بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


كلام صريح عن اكيتو والمجلس الشعبي .. والزوعا 

080427

 قيل كلام كثير لزملاء عن احتفالية الحركة الديمقراطية الآشورية في دهوك ، وما كتبه الزملاء الأعزاء الموالين لزوعا يزعمون ان فضائية عشتار كانت مقصرة حينما احجمت عن نقل وقائع المسيرة وهم يعتبرونه حدثاً  يخص تنظيماً سياسياً لشعبنا ، وكان ينبغي على قناة عشتار ان تشير الى هذه الفعالية بشكل من الأشكال ولحد الآن الكلام منطقي لا جدال حوله .

اما إدارة قناة فضائية عشتار فترى في هذه المسيرة خروج على الخط العام المقرر سلفاً بعدم إقامة الأحتفالات احتراماً وتشريفاً لاستشهاد المطران الكلداني فرج رحو والأحتفال كان خروجاً على المجموع  . النقطة الأخرى التي اثيرت في هذا الجدل هو موضوع فصل عدد من العاملين من وظائفهم في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري بسبب اشتراكهم في هذا الأحتفال ، وفي هذا المقام برأيي الشخصي ان هذا الأجراء كان يجب ان لا  يتخذ بحق هؤلاء فلا يجوز ان نعاقب عائلة الموظف بسبب خطأ ارتكبه هو ، وفي كل الأحوال ان اشتراك الموظف في هذه المسيرة بصورة شخصية لا يشكل أمراً خطيراً او إثماً يعاقب عليه .

وبخصوص المسيرة في دهوك فأقول عن الخطاب الذي اعلنته الحركة ان المسيرة الأحتفالية التي نظمتها الحركة الديمقراطية الآشورية في دهوك بمناسبة ( اكيتو) عيد رأس السنة البابلية الكلدانية  وبموجب القرارات السياسية الحزبية وبقليل من تزوير التاريخ وبقدرة قادر أمسى اكيتو  رأس السنة الآشورية ( حصرياً ) شكلاً  ومضمونا وصافي وخالي من كل شوائب فألف مبروك بهذا الأنتصار الجديد على الأعداء الذين يتآمرون على ( الأمثا ) .

مبدئياً اقيّم ما تنهض به قناة عشتار الفضائية لما تقدمه من خدمات جليلة في تسليط الأضواء على مدننا وقرانا وعلى بعض جوانب حضارتنا ، هذا التقدير والتقييم ، لا يقف حائلاً دون توجيه النقد البناء واتخاذ جملة تحفظات على إداء القناة ، وأرى ان النقد يصحح والتزلف يفسد والسكوت في هذه الحالة افضل من عملية كيل المديح  .

وعودة للزملاء الموالين للحركة الديمقراطية الآشورية حينما ثاروا على موقف قناة عشتار  فأهمس بآذانهم بكل هدوء : ان راجعوا انفسكم ومواقفكم من الآخرين ايها الزملاء . وأرجو مقدماً ان لا يستعجل الأخوة مؤازري الحركة باتهامي بالعمالة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، فليس لي أية صلة تنظيمية بهذا المجلس مع احترامي لمنتسبيه ولطروحاته .

 فأنا أسال الأخوة من الحركة الديمقراطية الأشورية الذين أكن لهم الأحترام أيضاً . الا يجدر بمن يطالب الآخر بالحيادية  والشفافية والأنصاف ان يتسم هو اولاً  بتلك السمات قبل ان يطالب بها الآخرين ؟

الحركة الديمقراطية الآشورية تتغنى بتاريخها النضالي ونحن نقدر هذا التاريخ ، ويغريها ما تشاهده من اعداد المحتفلين المنقولين الى منطقة الأحتفال  من المناطق الأخرى كما فعلت في القوش مع أبناء شعبنا في بعض مناسباتها .  فهل هذا التاريخ وهذا الأشتراك  تبرر ما تقوم به الحركة من كبت أنفاس الآخرين ؟

 إنها تفتح جناحيها وتطالب الجميع الأنضواء تحت لوائها والويل والثبور لمن يخالفها ، تسلط عليه سهام التخوين والعمالة وتمزيق الأمة .. فالأمان والأخلاص والوفاء لشعبنا مختزل فقط بفسطاط  الحركة الديمقراطية الآشورية وخارج  فسطاطها يسكنه الأعداء والخونة .

متى كانت قناة آشور الفضائية تنشد الحيادية والشفافية بين أبناء شعبنا ؟ ومتى كانت منصفة بحق الآخر ، (( ملاحظة  : الآخر هنا اقصد الكلدانيين والسريان فحسب ، فالحركة منصفة مع كل مكوناة الشعب العراقي باستثناء الكلدانيين والسريان التي تلغي اسمهم من كوكب الأرض )) . كانت هذه الحركة تقسم شعبنا الى فسطاطين ، الموالين للحركة وهم الأوفياء المناضلين ، والمختلفين فكرياً او المعارضين هم خونة أشرار ، إنه هاجس الخوف من الآخر الموجود خارج شرنقة الزوعا ولا أجد مبرراً منطقياً له  .

سأقرأ لكم غيض من فيض ما كانت تسطره اقلامكم الشفافة الصادقة النبيلة النزيهة اقلام المخلصين ( للأمثا ) وللزوعا  يكتب احدهم  : من .. ؟ الى .. ؟ :

إن شعبنا بحاجة ماسة الى المطارق القوية هذه الأيام لأن الأقزام كثروا ولا سبيل لمحاربتهم إلا بواسطة الأقلام المطرقة إذ انهم لا يفوقون من سباتهم المظلم إلا بالطرق على رؤوسهم .. الخ .

اليس هذا إرهاب لفظي ؟ لقد تعرضنا نحن المساكين لهذا الأرهاب  جريرتنا اننا اوفياء لتاريخنا وتراثنا وقوميتنا الكلدانية ، . الا تعترفون بحقوق الأنسان والأقليات ؟ ونحن السنا كباقي البشر ومن حقنا ان يكون لنا حرية الأنتماء كما لكم هذه الحرية ؟ بتقديري ايها الأصدقاء إن من يمارس الكراهية والرفض المجاني للآخر رغم ادعائه الثقافة فتلك المثالب اعتبرها من الخطايا التي لا تغتفر .

 لقد كان على منبر عنكاوا الحر تصلنا سهام التجريح والقدح والتشفي بشكل مقزز من اخوان لنا يدعون اننا شعب واحد ، ولا اريد الرجوع اليها ، لكننا نريد ان نطوي تلك الصفحات المؤلمة التي يمكن وصفها بأنها صفحات للأرهاب الفكري ، ونأمل ان نفتح صفحات جديدة من المصداقية والندية والشفافية والمحبة للوقت الراهن وللمستقبل .

، لقد كانت قناة آشور قناة حزبية لا تخرج عن خطاب الحركة ، ولا مكان لمن يلمح ولو من بعيد الى معارضة الحركة ، وإن هذه النظرة الأنطوائية لا زالت تفعل فعلتها في مواقع الأنترنيت التي تتبنى الفكر السياسي للحركة ، فأبوابها مشرعة امام من يغازل فكر الحركة الديمقراطية الأشورية  وهي موصدة بوجه  لمن يلمح لنقد هذه الحركة ، حتى موقع القوش نت المتأثر بفكر الحركة الديمقراطية الأشورية رغم انه اسمه القوش ، لا يقبل ان ينشر لكتاب ألاقشة أصلاء لأنهم احياناً ينتقدون خطاب زوعا في مساءل معينة  .

 الحركة الديمقراطية الآشورية تتفرغ للمناكفة مع الجميع لان لها أقدمية في التاريخ على الجميع فعلى الجميع السجود لها ليلاً ونهاراً ، ونقول الأشعار والمعلقات في كيل المديح لها ، وعلينا ان لانفكر بعد الآن ( لا تفكر فلها مدبر ) بعد ان وضعت الحركة برنامج عمل لنا جميعاً . يؤسفني ان أقول ان هذا تفكير شمولي لا يتناسب مع حزب يدعي الديمقراطية والعلمانية والليبرالية .

 تريد الحركة ان يحترم الآخرون رأيها وان يكون لها حرية ، ولكنها هي نفسها لا تحترم حرية الأخرين ولا تمنحهم هذه الحرية التي تطلبها لنفسها  . لقد كانت الحركة ببساطة تسعى الى إرهاب  من لا يواكبها في طروحاتها ، إنها تدعو الآخرين الى فتح نوافذ الحرية ولكنها قد اوصدت كل تلك النوافذ بوجه الآخرين .

 لقد كانت نصيحتنا للأخوة في  الحركة الديمقراطية الآشورية هي فتح تلك النوافذ لكن دون جدوى ، ارى مخلصاً في خطاب الحركة ان تنبذ  لغة الشطب والمحو لكي لا يلجأ الآخرون الى شطبها ومحوها  .

 اقول للآخوة الذين  يشعرون بمرارة لأن قناة عشتار لم تصور نشاطهم ، فاسألوا انفسكم مرة عن مواقفكم تجاه الآخرين ، يا أخوان :

 ما أكثر الدروس والعبر لكن العبرة ليست في كثرة العبر ، فالعبرة المفيدة تكمن فقط في التعلم منها .

 على الأكثر ستهملون نشر هذا المقال وأرجو ان تراجعوا سلة مهملاتكم كم مقالة اهملتم لكتاب شعبنا لأنها لا تصب في خانة التغزل بمواقفكم .

 برأيي ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري الذي يعتبر من المنظمات الفتية لشعبنا قد شق طريقه الى قلوب ابناء شعبنا وحجز له مكانة مميزة لشعاراته المطالبة بحقوق شعبنا وما يقدمه من مكاسب مادية لشرائح  كبيرة من ابناء هذا الشعب في هذا الوقت العصيب ، وإن اعترت سيرورة المجلس اخطاء في بعض المواقف ، فالأمر طبيعي لان من لا يخطأ لا يعمل .

 وبرأيي المتواضع إن تخطى هذا التنظيم أسطورة تأليه الآشورية على حساب الآخرين ، فسيكون له موقف معتدل من مكوناة شعبنا وسيحظى بمكانة محترمة مقبولة من ابناء شعبنا .

 وانا هنا أقدّر الأعمال التي ينهض بها المجلس الشعبي .. ومع هذا فإني اقف على مسافة واحدة من كل تنظيمات شعبنا إن كانت كلدانية او سريانية او آشورية برغم ان قوميتي كلدانية ، وأنا أؤمن بأننا شعبنا واحد وإن مسألة تنافرنا في شأن الأسماء اوجدها وزرعها الفكر الكلياني الذي يلغي الآخرين .

وأقول للزملاء الأعزاء المناصرين للحركة الديمقراطية الآشورية ان يكونوا اكثر انفتاحاً وقبولاً للرأي الآخر فالغرور لا يأتي بنتيجة ، هناك احزاب شمولية كان يسير وراءها الملايين والأمثلة كثيرة لكن في نهاية المطاف استفلست واصبحت اثراً بعد عين.

 إن منح مؤسساتنا مساحة كبيرة لحرية الآخر ليس خياراً إنما هو ضرورة حتمية لبناء جيل ناهض يؤمن بمبدأ الحرية الفكرية . تحياتي وتقديري للحركة الديمقراطية الآشورية وللمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري وللحزب الديمقراطي الكلداني وللحزب الوطني الآشوري ولكل تنظيمات شعبنا  وأرجو ان يكونوا اكثر قبولاً للآخر وطروحاته لا سيما الأحزاب الآشورية التي تعاني من هذا الداء .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها