اوراق مهمة في انقاذ هذا المركب ؟
السؤال مطروح والآتي من الأيام عسى ان تحمل في رحمها النيات الصافية والروح الطيبة التي كانت سائدة بين الرجلين الطيبين المسيحيين الكلداني توما توماس والآشوري هرمز ملك جكو ، وانا شخصياً دائماً انظر الى القسم الملآن من الكأس .
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها