بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

 

habeebtomi@yahoo.com


اسئلة مطروحة على هامش اجتماع بروكسل  

090308 

   قبل ايام قرأنا عن خبر انعقاد مؤتمر قومي في بروكسل عرف باجتماع بروكسل ، ويستخلص من إعلام الأجتماع ان المنظمة الآثورية الديمقراطية ، مطاكستا ، هي صاحبة الدعوة ،حيث وردت اسماء المنظمات التي وجهت اليها الدعوات والتي بلغت حوالي الأربعين منظمة ، دون ان يذكر شيئاً عن الذين لبّوا الدعوة وعن اعداد الحضور .

 
إن الصورة الرئيسية التي ظهرت كخلفية لانعقاد المؤتمر تظهر العلم الآشوري ، ولا تظهر غيره من الأعلام بما فيها العلم الكلــداني المعروف وهو رمز يعتز به الكلدانييـــن العراقيين إن كان داخل  العراق ، او خارجه ، فهل توحيد الكلمة يعني ان نقبل جميعاً بالعلم الآشوري ونبتهل الى الله على هذه النعمة التي نزلت الينا ؟
 
ورد كشعار رئيسي لاجتماع بروكسل عبارة
 "
سوية ، نبني جسوراً وليس جدراناً : Together , we shall build bridges no walls  "
إنه شعار رائع ومطلوب وضروري لكن السؤال الذي يطرح نفسه :
 
بين من تمتد هذه الجسور ؟
الا  يجدر ان تكون ثمة دعامتين او ركيزتين ليستند  عليهما الجسر الممتد بين نقطتين ؟
وهل يمكن ان يمتد  الجسر ويبنى على الهواء إن امتد من طرف دون استشارة الطرف الآخر ؟
ورد في البلاغ الختامي هذه الفقرة
 ((
وأكد المجتمعون في البلاغ الختامي على ان التسميات التي يحملها ابناء شعبنا هي "ارث تاريخي مستمر ومتجذر، وهي محل فخر واعتزاز لنا"، واتفقوا على العمل المشترك بين مؤسسات شعبنا في الوطن والمهجر ضمن آليات العمل الديمقراطي، واعتماد الحوار الموضوعي والمسؤول. )) .
إن كانت التسميات إرث تاريخي مستمر ومتجذر ، فلماذا تعملون على تشويه هذه التسميات وتفريغها من معناها التاريخي الحقيقي الواقعي بمزجها ووضعها في خليط ( كلدان سريان آشور ) ، إذ ليس على خارطة قارات الكرة الأرضية مثيله ، نحن ايها السادة كلدان وسريان وآشوريين ، وإنكم تشوهون المعنى وتلغون شخصية شعبنا بكيانه وشخصيته وأسمائه التاريخية الكلدانية والسريانية والآشورية ، وهذه كيانات تاريخية وهي أرث تاريخي مستمر ومتجذر ، كما ذكرتم لكنكم تشوهون هذا التاريخ ايها السادة ، إنكم ببساطة تلغون كل شخصية معنوية لشعبنا المسيحي بإنكار تسمياته القومية التاريخية . أهكذا تطالبون ضمان حقوقه القومية في دساتير العراق وتركيا وأيران ولبنان ؟
 
أيها السادة انكم تلغون تسمياتنا التاريخية فأي حقوق قومية تطالبون بها ؟
جاء في فقرة أخرى :
-       
المطالبة باعتماد التسمية الشاملة لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري). وفي هذا السياق يرحب المشاركون بإقرار برلمان اقليم كوردستان الكوتا القومية لشعبنا كمكون قومي واحد، ودعوة مجلس النواب العراقي الى اعتماد الخطوة ذاتها.
اعود وأقول ليس من حقكم ان تكونوا اوصياء علينا بأن تطلبون من برلمان العراق باعتماد هذه التسمية المشوهة البعيدة عن واقع المجتمعات الأنسانية في كل قارات كوكبنا الأرضي . ثم ماذا عن الذين يعتزون بأن تسميتهم القومية هي آراميــــة ؟ هل نرسل هؤلاء الى الحكم الهترلي ؟ الا ينبغي ان نراعي مشاعر الجميع حينما نصدر قراراتنا وأحكامنا وتوصياتنا ؟
 
أيها السادة في اجتماع بروكسل :
 
في العراق قومية كلدانيــــة عراقية أصيلة ، ليس من حقكم ان تعاملون هذا الشعب بسياسة القطيع ، نعم نحن شعب مسيحي واحد ، لكن  لنا قوميتنا الكلدانيــــة العراقية الأصيلة . وينبغي العلم ان صدام حسين كان يمنع ترويج القومية الكلدانيـــــة ، فأرجو الا  تلعبوا دوره في مسالة الغاء القومية الكلدانية العراقية الاصيلة .
هنالك ايها السادة حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، ومن هذه الأرضية ثمة حرية الأعتقاد وحرية الأنتماء الديني والقومي ، وارجو الا تنزلقوا في مهاوي سياسة الراعي والقطيع ، خصوصاً أنني قرأت أسماء لامعة بين المؤتمرين ، أنهم معروفين بمواقفهم الجليلة في الدفاع عن حقوق المسيحيين ومنهم الأستاذ حبيب أفرام المعروف بنشاطه ومثابرته وغيرته على حقوق شــعبنا المسيحي في الشرق الأوسط عموماً .
نحن نؤمن بالحكم الذاتي لشعبنا ليكون له كيان وشخصية وكرامة وذاتية على رقعة من الأرض في وطننا العراقي ، لكن ان تهمش قوميتنا الكلدانيـــة التاريخية ويشوه مفهومها فهذا عمل لا نقبل به إن كان من صدام حسين الذي كنا نهاب جبروته ، او مما يسعى اليه اليوم إخواننا في الأحزاب الأشورية ذوي النزعة القومية المتزمتة التي تعمل على إقصاء قوميتنا الكلدانيــــة من أرض العراق .
 
أيها السادة المجتمعون في بروكسل : نحن الكلدانيــون لنا كرامة ، وإن كانت إمكانياتنا السياسية والمالية فقيرة في الوقت الحاضر ، إلا إننا نشكل رقماً في المعادلة البشرية للعراق ، فليس من الأنصاف ان تعاملونا معاملة القطيع .
 
الطريق السليم الى بناء الجسور  ان تسود الندية والتكافؤ وليس التهميش والوصاية ، كان يجب ان يكون في مؤتمركم علمين واحد كلــــداني والآخر آشوري ، وتكون أحزاب وشخصيات كلدانيــة وأخرى سريانية وثالثة آشورية وأن يكون الأحترام المتبادل وأن تسود مناقشة ومحاورة الأنداد ، وليس لفلفة الأمور وإصدار التعابير الرنانة .
 
التفاهم يجري بين الأطراف بشكل ديمقراطي وشفاف ، وهذا هو اسلوب العمل في خلق خطاب مشترك وفي توحيد الجهود والقوى الخيرة لشعبنا المسيحي في العراق وفي الدول المجاورة .              

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها