نحن شعب واحد وقومية واحدة وهي
القومية الكلدانية
14
/ 7 / 2009
يقول هو
بس ان لكل إنسان حق طبيعي وهذا الحق هو الحفاظ على وجوده الذاتي ، وإن
الدولة تملك شرعيتها في قدرتها على حماية الحقوق التي يملكها الأفراد
ككائنات إنسانية .
العجيب الغريب ان الأنسان في العراق يضمن حقوقه الدستور العراقي بأن
يصرح عن هويته الدينية والأثنية دون وصاية او تدخل ، وهذا يعني خاتمة عصر
الوصاية ويمكن ان نقول أننا في زمن الحرية ، وليس ثمة مساءلة لمن يقول
انا مسيحي او انا كوردي ، ولا يشكل هذا الأنتماء بحد ذاته تهمة ينبغي
الدفاع عنها .
في مطاوي التسعينات من القرن الماضي ـ سبق لي ان اشرت الى هذه الواقعة في
إحدى مقالاتي ـ كنت في سيارتي البيكب من كرادة خارج الى كراج الأمانة حيث
لمحت احد الأكراد واقفاً ينتظر الباص ، وقد كانت ملابسه من منطقتنا ،
فآثرت ان أقف لهذا الشخص ربما افيده في طريقي ، وبعد ان اخذ مكانه الى
جانبي في السيارة شكرني بلغة عربية ركيكة كما هي لغتي الكردية ، فالرجل
كان بلباسه الكوردي الشال والشبوك الشرنخي ويعتمر يشماغين على طريقة
بهدينان ، وعلى جانبه يتدلى كيس التبغ .
وبعد الشكر والسلام من الرجل أخذ يشكو حاله ، ويقول تصور أخي انا لا
اعرف العربية وهذه ملابسي الكوردية كما ترى وانا من عقرة ، ومع ذلك
يقولون لي اثبت لنا انك كوردي فمدينة عقرة حسب التسجيل لعام 1977 هي
منطقة عربية فأنت إذن عربي ، ويقول حلفت لهم بالقرآن وبمحمد بيخمبر ولم
يصدقوني فبقيت معاملتي دون إتمام .
نعم هذه كانت الأحوال القومية في عهد صدام فالكردي حينما يقول انه كردي
ينبغي ان يثبت بالدليل القاطع انه كردي .
وهذا هو حالنا اليوم نحن الكلدانيين ، فأحد الأصدقاء يقول إن كنت كلداني
فبين لي من اين جاء الكلدان ؟ ولماذا تسكنون نينوى الآشورية ، وألأخ لا
يغضب إن سكن شرقاط او نينوى الآشورية عرب او تركمان او اكراد .. فقط
المهم الكلدان إن سكنوا منطقة نينوى فهم آشوريون ، لماذا لا ينبغي على
الآخرين ان يكونوا آشوريين فقط الكلدان عليهم ان يعلنوا آشوريتهم بأمر
الآحزاب الآشورية المتنفذة وإلا ينبغي نفيهم الى الناصرية او الى محافظة
بابل . هذه هي الفلسفة العقيمة التي تتحكم بعقولنا ونحن في اوائل القرن
الواحد والعشرين .
أين حرية الأنسان ؟
اين حرية المعتقد اين حرية الأنتماء ؟
لماذا الوصاية علينا نحن الكلدانيين بهذا الشكل المقرف ؟
اليس من حق الكوردي ان يقول انا كردي ؟ اليس من حق العربي ان يقول انا
عربي ؟ اليس من التركماني ان يقول انا تركماني ؟ اليس من حق الآشوري ان
يقول انا اشوري ؟
إن كان الجواب بنعم فلماذا لا يملك الكلداني هذه الحرية المتاحة للجميع ؟
لماذا إن صرح الكلداني بأنه كلداني ينبغي ان يفسر لكم كيف جاءت التسمية
قبل آلاف السنين ، من كلفكم بأن تكونون اوصياء على الكلدانيين ؟
إن الله الذي خلقكم هو نفسه الله الذي خلق الكلدانيين وإن كان لكم مستوى
من الدماغ والفكر والعقل فإن الكلدالنيين مساوين لكم في هذه القابلية
الفكرية والدماغية والبيولوجية ، فبأي حق تكونون اوصياء عليهم ؟
إنهم بشر مثلكم ، وإن كان لكم حقوق انسانية في الدين والمعتقد والقومية
فهم متساوون لكم وبنفس المرتبة ، وإن انتم لا تقبلون بوصاية الكلدانيين
عليكم ، فلا يجوز لكم ان تكونون اوصياء عليهم ، دعوا الناس تفكر كما تشاء
وابتعدوا من النظريات الأديولوجية القومية التي سرعان ما تلتقي مع
الأقكار القومية الفاشية والنازية والعنصرية البغيضة .
نحن شعب مسيحي واحد ، وأنا متعجب من بعض اخواننا الذين يزايدون علينا
حينما يقولون اننا شعب واحد ، وأي كلداني يقول نحن لسنا شعب واحد ؟
ما هذه المزايدة التي معنى لها ؟ فإن كنتم ايها السادة بتلك الدرجة من
الحرص على الأسم الواحد او القومية الواحدة فليكن هذا الأسم وهذه القومية
الواحدة للجميع وهي القومية الكلدانية لانها القومية العراقية الأصيلة ،
وهي ثالث قومية في الخارطة القومية العراقية . اما لماذا التسمية
الكلدانية وليس الآشورية ، لانها آباء اصحابها اليوم لم يعترفوا بها
بالأمس .
إن اباء الآشوريين الحاليين لم يعلموا بالأسم القومي الذي طفق يشتهر بعد
الحرب العالمية الأولى ، فالمرحوم هرمز ابونا ، يورد في كتابه صفحات
مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ص 273 ـ 276 وثيقة باللغة الأنكليزية
موقعة من قبل 45 من زعماء التجمعات الآشورية (( وفقرة زعماء التجمعات
الآشورية هي من قبل الكاتب )) فالزعماء لا يقولون انهم آشوريون وكما هو
واضح من الوثيقة المؤرخة في في شهر آب سنة 1857 والتي ورد فيها نصاً يقول
:
To His Excellency the most exalted Lord , the Embassador of England .
We the undersigned , your servants and humble patitioners are ..
natives of Tiary, Berwary, Buhtan, Hakkaray who has drawn this
petition ..in the name of Nestorian nation…
وفي العربية : الى سعادة سفير انكلترا
نحن الموقعين أدناه خدمكم المتواضعين نعرض لكم بأننا من المظلومين من
أبناء تياري وبرور وبهتان وحكاري .. وعليه نتوسل بسعادتكم لحمايتنا ولكي
تحصلوا لنا على فرمان باسم " الأمة النسطورية " ..
التوقيع 45 من وجهاء النساطرة فلا يوجد هنا اي تطرق الى الأمة الآشورية
، فالمسالة محصورة في الأمة النسطورية ، وحتى البطاركة الى بعد الحرب
العالمية الأولى كانت اختامهم باسم بطريرك الكلدان. فالتسمية الآشورية
تسمية مستحدثة بعد الحرب الأولى لعرض مصائب هذا القوم في المحافل الدولية
ولتمييزهم عن الكلدان والسريان الذين لم يكن لهم اي مشكلة ينبغي عرضها في
تلك المحافل .
ولهذا اقول ينبغي قبول الأسم الكلداني للجميع ، لكن مع ذلك نحن نحترم رأي
الأخوة الآشوريين ولا يمكن ان نفرض عليهم اي رأي ولا نريد ان نكون اوصياء
عليهم او على غيرهم ، وبنفس الوقت لا نقبل مطلقاً وصايتهم علينا . فينبغي
الألتزام بالأحترام المتبادل من اجل التعايش الأخوي .
وإذا رأيتم أن ذلك غير مناسب وتصرون على الأسم الواحد فليجلس المؤرخون
والأختصاصيون ويختارون بمهنية وعلمية تسمية واحدة ولتكن هذه التسمية (
كلدانية او آشورية او سريانية ) او آرامية كالتي
يقترحها المؤرخ العراقي الأب البير ابونا، والأب الموقر البير ابوناً ليس
سياسياً لكن يهمه وحدة شعبه .
لكن باعتقادي حتى لو قبل الجميع بالتسمية الارامية
فإن الأحزاب الآشورية القومية سترفضها . فنحن ايها السادة الكتاب
خاصة من شعبنا الكلداني حينما لا نقبل بالتسمية الهجينة لانها ضد المنطق
والتاريخ والأنثروبولوجيا ، ولا يعني ذلك اننا ندعي بأننا شعوب مختلفة ،
بل ايها السادة :
((( نحن شعب واحد وقومية واحدة وهذه القومية هي القومية الكلدانية ))) .
فكفوا عن المزايدات والمتاجرة وتعليقها على شماعة الوحدة بتكرارية
روتينية لا تقدم ولا تؤخر في توحيد صفوفنا .
المهم اليوم ان يكون كل منا انساناً حراً دون توصية ، فنحن الكلدانيين
لا تنوب عن الأحزاب الآشورية او الساسة او الكنيسة الآشورية ، نحن من
ينوب عنا هم كنيستنا الكلدانية وساستنا وتنظيماتنا الكلدانية ، فكفى
ترويج الأفكار الشمولية في إقصاء الآخرين .
لننظر الى الأمر بمنظور إنساني ديمقراطي ليبرالي انطلاقاً من مفاهيم من
حرية الأنسان والأتفاقيات الدولية في رفض الوصاية على الغير ، فمن حق كل
انسان ان يفكر كما يريد ويعلن عن دينه وقوميته كما يريد ، وهذه الحرية
تكفلها المواثيق الدولية والشرائع السماوية ولوائح حقوق الأنسان في حرية
المعتقد والفكر وحرية وحقوق الأقليات الدينية والقومية . |