بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

 

habeebtomi@yahoo.com


هل افلح المنافحون عن رابي يونادم بالدفاع عنه ؟

080924

كتبت قبل ايام مقالاً تحت عنوان " الحركة الديمقراطية الآشورية معنية بتقديم توضيح او تقديم اعتذار " حول ما اثير من تساؤلات عن تصريحات رابي يونادم المثيرة للجدل اثناء زيارته لأمريكا ، لكن إعلام الحركة الرسمي لم يحرك ساكناً إزاء تلك المقالات التي جاءت كرد فعل طبيعي على تلك التصريحات ، ومن تداعياتها كان نشر بعض الوثائق المتعلقة بماضي الأستاذ يونادم كنا من قبل احد الزملاء .

يبدو ان اعلام الحركة غير معني بما يكتبه كتاب شعبنا ، او لا يعيرون لهم اهمية ، او ان كبريائهم  ونرجيستهم تجعلهم يستصعبون الرد على اناس ليسوا من مستواهم ، ومهما كانت اسباب عزوف الحركة  عن الأدلاء بتوضيحات  ، فإن هذا السكوت المطبق يحفز الآخرين على إطلاق الأجتهادات والتأويلات وستتوالى ردود الفعل ما دام اعلام الحركة يلزم جانب الصمت حيال ما يكتب في مواقع شعبنا، ويبقى كل طرف يحلل الأمور بما يناسبه مقابل طرف ممتنع عن التوضيح لالقاء الضوء على تلك التصريحات ولازالة اي التباس او سوء الفهم حيالها .

على الضفة الأخرى لتيار الجدالات ، قرأنا كتّاباً آخرين يتناكفون في الدفاع لتبرئة ساحة الأستاذ كنا ، وبدلاً من مقارعة الحجة بالحجة والكلمة بالكلمة كانت ( معظم ) تلك المقالات ذات صبغة عمومية بجهة تفعيل نظرية المؤامرة .

إن الذين دافعوا عن السيد يونادم كنا لم يخرجوا من قوقعة الهجوم المقابل وفق النظرية التي تقول أفضل دفاع هو الهجوم المعاكس . فكان المنافحون عن رابي يونادم يضعون خصومهم او معارضيهم في دائرة الأتهام باعتبارهم يرومون النيل من تنظيم الحركة ومن رئيسها او سكرتيرها الأول يونادم كنا ليس إلا  .

 أي ان لغة التشكيك بأية مبادرة نقدية باتت هي سيدة الموقف وكانت طاغية على خطاب المنافحين  .

لم تلجأ تلك الكتابات الى تحليل وتفكيك تلك الأعتراضات والرد عليها بحجج واقعية موضوعية بعيداً عن دائرة المؤامرة وما يروج عن تمزيق وحدة الأمة وهذه افتراضات ايدولوجية تطلقها الأحزاب الشمولية منها القومية وأخرى دينية ، والتي ترى في خطابها الصراط المستقيم ، وتبخس الآخرين لانهم ببساطة يعملون على تشظي مكوناة الأمة . 

 حيث وصفوا الذين كتبوا عن تصريحات السيد يونادم  وكأنهم مناوئين للحركة الديمقراطية الآشورية ويرومون النيل منها بقصد إضعافها . وهذه فرضية غالباً ما تطلقها الأحزاب التي تسعى الى أدلجة الناس وتؤطرهم لترديد وتكرار ما يردده القائد . ولا اعتقد بوجود ارضية  لهذا التصور او ان  فرداً  من ابناء شعبنا إن كان من الكلــــــــدانيين  او السريان يريد ان تزول الحركة وتختفي من الساحة السياسية العراقية ، فأنا شخصياً من منتقدي الحركة ولكن هذا لا يعني انني اريد ان تختفي هذه الحركة من الوجود او ان يصيبها مكروه .

 وبنظري ان الكتابات المنافحة عن رابي يونادم تميزت بالكمية على حساب الكيفية او النوعية ، مع بعض الأستثناءات والتي سأشير الى احداها بعد قليل .وأنا اتساءل عن هذا الكم الكبير في الدفاع عن رابي يونادم ، وأنا متفق مع الجميع انه لا يجوز ان نخدش مشاعر أي شخصية من ابناء شعبنا مهما كان توجهه السياسي او القومي وحتى لو كنا على خلاف سياسي معه ، ولكن هنا يطفو  سؤال على السطح  ويفرض نفسه :

 لماذا تخدشون كل يوم مشاعرنا نحن الكلدانيين وتحاربوننا في فرض تعتيم إعلامي متعمد لسبب واحد وهو لأننا نعبّر عن ايماننا الراسخ بقوميتنا الكلدانيـــــــة ؟ وكل يوم يهل علينا كاتب آشوري بآياته وتحليلاته حول الوحدة القومية ويدعو الى التجانس القومي الذي يريد به إلغاء الآخرين وتهميشهم وتبخيسهم ، ثم لا يلبث آخر ان يركب نفس المركب فيتحفنا بتنظيراته الفلسفية العقيمة السقيمة ليقول ان مذهبه كلداني وقوميته آشورية ، وهو لا يريد ان يعترف بأنه ناكر لقوميته الكلدانيـــــة، كل يوم نتعرض لمثل هذه الأستفزازات الرخيصة ، بالأمس كانت من قبل حكم صدام واليوم من قبل الأحزاب الآشورية ، الا ينبغي عليكم ان تفكروا يوما باحترام مشاعر ومعتقدات غيركم ؟ وأتساءل دائماً هل شعبنا الكلداني كان سبب تهجيركم  من اورمي

وسلامس ومنطقة حكاري ؟ حقاً إن المرء لا يمكن ان تأخذ الدهشة منه كل مأخذ حينما ينظر الى هذه التناقضات والأفتراضات التي يطرحها اخوة لنا حيث ندخل معهم تحت مظلة الشعب الواحد .

اعود الى عنوان المقال فأقول ينبغي ألا نسكت عما يبدر من هذه المنظمة او غيرها فيما نعتبره من الأخطاء بحق شعبنا ، فأنا أرى الحكم الذاتي في صالح شعبنا وإن وقفت الحركة ضد هذا المطلب أرى في ذلك خطل كبير ، وإن كانت الحركة تريد تبخيس هذا المطلب او لا تؤمن به فلا يتعين على سكرتيرها رابي يونادم ان يصف الآخرين ممن يؤيدون الحكم الذاتي بأنهم مأجورين أو غير ذلك من التهم .

لا بد من الأعتراف بأن بعض ردود الفعل على تصريحات السيد كنا تميزت بالشدة والسرعة وبتعقيد الأمور بدلاً من حلها ، وباعتقادي لم يكن توقيتاً مناسباً في نشر الغسيل لأمور قد مضى عليها الزمن ، وفي كل الأحوال علينا ان نميل الى دائرة العقل والهدوء بدلا من ردود الفعل التي يشوبها التسرع .

 لقد عدلت عن ذكر الأسماء في هذا المقال لكن رأيت من باب الأنصاف والواقعية بحتمية الأقرار  بان المقال الذي نشره فريدون خوشابا ، على موقع عنكاوا كان واحداً من المقالات التي تميزت بالواقعية والموضوعية وهو يدعو الى مجابهة حقيقية لما يكتب وعدم التهرب من ذلك ، فهو يقول : :   (( نشر الصحفي جميل روفائيل في موقع عينكاوا والذي كان حتى الامس احد أصدقاء حركتنا الديمقراطية الآشورية وثيقة تؤكد ارتباط سكرتيرنا العام الرفيق يونادم يوسف كنا بمخابرات النظام السابق ورداً على  إتهام له من قبل رفيقنا السكرتير العام كونه احد المأجورين لجهات تعمل بالضد من طموحات شعبنا ,  ومن الطبيعي جداً أن يكون لحركتنا موقفاً رسمياً من هذه الاتهامات الخطيرة وعلينا جميعاً أن نكون بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا في كشف حقيقة ما يجرى وراء الكواليس ...)

 ويضيف فريدون خوشابا .. لتأكيد براءة رفيقنا والتي تهمنا جميعاً يجب على جميع الرفاق وبالاخص الكادر المتقدم تحمل المسؤولية التاريخية في اثبات صحة كون رفيقنا بريء من التهم التي وجهها اليه الصحفي جميل روفائيل , ولاثبات صحة الموضوع وعدم تركه لمقالة تكتب هنا أو هناك رداً على جميل روفائيل والذي لا يزيد غير الطين بلة في التشرذم ودق اسفين التفرقة بين صفوف شعبنا , لذا يتحتم علينا اتخاذ الاجراء اللازم الذي يتكفل بكشف الحقيقة كاملة وكفانا مشياً معصوبي الاعين والسير في طريق العميان وراء دليل لا نعرف الوجة التي يقودنا اليها ... )) انتهى الأقتباس .

 وهنالك مقالات أخرى بهذا المعنى  تعني بالتصدي للموضوع بجرأة وعدم اتخاذ موقف النعامة للتهرب من رؤية الواقع والحقيقة.

إن النقد البناء هو عنوان المجتمع المتحرك باعتباره سر الديمومة ، وما احوجنا الى فتح النوافذ امام شعاع النقد لكي تضئ اغوارنا التائهة في التمترسات عبر الكهوف المظلمة لمنطق أحادية الرأي ، برأيي ان السجالات الفكرية والثقافية البناءة هي المنعطف الذي يؤدي بنا الى الحقيقة او الأقتراب منها على الأقل .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها