بقلم : حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


فضائية عشتار قناة بروبكندا لقائمة حزب واحد يفقدها المصداقية

 24 / 7 / 2009

في زيارتي الأخيرة للوطن زرت بناية فضائية عشتار ورافقني الأستاذ فريد عقراوي في جولة باقسامالفضائية ثم التقيت بالصديق شمعون متي والأستاذ رازميك ، كانت فرصة طيبة للاطلاع على اقسام فضائية عشتار المعروفة والتي تأخذ مساحة كبيرة من اهتمامات شعبنا وبينهم الكثير ممن يحرص على مشاهدة هذه القناة فيكون لها حضور مميز بين عوائل شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين .

قد يتساءل القارئ الكريم لماذا سميت المجلس الشعبي بالحزب ، والسبب لان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري  بات واضحاً وهو يحمل كل صفات الحزب السياسي ، وليس هنالك اي فرق بينه وبين اي حزب سوى بالتسمية ، فالزوعا ايضاً اسمها ( الحركة ) الديمقراطية الآشورية لكنها حزب سياسي رغم اسمها .

 لقد كان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري يشكل مظلة لمجموعة من الأحزاب والتنظيمات في المجتمع المدني ، وكان يقف على مسافة واحدة متساوية من تلك التنظيمات ويعمل على التنسيق بينها ، لكن في الآونة الأخيرة نزل هذا المجلس الى مستنقع السياسة وشكل قائمة انتخابية مستقلة تحمل اسمه ، طامعاً في مقعد او اكثر ينتزعها من حصة احزابنا السياسية  فطفقت تشكل قائمة منافسة ساخنة مع قوائم شعبنا الأخرى ، اي ان المجلس الشعبي بات حزباً سياسياً يشكل طرفاً ينافس الأخرين على المكتسبات السياسية منطلقاً من قدراته المادية  وهي المخصصة بشكل اساسي للمسيحيين قاطبة وليس لحزب محدود .

وإن كان للمجلس الشعبي .. ان يتخذ له منحى سياسي وإن يشغل موقعاً سياسياً في المعادلة السياسية فهذا امر متروك للمجلس ولقيادته .

 لكن ماذا عن فضائية عشتار ؟

إن هذه الفضائية ينبغي ان تتسم بحيادية ومهنية واضحة وألا تركن الى مناصرة هذا الطرف ضد الطرف الثاني في المعادلة السياسية والتي يمثلها قوائم شعبنا المتنافسة .

ففضائية عشتار في حساباتنا ينبغي ان تكون تلك المرآة الناصعة النظيفة العاكسة لتراثنا ولغتنا ولطقوسنا الدينية ، والفضائية رغم ان الكنيسة الآشورية بشقيها  لها حصة الأسد من التغطية الأعلامية فيها ، فنحن لا نرى غضاضة في ذلك فهذه الكنيسة نحمل لها التقدير والأحترام ، وليس هنالك اعتراض  في ان تنال من اهتمام فضائية عشتار مساحة اكثر إن كان يروق لهم ذلك .

وبرغم ان الفضائية تظهر ايضاً انحيازاً  كاملاً  للهجة الآثورية وللغناء الآثوري ، فهذا لا يغضبنا ايضاً لاننا نحن ايضاً نحب الغناء الآثوري فليس هنالك من اشكالية رغم ان هذا الأنحياز يلحق غبناً ببقية المطربين من غير الآشوريين  .

 المهم في الوقت الحاضر هو اللعبة السياسية الساخنة في إجراء الأنتخابات في اقليم كوردستان .

إن فضائية آشور كما هو معلوم هي فضائية الحركة الديمقراطية الآشورية وهي تقوم بالدعاية لقائمتها وهذا حق مشروع لا نتدخل فيه ، لان هوية فضائية آشور معروفة وليس لنا بها حصة .

 لكن نتكلم عن فضائية عشتار الناطقة بلسان المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين . أو كما تدعيه الأحزاب الآشورية بتطبيلها وتزميرها ليل نهار للتسيمة الهجينة  : كلدان سريان آشور .

 فهل لهذا الشعب أقصد الشعب المسيحي  حزب سياسي واحد ؟ ام عدة أحزاب ؟

 فإن كانت عشتار تعترف بكل كنائسه فعليها ان تعترف بكل احزابه ، ومن منطق الديمقراطية فإن هذه الأحزاب جميعاً تملك نفس الحق في فضائية عشتار فلا يجوز لقناة عشتار ان تكون بوق دعاية ومنبر بروباغندا لقائمة حزب واحد دون بقية الأحزاب ، فلنا اربعة قوائم تمثل شعبنا والمرشحين في هذه القوائم جميعهم ابناء طيبين لشعبنا كل منهم يريد ان يقدم خدمته بالأسلوب الذي يراه مناسباً . 

لو كان لي صوت مسموع في فضائية عشتار لجعلت منها فضائية مثالية راعية لجميع قوائم شعبنا دون تمييز واجريت تغطية متساوية للجميع ، كما كنت  فسحت المجال لمحاورات ومناظرات بين هذه القوائم لكي يعرف شعبنا طريقه ويعرف من يختار ، وبذلك  يشار لفضائية عشتار بالبنان على انها تمثل كل شعبنا وقواه القومية والسياسية والكنسية لانها تنظر اليهم جميعاً بمنظار واحد .

إن موقع عنكاوا بإمكانياته المتواضعة قام بتغطية موضوعية وحيادية متكافئة للجميع كما لجأ لاجراء مناظرة بين هذه القوائم التي تغيب عنها مندوب قائمة المجلس الشعبي لسبب لا نعرفه .

اقول دون تحيز لقد نجح موقع عنكاوا في احلال الموضوعية والحيادية بدل الأنحياز ، لكن فضائية عشتار قد اخفقت في هذا الأمتحان  حينما تحولت الى بوق بروباغندا لقائمة واحدة ، ومهما كانت منزلة تلك القائمة فكان على فضائية عشتار الا تخاطر بسمعتها .

 اجل لوكان لي الصوت المسموع في هذه الفضائية  لمنحت الوقت المناسب للقوائم من الأحزاب الآشورية والكلدانية والسريانية ودون تفرقة بينهم ، على اعتبار ان فضائية عشتار هي فضائيتهم جميعاً ، وهي فضائية المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين وهذه هي النظرة الواقعية والموضوعية التي ينبغي ان نسلكها حينما نقول اننا شعب واحد بالقول والفعل وليس في خلط التسميات ونقول لشعبنا بعد خلط اسماءنا  . ها نحن اصبحنا وحدة واحدة وكفى المؤمنون شر القتال .

إنه الضحك على الذقون ايها السادة ليس أكثر .

كان يجب على فضائية عشتار ان تكون منبراً حراً  لقوائمنا الأربعة دون تحيز ،  لكن بوضع نفسها في موقع بوق للدعاية لحزب واحد تكون الفضائية قد فقدت مصداقيتها في تمثيل شعبنا بشكل حقيقي . لقد قبلت على سمعتها ان تكون مجرد بروباكندا لحزب واحد فحسب ، ففقدت كثير من صدقيتها في المعادلة السياسية على الأقل ، وفي تمثيل شعبنا وقواه السياسية بشكل عادل نزيه وشفاف  .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها