بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

 

 

habeebtomi@yahoo.com


أين يقف المنبر الديمقراطي الكلداني من المعادلة السياسية لشعبنا ؟

 9 / 6 / 2009 

في الحقيقة هذا المقال كان مكتوباً منذ عودتي من العراق ، حينما لمست بأن المنبر الديمقراطي الكلداني يتعثر في مسيرته ، وأعتقد ان السبب كان الرؤية المتناقضة للامور . بما ان الصديق العزيز الأستاذ سعيد شامايا يحتل المركز الأول في هذا التظيم فسيكون هو محور هذا المقال ، وهو يعترف ان الصداقة شئ ومناقشة الأمور السياسية  ينبغي ان تكون بمنأى عن العلاقات الأخوية والصداقة ، وأنا متأكد بأن الأخ سعيد سيتقبل كلامي بروح رياضية .

 إن المؤتمر الأول للمنبر الديمقراطي الكلداني ، كان واضحاً في رؤيته السياسية والقومية ، ولعل اختياره لاسم المنبر الديمقراطي الكلداني قد وضع حجر الزاوية في اساسيات اهتماماته ، وإنه الطريق الذي سيمضي قدماً في سلوكه وفي علاقاته في الساحة السياسية والقومية ، وأعلن عن هويته في اسمه ، فالحركة الديمقراطية الآشورية يعلن اسمها عن استراتيجية عملها الآشوري وعلى فضائيتها الآشورية ، وإن كل ما تمارسه في العمل اليومي من التكتيكات سيكون بخدمة ذلك الهدف النهائي ، وهذا ينطبق على الأحزاب القومية الكردية والقومية العربية والقومية االكلدانية  ، والقضية واضحة وضوح الشمس لا تحتاج الى تأويل .

عكف لفيف من العراقيين الأصلاء من شعبنا بتأسيس تنظيم المنبر الديمقراطي الكلداني في الولايات المتحدة ، ولم يكن هدفهم إبقاء المنبر بعيداً عن تراب الوطن فكان الرأي إناطة المهمة الرئيسية بكادر من داخل الوطن ليكون كادراً فاعلاً في المعادلة السياسية العراقية الى جانب التظيمات الأخرى لشعبنا إن كانت كلدانية او آشورية او سريانية ، وكل من هؤلاء له هويته وبرنامجه .  

هكذا كان المنبر الديمقراطي الكلداني لدى تأسيسه  واضحاً لا لبس في مسيرته واهدافه القومية الكلدانية ، واعتقد ان الأستاذ سعيد شامايا والأخوة الذين سافروا معه لحضور المؤتمر التأسيسي لهذا التنظيم كانوا يعلمون بذلك مقدماً ، وفي مقدمة من كان يعلم هذه الحقيقة هو الأستاذ سعيد شامايا ، وليس غريباً على الأستاذ سعيد ذلك فهو من مؤسسي نادي بابل الكلداني في بغداد وأحد المصرّين على بقاء اسمه الكلداني . بمعنى ان الأستاذ سعيد كان على دراية ومعرفة بأهداف المنبر الديمقراطي الكلداني ولم تكن مسالة فجائية لا يتقبلها فهو كلداني وخدم شعبه في الأدب والمسرح والتعليم والتراث والسياسة .

في وقتها قدم الصديق جميل روفائيل وقبيل انعقاد المؤتمر التأسيسي للمنبر الديمقراطي الكلداني واقترح عبر بحثه تحت عنوان " الاندماج القومي الكلداني الاشوري السرياني " وبتاريخ 19 / 10 / 2004 اقترح تغيير اسم المنبر من الكلداني الى المنبر الكلداني السرياني الآشوري ، لكن الأسم بقي كما كان مطروح والى اليوم فهو المنبر الديمقراطي الكلداني ، وهو واحداً من التنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني .

يوم تشكيل الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية رفض الزميل سعيد شامايا التوقيع على البيان الصادر من هذه الهيئة بحجة اننا نعمل على تشظي شعبنا الى قوميات ، والزميل شامايا يعلم بوجود عشرات التظيمات الآشورية الصرفة ولا من يعترض عليها ولا يقول انها تعمل على تشظي شعبنا الى قوميات  ، ثم  ألا يعلم الأستاذ شامايا بأن الدستور العراقي فيه القوميتين الكلدانية والآشورية ؟ وهذا ما هو مدون في مسودة الدستور الكردستاني ايضاً ؟ وهذا ما خرج به السنودس الأخير للاساقفة الأجلاء لشعبنا الكلداني ، وحينما احجم الأستاذ شامايا عن التوقيع ، وهو الأمين العام للمنبر الديمقراطي الكلداني ، بادر الدكتور نوري منصور ، وهو السكرتير في المنبر الى توقيع البيان الصادر من الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية .

باعتقادي ان التوقيع لم يشكل معضلة للزميل شامايا ما لم تكن الخشية من إغضاب الشريك وهو  المجلس الشعبي ، فالسؤال هو :

 هل ان انضمام المنظمات السياسية والمجتمع المدني الى لجنة التنسيق مع المجلس الشعبي كان يعني ذوبانها وانصارها في بودقة المجلس ؟

 وهل  يعني فقدان القرار السياسي للمنتمين وإناطة مركز القرار بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري فحسب ؟

والاحزاب الاشورية هل قبلت بذلك ؟ وهل يقبل الوطني الآشوري او اي حزب آخر في لجنة التنسيق بالتخلي عن قرارهم  السياسي المستقل كتحصيل حاصل  لانضمامهم لهذه اللجنة التي هي برعاية المجلس الشعبي ؟

 لا اعتقد ان يكون واحداً من هؤلاء يقبل بأن يفرط بقراره السياسي واستقلاليته ، ولا اعتقد ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري نفسه يطلب منهم التخلي عن استقلاليتهم الذاتية .

لقد رأينا كيف خرجت جمعية الثقافة الكلدانية عن خيمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري وم لجانه ، حينما شعرت بتهميشها سياسياً بحجة ان اللجنة هي ثقافية والمثقفين فيها لا يجوز ان يتدخلوا بالسياسة وكأنهم رهبان في كهوف دير الربان هرمز قرب القوش لا يحل لهم العمل السياسي .

فأين يقف الزميل سعيد شامايا من المعادلة السياسية ؟ هل هو جزء لا يتجزأ من المجلس الشعبي وإن قرار المجلس الشعبي هو قراره ؟ ام هو تنظيم له كيان مستقل وبإمكانه ان يتخذ ما يشاء من القرارات دون خشية ، مع التعاون الندي مع المجلس الشعبي  وغيره من التنظيمات ؟

قد تكون هواجس الأخ سعيد شامايا في محلها ، من جهة ان تنقطع المساعدات التي يمنحها المجلس الشعبي ، وفي هذا الجانب  ينبغي على المجلس الشعبي ان يتسم بالحيادية والأخلاقية السياسية فلا يجوز قطع المساعدات عن التنظيم الذي  يخالفه في الرؤية السياسية ، فإن كانت هذه المبالغ مخصصة للمسيحيين ، وجزءاً منها مخصص للتظيمات السياسية والأجتماعية فينبغي ان تسود المهنية في الموضوع وإن تشمل المساعدة كل التنظيمات الكلدانية منها السياسية ومنظمات المجتمع ودون محاباة او تفرقة . وما نعرفه عن المجلس الشعبي وما هو مفهوم من طروحاته انه خيمة او مظلة تستظل بها تنظيماتنا ، وإنه اي المجلس الشعبي ليس طرفاً في المعادلة السياسية لاحزابنا القومية ، وإنه لا يفرق بين هذه التنظيمات ومهما كان خطابها  السياسي ، فنحن في زمن الديمقراطية وحرية الفكر وحرية الأقليات وحرية التعبير  وحرية الانتماء ، فلا يجوز ربط المساعدات باجندة سياسية او انتماء قومي محدود .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها