بقلم : حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


مبروك للمجلس الشعبي مؤتمره الثاني وعسى ان يعدل ولا يفرق

  5 / 10 / 2009

لمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري مقبل على عقد مؤتمره الثاني ، وهو يسعي الى ذلك بوتيرة عالية وزخم كبيرين ، ويهدف ان يكون هذا المؤتمر اوسع حضوراً وأعمق تأثيراً من المؤتمر الأول الذي عقد في عام 2007 ولهذا شكّل المجلس لجنة تحضيرية في وقت مبكر ليكون كل شئ مدروساً ومرتباً .

لقد عمل المجلس الشعبي في بداية تكوينه راعياً للممثلين على الساحة ، من البطل الى الكومبارس ، لكن في نهاية المطاف بعد ان دخل المجلس الشعبي معترك الأنتخابات اصبح هو البطل والباقين هم الكومبارس ، وهو يسعى  ـ بتقديري الشخصي ـ  ان يشغل ( كل ) الساحة وكما فعل من قبله حزب الحركة الديمقراطية الآشورية الذي اعتمد على مبدأ استعارة الماضي في تاريخه النضالي وتوظيفه لاحتلال ( كل ) الساحة السياسية لشعبنا .

 اليوم يعمل حزب المجلس الشعبي معتمداً على كارزمية الأستاذ سركيس آغا جان وعلى علاقاته القوية مع حكومة اقليم كوردستان ، إضافة الى وفرة المال ، وهو العنصر الضروري في العمل السياسي لاسيما في دول عالمنالثالثي . فهذه المبالغ مهما كان مصدرها تصب في قنوات المجلس الشعبي ، ويجري إنفاقها بحسب اجتهادات شخصية مستبعدين العمل المؤسساتي في صرف تلك الأموال ، مما سبب في ترك ثغرات مريحة في استشراء الفساد الأداري والمالي إن كان في  التنفيذ الردئ لمشاريع البناء او في التلاعب بالأسعار .

 لكن هذا ليس الموضوع الرئيسي في هذا المقال ، إنما حصيلة القول ان المجلس الشعبي طفر الى مركز الصدارة في المعادلة السياسية لشعبنا بإحرازه على اغلبية اصوات الناخبين  في انتخابات مجالس المحافظات ومن ثم في البرلمان الكوردستاني ، وكان ذلك كما قلت حينما استمرأ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري الطعم اللذيذ للسلطة ، فكان ان اصبح اللاعب الرئيسي في اللعبة بدلاً من الأكتفاء بإدارتها . وأضحى طرفاً في المعادلة بدلاً من وقوفه على مسافة واحدة من الأطراف المتنافسة إن كان سياسياً او ثقافياً او اقتصادياً وحتى إعلامياً ، بات المجلس الشعبي ينافس الآخرين في الأستــحواذ على المواقع المخصصة لشعبنا .

وفي هذه الحالة نحن المراقبين ما علينا سوى مباركة المجلس على هذه الخطوات والأنتصارت التي حققها ، فله كل الحق ان يتحول الى حزب سياسي وينافس الأخرين على احتلال المواقع .

 شئ واحد ينبغي الأقرار به لدى استحضار هذه الحالة ينبغي ألا يدّعي المجلس إشغاله مكانة تلك الدوحة التي كانت ترسل ظلالها الى كل القوى وبشكل عادل ومتساو،  فهو قد حدد موقفه وموقعه ونتمنى للمجلس الشعبي بتوجهه الجديد التوفيق والنجاح كحزب سياسي من احزاب شعبنا .

شرع المجلس الشعبي في عشية مؤتمره الثاني ببدايات طيبة حيث بادر الى المصافحات الدبلوماسية ولعل اكثرها إثارة هي تلك التي قام وفد من اللجنة المشرفة على المؤتمر بزيارة مقر المجلس القومي الكلداني ، ومقر الحركة الديمقراطية الآشورية ، بحق انها خطوة في الأتجاه الصحيح لكسر جبال الجليد بين احزاب شعبنا ، فهل يعمل المجلس الشعبي فعلاً على إذابة جبال الثلوج  بين قوانا السياسية بشكل عام ؟

 ويجري احترام الرأي الآخر ام يبقى المجلس حبيس الأفكار الأقصائية كالتي تطرح ،  وكمثال غير حصري كتلك التي يطرحها الزميل تيري بطرس مثلاً لتأسيس مجلس سياسي ، إذ يقول بطرس في مقالة المعنون : مجلس الشعبي نحو مؤتمره الثاني في الفقرة اولاً يقول : 

(( اولا _ الدعوة الى اقامة المجلس السياسي لشعبنا يظم ( يضم ) ، بالاظافة الى السيد سركيس اغاجان، ممثلي عن الحزب الوطني الاشوري، حزب بيت نهرين الديمقراطي، المنبر الديمقراطي الكلداني، اتحاد بيت نهرين الوطني، تجمع السريان المستقل، الحركة الديمقراطية الاشورية، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، المجلس القومي الكلداني، بالاظافة (بالأضافة ) الى كل وزراء شعبنا في مجلس الوزراء العراقي ومجلس وزراء اقليم كوردستان، والنواب في المجلسين الاتحادي والاقليمي.... ويضيف :

يتم فرض العزل السياسي لكل من يرغب او يعمل من اجل تجزئة شعبنا ويوصم بالخيانة مع سبق الاصرار والترصد، ويكون هناك مفهوم واضح لوحدة شعبنا . ويشمل ذلك اي كان ذلك رجل سياسة او دين او مفكر، لان الامر لا يتدخل ( يدخل ) في باب الحريات، بل في باب التقسيم والتهديم والتدمير واضعاف موقف شعبنا السياسي والامني. )) انتهى الأقتباس

لدي سؤال للزميل تيري بطرس : ما هو معيارك لتحديد الذي يعمل على تجزئة شعبنا ؟ بالله عليك من هو الذي يعمل على تجزئة شعبنا ؟

 اليست الأحزاب الآشورية كالحزب الوطني الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية وغيرهما الذين يتخذون الآشورية كأسماء لاحزابهم  ويسترشدون بها ويفرضون على غيرهم السلعة الأستهلاكية  في التسمية ( الكلداني السرياني الآشوري ) ويوصفون كل من لا يلتزم بها بالخيانة ، فلو كان لهذه الأحزاب مصداقية وايمان بهذه التسمية المركبة فلماذا لا يغيرون  تسمية احزابهم ، لماذا يحجمون عنها ثم يفرضونها على غيرهم ؟

اليس طرح الشعارات الرنانة والمناداة بها ـ دون تطبيقها على انفسهم اولاً  ـ  نوعاً خالصاً من النفاق السياسي ؟ وإلا فاشرح لي ما هو النفاق السياسي ؟

هذا ليس من ضمن مقالي اليوم ، وسآتي على هذا الموضوع في المقال القادم إنشاء وهو تحت عنوان (( احزابنا الآشورية ليس في قاموسها مصطلح الحوار الديمقراطي وقبول الآخر )) .

نعود الى انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي فأقول :

 ثمة احتمالين :

 الأول : إذا كان المجلس الشعبي سينتهج منهج الحزب السياسي سيكون من حقه غلق الأبواب امام الأقلام المستقلة المعارضة، لان المؤتمر سيكون لحزب سياسي وله خطابه وأجندته وليس مستعداً لسماع آراء تقاطع رأيه الحزبي .

 الثاني : إذا انعقد المجلس تحت عقلية وأجندة المجلس الشعبي باعتباره خيمة للجميع ، فمن حق الجميع التمتع بظلها اتقاءً من الشمس الحارقة او من سيول الأمطار ، عندئذٍ يتوجب على اللجنة التحضيرية ان توجه الدعوى لمن لهم آراء مستقلة خارج إطار الموالين او المعارضين ، فالمعارضين ليسوا اشرار واعداء او مقسمي الصفوف او متآمرين ، أنهم ببساطة ابناء شعبنا لهم رؤى مختلفة للامور ليس أكثر ، وكاتب هذه السطور واحداً من هؤلاء المعارضين .

ـ نأمل ان ينهض المجلس الشعبي بمهامه المالية بشكل شفاف وبعقلية مؤسساتية لكي تصل تلك المبالغ كاملة الى مستحقيها ولسد المنافذ امام تغلغل الفساد والعبث بتلك الأموال .

ـ نأمل الا يكون مؤتمر المجلس الشعبي كقوة ضاغطة مهمتها الأولى تبخيس القومية الكلدانية فيترك المجلس القرارت المهمة ويلهث وراء اقصاء القومية الكلدانية من الوجود .

ـ ان ما نأمله ان لا تتركز خطابات المؤتمر حول التفاخر بين الحضور بأن المجلس الشعبي قد نجح في إقصاء القومية الكلدانية من الدستور الكردستاني ، فيما فشلت جهود الحركة الديمقراطية الأشورية  والحزب الوطني الآشوري وبقية الأحزاب الآشورية من إقصاء القومية الكلدانية من الدستور العراقي ، فما هو معروف لهذه الأحزاب ( الاحزاب الآشورية ) لا يحلو لها النوم ويؤرقها مصطلح القومية الكلدانية . مع احترامي لجميعها وسنأتي بتفصيل ذلك في المقال القادم .

ـ  إن المجلس المجلس الشعبي لكي يحافظ على مصداقيته ، ينبغي ان يقف على مسافة واحدة من جميع القوى العاملة على الساحة السياسية لشعبنا دون محاباة الأحزاب الآشورية على حساب الاحزاب الكلدانية ، وبعد ذلك ان يكون موقفه محايد بمن يقول انني اشوري ومن يقول أنني كلداني ، فليس معقولاً ان يحجم المجلس الشعبي عن حضور مؤتمر المجلس القومي الكلداني والذي لا يبتعد عنه سوى مئات الأمتار والسبب كما هو معلوم ، لان المؤتمر لحزب كلداني ، فيما يحضر المجلس الشعبي  المؤتمر الآشوري العام المنعقد في قارة استراليا والسبب لانه مؤتمر حزب آشوري .

 فالمسالة ليست بإلغاء الواوات او وضعها إنما التفرقة ظاهرة بدعم  ما هو آشوري ومحاربة كل ما هو كلداني ، هذه هي الحقيقة دون لف او دوران ودون سلوك بدع فلسفية عويصة حول حذف الواوات  او وضعها الى آخره من البدع في محاولات جعل الأسود ابيض او بالعكس .

 نتمنى ان يكون النجاح حليف المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي على ان لا يكون هدفة الأساسي في هذا المؤتمر إقصاء القومية الكلدانية الأنسانية من الخارطة القومية للوطن العراقي وان يحترم من يقول ان قوميتي كلدانية بنفس القدر من الأحترام لمن يقول قوميتي آشورية  .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها