بقلم : حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


بسم الأب والأبن والروح القدس،هل الواو هنا مفرقة ام جامعة يا فطاحل اللغة ؟

 4 / 8 / 2009

بعد السماح من الكاتب الجليل مؤيد هيلو حيث اقتبست جزء من عنوان مقاله الموسوم : باسم الأب والابن والروح القدس الأله الواحد آمين ، والمنشور في موقع القوش دوت كوم .

 وانا شخصياً اقدم هذا المقال هدية  للاخ تيري بطرس وللصديق العزيز .... الذي استمرأ الطاعة العمياء  وهي غريبة عن سمة المثقف الواعي ( المستقل ) ، والذي مع الأسف اصبح ملكياً اكثر من الملك ، وهما مع بعض الأخوان من كتاب شعبنا استساغوا مسألة لصق شتى النعوت والمثالب بحق الكتّاب من ابناء شعبنا الكلداني ومن يجرؤ على وضع واو العطف بين مكونات شعبنا .

فلقد دأب بعض الكتاب الموالين للاحزاب الآشورية الى وصم الكتاب من ابناء شعبنا الكلدانيين والذين يجمعون مكونات شعبنا بوضع واو العطف بين تسميات شعبنا بهدف جمعها بمكون واحد تمثل شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين دون تلاعب في هذه الأسماء وتشويهها بأي شكل من الأشكال .

 لكن بعض الكتاب من الأخوة الكلدانيين والذين يفتخرون بتبخيس قوميتهم الكلدانية ، والمتأثرين بالبروبكندا الأعلامية للاحزاب الآشورية ، فباتت الأوهام تماهي مصلحة شعبنا وتختزلها في إطلاق تسمية هجينة وكانها السحر الذي يؤول الى حل مشاكلنا قاطبة  ما دمنا قد رفعنا الواوات من بين  تسميات شعبنا .

 لقد  عكف هؤلاء  مع الأسف بلصق مختلف التهم على كل من يقول :  الكلدان والسريان والآشوريين وينعتوهم بمختلف التهم والمثالب منها المفرقيين والأنفصاليين والأنقساميين وممزقي اوصال الأمة ، وتصل الى تخوم التخوين في مناسبات كثيرة, وسؤالي لجهابذة اللغة هؤلاء اقول :

 هل ان باسم الأب والأبن والروح القدس هو قول يفرق هذه المكونات الواحدة ؟

يقول الأستاذ مؤيد هيلو في مقاله الموسوم : باسم الأب والأبن الروح القدس :

 إن السيد المسيح قال بفمه ألإلهي قبل صعوده الى أبيه السماوي مُوصِياً رُسُله :

(( أهبوا وتلمذوا كل العالم بإسم ألآب وألإبن والروح القدس)) ..أليس من حقنا أن نطالب ونصر على تسميتنا بالكلدان والسريان والآشوريين في دستور كردستان العتيد!!  ( انتهى الأقتباس ) .

وأنا اقول هنا لماذ لم يوصي السيد المسيح تلاميذه بأن يذهبوا الى العالم ويبشروا ( باسم الأب الأبن الروح القدس ) ، ودون وضع الواوات بين الأقانيم الثلاثة ، بموجب تنظيرات الاحزاب الآشورية والموالين لها .

فلماذا وضع الواو بين تلك الأقانيم الثلاثة ليرمز لها وكأنها أقنوم او روح او كيان واحد ؟

 فهل تذهب هذه الأحزاب وكتابها هؤلاء بالسماح لانفسهم باتهام السيد المسيح له المجد بأنه كان مفرقاً حينما وضع واو العطف الجامعة بين الاقانيم الثلاثة ؟

 وهل كان استعمال واو العطف بتلك الصيغة بغية التفرقة ام من اجل الجمع ؟ وكما تريد الأحزاب الآشورية والبروباكندا التابعة لهم . ليتهمونا ليلاً ونهاراً نحن الكتاب الكلـــدان بأننا ممزقي الأمة ومفرقي صفوفها وبعض الأحيان نحن متآمرون وخونة لاننا نضع واو العطف بين اسماء شعبنا الجميلة .

 فأين الحقيقة يا جهابذة اللغة ؟

 بأي مدرسة درستم قواعد اللغة العربية وبأي منجد قرأتم بأن واو العطف الجامعة هي مفرقة ؟

فأين التفرقة التي اضعها بين اولادي حينما اقول لدي ثلاثة اولاد وهم : رياض ورائد ونورس .

 فأين وجه التفرقة والتمزيق يا فطاحل اللغة ؟

وأين وجه التفرقة حينما يسمي ادي شير كتابه : كلدو وآثور ؟

 وأين التفرقة في قول سيد المسيح حينما يقول بشروا باسم الأب والأبن والروح القدس ؟

 إنكم أيها السادة ببساطة تخدعون انفسكم وتريدون ان تخدعوا غيركم ، تمشياً مع اجندة الأخوة في الأحزاب الآشورية والتي تريد ان تكون الكعكة كلها من نصيبها حصراً حينما يؤسسون على التسمية الغريبة، على اعتبار اننا شعب واحد بشكل مقرف وهجين ليس مثيله كما قلت في اثنوغرافية الشعوب في الكرة الأرضية قاطبة .  وإن جدالاتكم العقيمة تريدون ان نصدق بأن الأبيض هو اسود ، وإن الأسود هو ابيض ، فأقول :

 ما هكذا تورد الأبل ايها السادة وأيها الأشقاء . إنكم تطيعون ما يقال لكم ، بمستوى الأوامر العسكرية التي تقول : نفذ ثم ناقش او ربما بصيغة : نفد ودون مناقشة .

 إن من يخالفني فيما كتبته بهذا السياق فأنا اقبل بالحوار البناء والمجادلة الحضارية الرصينة وحتى المناظرة على الهواء مباشرة .

وأقول :

أجل :  نحن شعب واحد وقومية واحدة ، وهذه القومية أقول أنا وأحزابنا الكلدانية وأساقفتنا الأجلاء أنها القومية الكلدانيــــــــــــــة ، وبعضنا يقول هي القومية الآشورية وأخرون يقولون هي القومية السريانية وغيرهم  يقولون انها القومية الآرامية . فالموضوعية والواقعية تنحصر في البحث في هذه التسميات بشكل علمي مدروس ، فجميعها لها من الحجج ما يبررها .

أما تسميتكم الغريبة الهجينة ، كلدان سريان آشور ،  التي لا توافق المنطق او العلوم السياسية او الأجتماعية او الأنثروبولوجيا فلا يمكن الركون اليها ولا يمكن تثبيتها كأسم لقومية شعب يعتد بتاريخه العريق ومهما ارتفعت اصوات البروبكندا من فضائياتكم  ومن ماكنتكم الاعلامية ولهذا اقول :

 تستطيعون ان تخدعوا كل الناس بعض الوقت ، او تخدعوا بعض الناس كل الوقت . لكن لا تستطيعون ان تخدعوا كل الناس  كل الوقت .

وأقول بإخلاص :

 علينا في الوقت الحاضر ان  نبقي على تسمياتنا الجميلة  الكلدان والسريان والآشوريين وكل منا يعترف بشقيقيه دون تشنجات ودون تهميش ودون تخوين ودون وصاية ودون تنظيرات اديولوجية ، ومن هذه الأرضية سنكون شعب واحد وقومية واحدة إن شئتم ولكن دون المساس بالقومية الكلدانية ، فنحن الكلدانيون لنا حقوقنا القومية في هذا الوطن حيث نشكل القومية الثالثة ولا يمكن إلغاء التاريخ  بغية الهيمنة على حقوق شعبنا الكلداني في عموم العراق وفي اقليم كوردستان .

إن لوائح حقوق الانسان وحقوق الأقليات تعطي لنا الحق في ان يكون علينا واجبات المواطنة ولنا حقوق المواطنة كاملة ايضاً من غير فرض الوصاية على شعبنا الكلداني مهما كانت الذرائع .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها