بقلم : حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


الشعب الكلــداني في العراق تُفجّر كنائسه والحكومة نائمة

 13 / 07 / 2009

لقد طال الأرهاب كل المكونات العراقية دون استثناء من المسلمين من السنة والشيعة ومن العرب والأكراد ، والمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين . لكن شعبنا الكلداني كان دائماً الضحية الكبرى في هذا المسلسل ، منذ تفجير كنائسه عام 2004 الى استشهاد الأب رغيد كني ورفاقه مروراً بخطف واستشهاد المطران فرج رحو ورفاقه الأبرار الى تشريد شعبنا ، الى حرمانه من استحقاقاته وحقوقه الوطنية في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان . والى اليوم ونحن في تموز 2009 حيث يعـود المسلسل  فتفجر ستة من كنائسه ليقع اربعين مـن الضحايا من الناس الأبرياء بين شـهيد وجريح .

بعد ان انسحبت القوات الأمريكية من المدن العراقية وتسليمها الملف الأمني للقوات والشرطة العراقية أستبشرنا خيراً ، وتفاءلنا بأن القوات العراقية بمختلف صنوفها قد اصبحت جاهرة لاستلام المهمة ، ولأن القوات الأمريكية لابد ان ترحل يوماً ولا بد ان تقوم القوات العراقية بواجبها الوطني ، وان تكون بمستوى المسؤولية ، فليس من المعقول ان تتوالى العمليات الأرهابية وتسيل الدماء  بمجرد ان غادرت القوات الأمريكية لشوارع بغداد والمدن العراقية .

 إن تصريحات العسكريين العراقيين من الأمن والشرطة والجيش كانت تغمرنا بموجة من التفاؤل حينما نسمع ونقرأ هذه التصريحات التي تتحدث عن الأنتصارت والملاحقات لأوكار وحلقات الأرهاب في مدن بغداد وغيرها من المدن العراقية .

لقد طالت الأعمال الأرهابية اماكن التجمعات السكانية المدنية والتي ليس لها علاقة بمنشآت عسكرية ، والحجة ان هذه المناطق تشكل الحلقات الضعيفة التي يتسرب اليها الأرهاب ولإنزال اكثر الخسائر بالمواطنين المدنيين .

وإن كانت حجة الحكومة هذه ماذا نقول عن  سلسلة تفجيرات الكنائس اليوم الأحد 12/ 7  التي استهدفت 6 كنائس خلال 24 ساعة وأسفرت على سقوط حوالي 40 ضحية بين شهيد وجريح  .

 ألا تدري الحكومة بأن هذه الكنائس هي مسهدفة دائماً ؟

اين اليقظة والحذر التي كان ينبغي ان تتخذه قبل وقوع العمليات ؟

اليس من واجبها ان تحمي دور العبادة ؟

تقول وكالات الأنباء :

( استهدف الانفجار الأول، بحسب مسؤولي وزارة الداخلية العراقية، كنيسة "القديس يوسف"، غربي بغداد، في حوالي العاشرة من مساء السبت بالتوقيت المحلي ، ولم يكن أحد موجوداً بالكنيسة وقت التفجير الذي استخدمت فيه عبوتان ناسفتان.

وفي وقت لاحق الأحد، وقعت ثلاثة انفجارات أمام ثلاث كنائس في غضون 15 دقيقة، بين 4:30 و4:45 بعد ظهر الأحد بالتوقيت المحلي، مما أسفر عن سقوط ثمانية جرحى على الأقل، وتوجد كنيستان منها بمنطقة "الكرادة" وسط العاصمة العراقية، بينما تقع الثالثة بمنطقة "الغدير" شرقي بغداد.

كما انفجرت سيارة مفخخة أمام إحدى الكنائس في شارع "فلسطين" شرقي العاصمة العراقية في حوالي السابعة من مساء الأحد، وذكرت المصادر العراقية أن الانفجار أدى إلى سقوط أربعة قتلى على الأقل، وإصابة 21 آخرين. ) .

إن هذه الكنائس موقعها في قلب العاصمة العراقية فأين هي القوات التي تحمي هذه المناطق ؟

إن هذا العمل سيوقظ الذكريات الأليمة والأحزان وسيحفز المخاوف والتذكير بالأيام السوداء التي مر بها العراق والخشية من تكرار تلك المآسي .

 ان استهداف الكنائس هو استهداف لسمعة الحكومة لإثبات ضعفها وعجزها عن فرض الأمن ، إن كانت لا تستطيع ان تحققه في قلب العاصمة فأين سلطة الحكومة ؟ وأين هيبة الدولة العراقية ؟

 من هذه العمليات التي تستهدف الناس الطيبين المخلصين للعراق من شعبنا الكلداني .

إن الحكومة مدعوة الى اليقظة والحذر ويترتب عليها المحافظة على امن المجتمع بشكل عام والمحافظة على الأقليات التي طالها الارهاب  بشكل عام ، وشعبنا الكلداني بشكل خاص منذ نيسان 2003 م والى اليوم  .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها