برلمان اقليم كوردستان هل يَنصف شعبنا الكلــداني ؟
13 / 02 / 2009
لا يخف على كل ذي نظر الموقف الأنساني المشرف لاقليم كردستان ، رئاسةً
وحكومةً وبرلماناً وشعباً ، مما تعرض له شعبنا الكلــــداني ، من عمليات
الترهيب والأغتيال والتهجير ، ليس شعبنا الكلداني فحسب ، إنما كل مكونات
الشعب العراقي .
كان أقليم كردستان الأرض الطيبة التي احتضنت جميع أطياف الشعب العراقي
دون تفرقة او تمييز . ربما كانت التكهنات تدور حول وجود إحساس بالأنتقام
لدى طبقات الشعب الكردي كحاصل منطقي لما طال هذا الشعب لعقود مضت حيث
كانت كردستان ، بقراها واريافها ومرابضها ومزارعها ، ساحة مستباحة
لعمليات عسكرية دائمة ، لكن باستمرار كانت القيادة الكردية وعلى رأسها
القائد الكردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني يؤكد ، إن خلافنا ليس مع
العرب ، إنما هو مع الحكومات .
وهكذا اثبت الشعب الكردي انه شعب محب للحرية والبناء والتعايش السلمي مع
جميع الأطياف العراقية في الوطن العراقي .
شعبنا الكلــــداني قطن هذه الديار منذ سحيق الأزمنة ، وتعايش مع كل
مكونات هذا الشعب عبر الحقب التاريخية وكان يشكل البعد الأنساني المسالم
لتقارب وتعايش كل فسيفساء نسيج المجتمع العراقي الجميل .
بعد تفكيك الدولة العثمانية ، صوّت شعبنا الكلداني لانشاء دولة عراقية
ملكية دستورية ، وكان للكلــدان نصيب كبير في البرلمان العراقي في العهد
الملكي ، إضافة الى مجلس الاعيان المتكون من 20 عيناً كان واحدهم بشكل
مستمر ممثل من شعبنا الكلداني ، وكان في اغلب الأوقات غبطة البطريرك
المسؤول الأعلى للكلــــدان في العراق والعالم .
إن هذه الحقوق قد تبخرت بعد الحكم الجمهوري ، إذ لم يعد وجود لمجلس
الأعيان او لبرلمان حقيقي ، فكان حقنا نحن الشعب الكلــــداني قد تبخر مع
حقوق الشعب العراقي عموماً بما فيهم الشعب الكردي الشقيق .
بعد سقوط النظام في نيسان 2003 تأملنا ان تعود حقوقنا وتمثيلنا الحقيقي
حسب الثقل الديموغرافي الذي نمثله نحن الكلدانيـون ، لكن الحاكم الأمريكي
بريمر همش حقوق شعبنا الكلداني ومنحها لحزب آشوري متشدد ، وهو يعترف
بمذكراته بفعله المنافي هذا . ومن يومها بدأ الأخوة الآشوريون ، يعملون
جاهدين لمسك زمام الامور في مصير شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان
والآشوريين بأيديهم .
نحن لسنا ضد ان يحكمنا الآشوريون ، لكن ان يكون في حكمهم نوع من العدالة
والأنصاف والندية والتكافؤ ، فنحن الكلدانيون وقفنا الى جانبهم منذ
هجرتهم الى العراق في مطاوي الحرب العالمية الأولى ، حيث اتخذت القبائل
المهاجرة الأسم الآشوري لعرض قضيتهم في المحافل الدولية ، كشعب طاله
التهجير والقتل والتنكيل ، ومنحوا الاسم الآشوري لتمييزهم عن المسيحيين
من الكلدانيين والسريان الذين لم يكن لهم اي إشكالات . نحن مع منح
إخواننا الآشوريين كل الحقوق ، لكن لسنا مع تهميش شعبنا الكلداني تحت
ذريعة إننا شعب مسيحي واحد .
نحن نعلم ان رئاسة وحكومة وبرلمان كردستان لا يفرقون بين المكونات
العراقية عموماً ، وبين المسيحيين انفسهم ولهم مواقف انسانية كريمة
مشهودة حول ذلك ، لكن لا بد ان يكون هنالك نوع من التحديد ، فمثلاً
فضائية عشتار التي ينبغي ان تكون ناطقة لكل المسيحيين دون تفرقة او تمييز
، نراها قد اصبحت آشورية حصراً ، وإن المساحات الأخرى غير الآشورية فهي
كردية وعربية وتركمانية وأرمنية باستثناء الكلدانية ، فالأخوة الأشوريون
قد نسوا أنفسهم أنهم كانوا يوماً مضطهدين ومهمشين ، وهم اليوم يقومون
بتهميش الكلــدان في كل المناسبات .
كانت التفاتة ذكية ومسؤولة من برلمان أقليم كردستان حينما التفت الى
الحلقات الضعيفة في المجتمع فكان زيادة حصة المرأة في التمثيل في
البرلمان من 25 بالمئة الى 30 بالمئة ، وكان تخصيص مقعد للشعب الأرمني ،
وخمس مقاعد لشعبنا المسيحي من الكلــــدان والسريان والاشوريين . نحن
لسنا ضد التوحيد لمكونات شعبنا ، لكن هذا التوحيد ينبغي ان يكون على اسس
من المشاركة المتكافئة . ولا نريد ان نخرج من المولد بلا حمص دائماً .
نحن الشعب الكلـــداني الأصيل في بلاد ما بين النهرين لا نريد ان تهمش
قوميتنا الكلدانية ، فنحن السكان الأصليين في هذه البلاد ولم نهاجر اليها
. إن الشراكة ينبغي ان تبنى على أسس واضحة مبنية على الشفافية والمصداقية
والتكافؤ لجميع الأطراف فلحد الآن لم نلاحظ هذا الشئ ، إن فضائية آشور
وفضائية عشتار والأموال المخصصة لشعبنا جميعها بيد إخواننا الآشوريين
ونحن تابعبن لهم لا أكثر .
إنني أهيب برئاسة الأقليم والحكومة والبرلمان الكوردستاني ، ان ينصفوا
شعبنا الكلــــداني بما يستحقه ، اولاً بإعادة تسميته القومية الكلدانية
الى مسودة الدستور الكوردستاني وفي كل المواقع التي يفترض كتابة اسم
القومية ، فقوميتنا الكلدانية قومية عراقية اصيلة وعريقة كما القومية
العربية والكردية ، وشعبنا الكلــــداني يجب ان ينصف في اقليم كرستان ،
إن كان وفاءً لمواقفه المخلصة في دعمه للثورة الكردية بالرجال والمال ،
او بالشراكة والعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الكوردي
والكلــداني عبر التاريخ الطويل . |