بقلم : حبيب تومي / اوسلو/ عضو الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


الى دعاة الوحدة القومية هلموا ندرس ونستجيب للدعوة الكريمة للأب البير ابونا

 10 / 7 / 2009

 كانت ثمة شماعة تعلق عليها كل التهم الموجة لشعبنا الكلداني ولكتّابه ولاحزابه ولكنيسته تحت ذريعة اننا انفصاليون وضد الوحدة ، لكن بمنأى عن منطق توجيه التهم فنحن الكلدانيين  مع الوحدة بإخلاص ومحبة وبتحقيق مصالح الجميع دون محاباة، وذلك بجمع كل تسمياتنا بشكل معقول وموضوعي دون تشويه تلك التسميات التاريخية واستخراج تسمية هجينة ليس مثيلها في اثنوغرافية الشعوب على قارات الأرض الخمس . لقد وقفنا ضد عملية تذويب تلك التسميات التاريخية في بودقة لا قرار لها لايجاد مصطلح غريب عجيب لا يدل على شئ اجتماعي او عرقي او سياسي او اثنوغرافي .
لقد كان الرأي الراجح هو الأحتفاظ بجميع الأسماء بمنأى عن عملية الأقصاء والتهميش إن كان على صعيد الشعارات المطروحة او على صعيد تحقيق مصالح كل الأطراف بشكل نزيه متافئ يعطي الفرص للجميع دون محاباة ودون تفضيل طرف من الأطراف على الآخرين .
 هكذا انبرت الأحزاب الآشورية وكتّابها ، وبكل السبل القديمة المعروفة عن الأحزاب القومية المتشددة ، والتي غالباً ما تلجأ الى عنصر الأقصاء والى صهر الآخرين في بودقة القومية المنتصرة ، بحجة خلق مجتمع متجانس ، وهذا ما لجأ اليه كمال اتاتورك بحق الشعوب والقوميات التي عاشت في ظل الدولة العثمانية والتي ورثتها الدولة التركية الحديثة . وهذا ايضاً ما سعى الى تطبيقه حزب البعث العربي الأشتراكي في العراق ، بوجود قومية عربية واحدة ، ثم اعترافه بوجود قوميتين في العراق فقط وهي القومية العربية والقومية الكردية ولا قومية اخرى غيرهما .
نحن الكلدانيون إن كنا من الأحزاب القومية الكلدانية او من المستقلين بشكل عام نحمل نفساً ديمقراطياً ، وليس لنا اي أفكار متطرفة بإقصاء اي طرف من الأطراف ، حيث نؤمن بأن لكل انسان حرية الرأي وحرية الفكر وحرية الأنتماء ، وهكذا لا نهمش السريان او الآشوريين فهم احرار ولسنا اوصياء عليهم ، وهكذا قلنا نحن شعب واحد من الكلدان والسريان وألاشوريين .
 إن الأحزاب الآشورية تعمل ليل نهار ، ويسخرون ماكنة اعلامية رهيبة ، لفرض التسمية الآشورية على الجميع بحجة خلق شعب متجانس قومياً ، وحينما فشلت الأحزاب الآشورية في هذه المهمة لجأت الى طريق ملتوِ بخلق تسمية هجينة ولفرض الأمر الواقع على الجميع ، فكان الأسلوب الذي مررت فيه التسمية الهجينة في دستور اقليم كوردستان .
 يقول الاب الموقر البير ابونا عن هذه التسمية :
إن ما أرفضه رفضًا قاطعـًا هي هذه التسمية المثلثة (كلدان – سريان – آشوريون) التي بها يحاولون التعبير عن قوميتهم، وهم بذلك إنما يعبّرون عن خلافاتهم في هذا الاختلاف الفاضح. ومتى كانت القومية مثلثة؟ ربما أتت الفكرة من وحي "الثالوث الإلهـي" لدى سكان بلاد الرافدين القدامى: أَن وأنليـل وأيـا! اليس من سخرية القدر ان تُفرَض علينا مثل هذه التسمية السخيفة التي صفّق لهـا الكثيرون من السذّج. انها تسمية ان دلت على شيء فهي تدل على مدى انقساماتنا وتأرجحنـا في شأن أصلنا، وترددنا في اختيار قوميتنا الحقيقيـة.
إذن بأي حق نعمل على تلاشي وتهميش اسماءنا التاريخية تحت سطوة الأحزاب الآشورية التي تريد ان تفرض واقعاً على الجميع رغم إرادتهم ؟
كانت دعوة الأب الموقر البير ابونا دعوة مخلصة لا غبار عليها ، وليس وراءها اي اهداف سياسية اديولوجية ، إنه يريد ان يضع حداً للشرذمة والتفكك والتنافر في الخطاب ، ومن منطلق الأخلاص والمحبة اقترح الرجل أن تكون التسمية الآرامية كحلاً وسطاً للجميع ، هذا اولاً ، وثانياً إن التسمية الآرامية هو اسم لغتنا الأصيلة فسورث هي اللغة الآرامية المحكية بينما الأرامية هي لغة السيد المسيح ولغتنا الفصحى الأصيلة .
 إنني اضع هذه الدعوة امام الأحزاب الآشورية إن كانت مخلصة في توجهاتها الوحوية ، والكرة اصبحت في ملعبهم .
اقتراحي الشخصي ان نجلس سوية لننهي هذا الجدل العقيم ونضع حداً له ، لنتفرغ لأمور أخرى اهم تخص شعبنا في هذه المرحلة التاريخية الحرجة . إن الأمر يحتاج الى قليل من التضحية ونكران الذات من الجميع ، وهذا الطريق سيقود مركبنا ليرسو على بر الأمان .
 إنني اضع هذا المقترح امام التنظيمات الكلدانية والسريانية والآشورية ، ولنستجيب جميعاً لهذه الدعوة الكريمة وذلك لمصلحة شعبنا ولنضع حد للمزايدات التي تجري باسم الوحدة القومية .
 بإخلاص ومحبة ادعو لدراسة دعوة الأب البير ابونا الموقر والأستجابة لها .
 الكرة كما قلت ستكون في ملعب الأحزاب الآشورية المتشددة فهل تكسر القاعدة هذه الأحزاب وتستجيب لنداء الوحدة والمحبة الذي اطلقة هذا الأنسان المخلص ؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها