بقلم : حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


أليست صراحة الأستاذ افضل من النفاق السياسي للأحزاب الآشورية ؟

 19 / 08 / 2009

قرأت مقالاً للزميل كامل زومايا يعاتب السيد عوديشو ملكو  لانه يدعو الى الآشورية ولا يشير الى التسمية المركبة الكلداني السرياني الآشوري كما يدعو  له المجلس الشعبي وغيره من الأحزاب الآشورية .

ومقال السيد كامل زومايا المعنون :

الأستاذ الفاضل عوديشو ملكو لمصلحة من اذكاء نار الفتنة بين ابناء شعبنا وتشويه سمعة رابي سركيس  اغاجان ؟

هذا المقال قرأته وفي معظمه يذهب الكاتب زومايا الى تاييد طرح الاستاذ عوديشو ملكو في التنديد بغبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي والأساقفة الكلدان ترضية للخطاب الآشوري العام ، وفي فقرات قليلة يشير زومايا الى مقال الأستاذ عوديشو ملكو بنقد خجول .

بنظري حتى هذا النقد ليس له مبرر ،  فالرجل يعبر عن رأيه بكل صراحة ووضوح ، وأنا يعجبني هذا الطرح وطرح الزميل سام شليمون الذي يقول بصراحة :

" الكلدان هم الأقلية بين مكونات الشعب الآشوري " ، وهؤلاء وغيرهم يعبرون عن النظرية الشمولية للآشوريين بشكل واضح وصريح ، وانا احترم صراحتهم ووضوحهم بعكس الأحزاب الآشورية التي تلوف وتدور وتناور وتفلسف وتنافق بغية الحصول على مكاسب سياسية ، فالأحزاب الآشورية تتفق مع سام شليمون في نظريته الأقصائية ، بينما يزاولون عملية النفاق السياسي بغية الحصول على اصوات وتأييد الكلدان .

 وهنا يأتي خطاب بعض كتابنا الكلدانيين المتناكفين للجري وراء سراب الأحزاب الآشورية ، ليغالطوا انفسهم ، فالمعلوم ان الأحزاب الآشورية الثلاثة  النافذة على الساحة السياسية ، وهي الحزب الوطني الآشوري وحزب الحركة الديمقراطية الآشورية وحزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، والأحزاب الآشورية الأخرى التي تسير في ركابها وعلى منهجها ، هذه الأحزاب تمارس نفاق سياسي واضح ، إنها تتفق كلياً مع طرح سام شليمون الأقصائي ، لكنها تشتهي وتستحي كما يقال ، فهذه الأحزاب ترفع شعار الكلدان السريان الآشور للضحك على الذقون ليس إلا .

 هذه الأحزاب لها اجندتها الأستراتيجية الثابتة بالنيل من كل ما هو كلداني ، تعمل وتصرف الملايين إن كان في الأعلام او بالترغيب عبر الأموال المصروفة او بالتهديد بقطعها ، بغية إلغاء الأسم الكلداني والتراث الكلداني والغناء الكلداني واللغة الكلدانية والكنيسة الكلدانية ومحو الشخصية الكلدانية والعمل على تمزيقها إرباً ، فهذه الأحزاب كما قلت كان هنالك حلف غير مقدس لطمس اي وجود او تمثيل كلداني ، وكانت تجربة انتخابات اقليم كوردستان خير مثال على ذلك .

 إن السيد عوديشو ملكو والكاتب سام شليمون يكتبان دون مواربة او تضليل ودون لف او دروان انهم وغيرهم يقولون :

انهم يؤمنون بقومية واحدة وهي القومية الآشورية وما غيرها هي مذاهب كنسية لا اكثر ، لكن الأحزاب الأشورية تؤمن بذلك ايضاً لكنها تعمل على  تضليل الحقائق حينما تضع اسم القومية الآشورية مع اسماء المذاهب الكنسية على حد زعمها ، إنها عملية كذب وتضليل وخداع من اجل مكاسب سياسية ليس إلا  .

 إنكم يا اخي زومايا والكتاب الكلدانيين من شعبنا لا اريد ان اذكر أسماءهم ، تركضون وراء السراب الآشوري  معتقدين ان الأحزاب الآشورية تؤمن بالكلدان والسريان ، إنهم يقولون يوم الشهيد الآشوري ، وتأتون انتم لتقولوا يوم الشهيد الكلداني السرياني الآشوري .

 إن وضعكم يشبه موقف الأكراد في العقود الماضية فالأكراد يصرخون بأعلى اصواتهم عاشت الأخوة العربية الكردية. فيما الأحزاب العربية بكل هدوء تقول الأمة العربية الواحدة من المحيط الى الخليج وليس ذكر للاكراد اللهم ألا حبن تواجد الأكراد وحضورهم في مناسبة معينة  ، وهذا حال الاحزاب الاشورية حينما تذكر اسم الكلدان بوجود الكلدان فحسب ، وهذا يفسر على انه نفاق سياسي لا غير .

 واقول لكتابنا الكلدان الذين يفتخرون بالنيل من قوميتهم الكلدانية

 الى متى تناكفكون للفوز ببركة الأحزاب الآشورية ؟

 الى متى تبقون تدعون لتمزيق اوصال الكنيسة الكاثوليكية ترضية للاحزاب الآشورية ؟

الى متى تهجمكم على الأحزاب والتنظيمات الكلدانية ترضية للاحزاب الاشورية ؟

 الى متى تبقون تدقون اسفين التفرقة بين الكنيسة ، وشعبها الكلداني ترضية للاحزاب الآشورية ؟

كل ذلك تحت يافطة الوحدة القومية ، مع الأسف تؤمنون في ترهات الأحزاب الآشورية بأن حبيب تومي وغيره هم ممزقي الوحدة القومية . أنهم (الاحزاب الاشورية ) ببساطة يريدون الكعكة لهم فحسب ولا يعيرون اهتماماً لاية وحدة قومية .

ولو كانت الأحزاب الآشورية تؤمن بالديمقراطية والوحدة الصحيحة ، لناشدوا كل القوى التابعة لشعبنا منها الكلدانية والسريانية ، للجلوس حول المائدة المستديرة لمناقشة كل الأمور بروح اخوية وبندية وتكافؤ  ، لكنهم يريدون منا نحن الكلدانيين ومن تنظيماتنا ومن كنيستنا ان نرفع لهم الراية البيضاء ، ونسجد لهم ونبقى ليلاً ونهاراً نبارك لهم صدقاتهم وإنجازاتهم ، ونرضى بسياسة القطيع .

 يا اخي زومايا إن المجلس الشعبي  الكلداني السرياني الآشوري ، لم يحضر افتتاحية المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني الذي لا يبعد عن مقره سوى مئات الأمتار ، فيما هذا المجلس حضر المؤتمر الأشوري العام في استراليا ، الا ترى تناقضاً في التعامل ؟

الى متى تبقى انت وبعض الأصدقاء ترصدون كل شاردة وواردة لتوظيفها للتهجم على الكنيسة والأحزاب الكلدانية  وعلى الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، إنكم ايها السادة الكتاب تقدمون خدمة مجانية لمن يريدون توسيع الهوة بين الكنيسة وشعبها الكلداني بحجة ان الكنيسة ضد توجهات شعبنا في الوحدة .

 ايعقل هذا ؟

هل ان الأحزاب الآشورية تدعو للوحدة ام تدعو الى الخضوع لها ورفع العلم الأبيض ؟

الا تدافع كنيسة الاشورية عن شعبها الأشوري فلماذا ممنوع على الكنيسة ان تدافع عن شعبها الكلداني ؟

هل يعقل ان تغرد الكنيسة خارج سرب شعبها الكلداني ؟

أيها السادة ان وحدة شعبنا ليست في الأقوال إنها في احترام كل الخيارات إنها في الشراكة الحقيقية في كل الأمور انها في احترام كل التوجهات وليست في إخماد الأنفاس  . كفاكم اللهاث وراء الأحزاب الآشورية التي تعمل على طمس الهوية الكلدانيــــــة بشتى السبل ، لقد سخروا فضائتي عشتار وفضائية آشور للعمل على وضع حد نهائي لكل ما يسمى كلداني، إن كانت اللغة الكلدانية او الغناء الكلداني او القومية الكلدانية ، وإنكم تزمرون في هذه الحفلات التي ستأتي على ثقافكم وتاريخكم ولغتكم الكلدانية وتراثكم العريق .

 أقرأوا في المواقع الآشورية منها موقع زهريرا التابع للزوعا وموقع عشتار تي في التابع  للمجلس الشعبي ، هل ينشرون مقالاً حراً يمتدح القومية الكلدانية ، انهم ينشرون مقالات الكلدانيين الذين يفتخرون بتبخيس قوميتهم الكلدانية فحسب . هذا هو الواقع  .

 إن الكلدانيين ينخرطون في مختلف الأحزاب العراقية منها الحزب الشيوعي والحزب البعثي والديمقراطي الكوردستاني ، وكل هؤلاء لا يطلبون من الكلدان تبخيس قويمتهم الكلدانية ، سوى الأحزاب الآشورية التي تشترط التخلي عن القومية الكلدانية لينال مباركة هذه الأحزاب وتفتح له الأبواب وتتناثر عليه الخيرات ويصبح واحداً من الذين يؤمنون بالدين القويم ويسلك الصراط المستقيم .

 اما من هو خارج هذه الأحزاب ويفتخر بقوميته الكلدانية فهو من مفرقي الصفوف وينبغي محاربته وإسقاطه من المعادلة ، هذا هو الذي يجري بحق الكتاب والأحزاب والتنظيمات والأكليروس الكنسي الواقف الى جانب شعبه الكلداني .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها