بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

 

habeebtomi@yahoo.com


مسيحيون عرب وأكراد والإشكال القومي الذي اوجدناه

081129

الأمة العربية من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي تشترك بمقومات قومية واحدة منها انها تحمل اسم قومي عربي  واحد  وله لغة عربية واحدة  والدين الواحد والثقافة الواحدة ، ومع هذه العوامل والقواسم المشتركة لم تستطع هذه الأمة ذات (التسمية الواحدة ) ان توحد اقطارها المنقسمة ، حتى انها لم تتفق على قضايا ينبغي ان تكون مشتركة إن كان في مجال الأقتصاد او السياسة او الأجتماع ، فكل بلد عربي له خصوصياته ، ولا يلتق مع البلد الأخر رغم وجود تسمية واحدة وقومية واحدة ولا جدال في ذلك ، ولا غبار على هذه الحقيقة  .

 الأمم او الأمة الأوروبية إن صح التعبير . فيها قوميات وتسميات مختلفة ولغات متعددة ، ومع هذا هنالك عوامل مشتركة تجمع هذه الأمم رغم التعدد والأختلاف ، فهي تتحد في التحاد الأوروبي  ، وتداول عملة واحدة في اكثر هذه البلدان واتفاقها في مجالات كثيرة على النطاق الدولي وكأنها بلد واحد . بينما في الدول العربية رغم تجانسها لا نرى فيها الذي نراه في الأتحاد الأوروبي او جزء منه .

ماذا نريد من هذا الكلام ؟

 لقد قال الأستاذ نيجرفان البارزاني في مقال منشور في موقع حكومة الأقليم :

أن وجود الأكراد المسيحيين والشبك واليزيديين في الموصل امر ضروري ومهم بالنسبة للاكراد ...

وقول الأستاذ مسعود البارزاني في واشنطن مرحباً بالحضور : اهلاً وسهلاً بكم وأنا سعيد جداً بلقاء الشعب الكلداني والسرياني .. لا اعرف ماذا اسميكم ؟ ( عن مقال الأخ انطوان دنخا الصنا : " السيد نيجرفان البارزاني يسمي شعبنا في الموصل .. الأكراد المسيحيون .. لماذا ؟  " ) .

 قبل الدخول في مناقشة الموضوع فينبغي الأقرار بأننا نحمل قسطاً كبيراً او صغيراً من خلق حالة الأرباك التي يمكن ان يقع بها الآخر ، إن كان صديقاً مخلصاً لشعبنا او عكس ذلك . ونأتي الى جذور المعضلة التي اوجدها نخبة من الأخوة الكتاب والأحزاب الآشورية العاملة في الساحة العراقية وفي مقدمتها الحركة الديمقراطية الآشورية .

 كنا كلــــدان وسريان وآشوريين ، وهذه تسميات لم نخترعها ولم نقررها في مؤتمر ، ورثناها تاريخياً مع مجمل مواريثنا الدينية واللغوية والأجتماعية والثقافية ، الأحزاب القومية الآشورية ونخبة من الكتاب المتشددين نزعوا الى اعادة كتابة التاريخ ، فقررت هذه الأحزاب ، وهؤلاء الكتاب ، إننا من اجل ان نتوحد فينبغي اولاً ان يكون  لنا تسمية واحدة ، وهذه التسمية ينبغي ان تكون آشورية ، وكان في ريادة هذه الدعوة الحركة الديمقراطية الاشورية ، ولكن هذه الدعوة قوبلت برفض من بقية المكونات ، فعدلت الحركة عن الموضوع ولجأت الى التكرم علينا باسم احد التنظيمات الثقافية التابعة لها ، وهو التنظيم القومي الكلدوآشوري ، فالحركة تحتفظ باسمها التاريخي  الآشوري ولها برنامجها الآشوري ، وهي  تتصدق علينا باسم احدى الجمعيات الثقافية التابعة لها وهي الكلدوآشورية ، وكانت كريمة مع السريان ايضاً فتصدقت عليهم من مكارمها وأضافت السريانية أيضاً ـ وهي دائماً وأبداً ـ تحتفظ بتسميتها الآشورية . وأقترحت بل وقررت ان تعطينا اسم مركب من كلدوآشوريسرياني .

 من هنا كان الأرباك الذي وقع به الآخر ، فليس من المألوف ان يخاطب الكردي او العربي احد ابناء شعبنا او مجموعة من ابناء شعبنا ويقول هذا الكلدوآشوري السرياني . وهذا ما يربك الآخر كما قلت ، فليس هنالك شعب على وجه الكرة الأرضية بهكذا اسم مركب . وهكذا كان الآخر يفضل  لمخاطبتنا او الأشارة الينا بالأنتماء الديني المسيحي الذي ينقذه من الأرباك الذي كنا نحن السبب في خلقه وصيرورته .

 لقد كان محقاً الزميل عمانوئيل خوشابا في ضرورة إبراز الهوية القومية بدلاً من الهوية الدينية ومرة اخرى ينبغي ان نبرز هويتنا بصورة جلية صحيحة وواضحة  فنحن كلدان وسريان وآشوريون ، وينبغي على الاخر ان يحترم خوصيتنا وهويتنا الدينية والقومية.

وهكذا كان الأسم الصحيح في المكان الصحيح ،فأدرج في الدستور العراقي في المادة 125 قومياتنا الكلدانية والاشورية وكان ينبغي ان تدرج السريانية ، إذا طالب السريان بذلك .

وعلى هذا المنوال المألوف والطبيعي ادرجت تسمياتنا التاريخية الصحيحة في مسودة الدستور الكردستاني . لكن الذي فوجئنا به هذه المرة مع الأسف ، ان يسعى الأستاذ سركيس آغا جان ويوظف كلمته المسموعة في حكومة اقليم كردستان لالغاء تسمياتنا القومية الصريحة في مسودة الدستور ، ووضع مكانها تسمية مبهمة غير مناسبة لاطلاقها على شعب ، فهي تسمية ( تنظيم ) المجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الآشوري ) ، وهذه التسمية مناسبة تماماً لجمعية او منظمة او مجلس او حزب ولكنها ليست مناسبة لتسمية شعب بهذا التشابك من الأسماء .

الكلام الدارج قول : الأخوة العرب والأكراد والتركمان ، وأين هو الأحراج إذا قال مسؤول : الأخوة الكلدان والسريان والآشوريين ؟ اين تكمن الأشكالية ؟ اليس للاخوان الثلاثة ، ثلاثة اسماء ، كلدان وسريان وآشور ، لماذا نريد ان نربك الاخر في مسالة اسماؤنا وهي الواضحة وضوح الشمس ؟

 أين يكمن الخلل إن قلنا نحن كلدان وسريان وآشوريون ؟ والمسالة كقولنا العرب والأكراد والتركمان ، فكل من المكونات اعلاه يحتفظ  بشخصيته وكيانه وهم ابناء شعب واحد ، وهي حقيقة تاريخية ، ولو لم تكن هذه الحقيقة تاريخية ، لكان لنا اسم واحد إما آشوريين او سريان او كلدان .

 فلماذا نخلق لنا مشكلة هي اصلاً  غير موجودة ، كلما في الأمر ان يسود الأحترام بيننا ، وسيكون لنا شخصية واضحة للمقابل حينها سوف لا يقع أي مسؤول في حيرة من أمره في مخاطبة شعبنا .

 إننا نناشد ألأستاذ سركيس آغا جان لأعادة المياه الى مجاريها الطبيعية في مسودة اقليم كردستان ، وإعادة اسماءنا التاريخية ، الكلدانية والآشورية وإضافة السريانية اليها ، لكي لا نضيعها جميعاً وإعادتها الى مكانها الطبيعي في مسودة الدستور الكردستاني  لكي نعمل جميعاً تحت  مظلة الأحزاب والمنظمات العاملة في الساحة وفي مقدمتها  المجلس القومي الكلداني السرياني الاشوري ، الذي نتمنى ان تتكل جهوده بالنجاح  في إقرار الحكم الذاتي لشعبنا ضمن الوطن العراقي .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها