بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

habeebtomi@yahoo.com


عيد سعيد يا مليار مسلم 

071014

عيد سعيد لكل المسلمين في انحاء المعمورة ، وبعد ان شاهدنا عبر الفضائيات العربية موائد ومراسيم الفطور حينما يتحلق أفراد العائلة حول المائدة بعد إطلاق المدفع معلناً موعد الفطور ، انها حالة إيماينة أنسانية لمراجعة النفس وفتح نوافذ المحبة والتسامح بين البشر جميعاً ، والعادات الأجتماعية والشعائر الدينية تتيحان للأطلاع ومعرفة ثقافات الشعوب ومعرفة الأديان بما فيها الدين الأسلامي من اتباع هذه الديانات الأخرى  .

كان نبي الأسلام بمفهوم العصر الحديث إنسان واقعي ويدعو الناس ويرشدهم الى الهداية .

(( لم يرسلني الله لصنع العجائب والخوارق وإنما أرسلني للأرشاد والهداية )) .

(( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك . إن أتبع إلا ما يوحي إليّ . قل هل يستوي الأعمى والبصير ! أفلا تتفكرون : الأنعام 50 )) .

( سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً )) . ( .. إنما أنا بشر مثلكم يوحي أليّ أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا اليه ) .

وما يلخص صفات نبي الأسلام محمد بن عبدالله في مرحلة الشباب عبر التقليد الأسلامي :

 كان نقي القلب ، كريم النسب ، محبوباً من كل من حوله ، كان يتمتع بخلق دمث لطيف وعذب . وقد جعله يتمه وحرمانه في طفولته حساساً اتجاه آلام الناس في جميع أشكالها ، فكان مستعداً دائماً لمساعدة الآخرين لاسيما ( الفقراء والضعفاء ) . وقد أكسبته أمانته وإحساسه بالواجب وإخلاصه ووفاؤه مع نموه في العمر ، لقبين شهيرين عظيمين يغبطه الناس عليهما وهما " الصادق والأمين " ( د. هوستن سميث : أديان العالم 486 ) .

عزيزي المسلم عيد سعيد وكل عام وانتم بخير ، وبعد قراءة هذه المقدمة فإن الصراحة تجبرنا الى الكتابة بما يقترفه المسلمون بعد 14 قرن من انبعاث الدين الأسلامي بحق ناس ضعفاء لا حول لهم ولا قوة ، ولا نريد الأسهاب في هذا الموضوع سوى اشارت خاطفة منها :

ــ يوم 30 / 9 / 2007 وجدت جثتي الأخوين ابراهيم سهاك سركيس البالغ من 70 سنة وأخيه اوانيس سهاك عمره 64 سنة وهما مخنوقين بسلك قاطع ومقطوعي الأطراف وممثل بجثثهم .

ــ اغتيل الشهيد سمير اسطيفان ميخا دودا يوم 3/ 10 / ‏2007‏‏ م .

ــ اغتيل الشهيد فرنسواسحق في بغداد بتاريخ 7 / 10 / 2007 م .

ــ اختطف الشهيد بسام يوسف الياس (( الخادم )) ( نعم الخادم ) في كنيسة الطاهرة بالموصل بعد تأديته الخدمة الكنسية ، ووجدت جثته الطاهرة مرمية في احد أحياء الموصل .

ــ استشهد المواطن المسيحي ميسر منصور حنا من كرمليس على يد مجموعة أرهابية لأنه لم يدفع لهم مبلغ 50000 دولار لقاء الأفراج عنه .

ــ في لندن أدين 6 أصوليين بتهم تتعلق بإنشاء معسكرات تدريب الأسلاميين في بريطانيا ، وقالت مصادر المحكمة ان المحلفين استمعوا الى محادثة سرية بين حميد وأبو عبدالله القبرصي يتحدثان فيها عن تفجيرات لندن وعدد الضحايا الذين وصفهم حميد وعددهم 52 قتيلاً ، بأنهم لا يمثلون وجبة إفطار بالنسبة له . ( الشرق الأوسط في 12 / 10 / 2007 ) .

اختطف بتاريخ 13 / 10 / 2007 اثنان من القاوسة السريان في الموصل وهما الأب بيوس عفاص والأب مازن أيشوع حيث كانا في طريقهما الى الكنيسة لأقامة القداس .

لا أدري كيف نفسر تلك الخصال العظيمة لنبي الأسلام محمد بن عبدالله وبين تلك الأعمال الأرهابية بحق اناس ضعفاء لا حول لهم ولا قوة .

 علينا ان نعترف ان المسلمين لا يمكن ومن المستحيل ان يقبلوا بتلك الأعمال الأجرامية بحق اناس لم يرتكبوا أي ذنب . ولكن من جانب آخر علينا ان نقر بأن كل مرتكبي هذه الجرائم هم مسلمون .

 إن رأيي المتواضع ان المسلمين في الدول العربية وفي العالم أجمع عليهم ألا يدرسوا في مدارسهم الدين الأسلامي للأطفال ، إنما عليهم ان يدرسوا درس يشمل كل الأديان ( المسيحية واليهودية والأسلام والكونفوشية والبوذية والهندوسية والطاوية .. ) ، لكي يعرف المسلمون ماذا تحتوي الأديان الأخرى ؟ ماهي الفضائل التي تنشرها تلك الكتب المقدسة وهي تكتب عن المساواة والعدالة الأنسانية والمحبة والأخوة والسلام والتسامح بين أبناء الجنس البشري دون تمييز . انهم سيقرأون :

الهندوسية :

 من عمق مبادئها استلهم أفكاره الأنسان العظيم مهاتما غاندي ، لقد لقّب هذا الأنسان البسيط بأنه "  الناطق باسم ضمير الأنسانية " .

يفتتح الكاهن الهندوسي صلاته في المعبد بهذا الدعاء :

يا رب ! اغفر لي ثلاثة خطايا ناجمة عن حدودي البشرية .

إنك في كل مكان لكني اعبدك هنا .

إنك من غير شكل ولا جسم ، ولكني اعبدك في هذه الأشكال .

إنك لا تحتاج الى الثناء والمديح ولكني أقدم لك هذه الصلوات والتحيات .

 ربّ ! اغفر لي ثلاثة خطايا ناجمة عن حدودي البشرية .

إن الهندوسية شاركت الزردشتيين والبوذيين والمسلمين والسيخ والمسيحيين في أرضها لقرون متعاقبة وعن قناعتها أن الأديان الكبرى المتنوعة بدائل وطرق متساوية نسبياً نحو الله الواحد .

لقد اعلنت نصوص الفيدا منذ قديم الزمان عن القناعة الهندوسية بأن :

الأديان المتنوعة ليست إلا لغات مختلفة كلّم الله بها قلب الأنسان .

 البوذية :

والبوذية نسبة الى بوذا الذي هزت رسالته الهند وألهبتها صار الملوك ينحنون أمامه والناس يأتونه ، ومع هذا كان يُرى حاملاً طاس التسول بيده . إنه الحكيم الصامت وهو القديس الثائر ، إنه يدعو كل فرد الى الأستنارة في سرية وصمت :

لذا ، يا آناندا ، كن مصباحاً منيراً لنفسك . كن ملجأ ً لنفسك ، لا تلجأ لأي ملجأ خارج ذاتك ، تمسك بالحقيقة ، بشكل وثيق كمصباح منير ، تمسك واعتصم بالحقيقة كملجأ ، اعمل بجهد واجتهاد لأجل خلاص نفسك بنفسك .

وهناك نصوص بوذية تنطبق ومفهوم الألوهية نقرأ :

 النيرفانا دائمة أبدية ، لاتفنى ، لا تتحرك ، لا زمن لها ( بلا بداية ولا نهاية ) بلا موت ، غير مولودة ، غير متحولة وغير متغيرة ، النيرفانا قوة ، ونعمة وسعادة والملاذ الآمن ، والملجأ ، وموضع الأمان المنيع ، إنها الحق الحقيقي ، والحقيقة الأعلى والأسمى ، إنها الخير المحض ، والهدف الأسمى ، والأكتمال الأوحد لحياتنا ، إنها السلام الأزلي ، الباطني غير قابل للأستيعاب .

 الكونفوشية :

الكونفوشية من معلمها الأول كونفوشيوس ومن اقواله :

اكثر الناس نبلاً هم من يطبقون على انفسهم ما يعظون بهم الآخرين به ، ثم يعظون الآخرين بما طبقوه على انفسهم ، وهو يقول :

 الهجمات المتبادلة بين الولايات ، السلب والنهب المتبادل بين البيوت ، والأصابات المتبادلة بين الأفراد ، هذه أحد اهم الكوارث الرئيسية في العالم . ويقول

إذا كان هناك بر واستقامة في القلب ، فسيكون هناك جمال في الأخلاق .

إذا كان هناك جمال في الأخلاق ، فسيكون هناك انسجام في البيت .

إذا كان هناك انسجام في البيت ، سيكون هناك نظام في الأمة .

إذا كان هناك نظام في الأمة ، سيكون هناك سلام في العالم .

 الطاوية :

اما الطاوية وهي من ديانات الشرق الأقصى ونشأت بواسطة رجل يدعى لاو تسو ، وهذه الديانة تتجنب العدوانية والقسوة :

إن من يريد ان يرشد زعيماً للناس عن فوائد الحياة

فإنه يحذره من استخدام الأسلحة لأجل الغزو

حتى افضل الأسلحة وأرفعها ، ما هي إلا أدوات للشيطان ( الشر ) :

إن الأسلحة أدوات العنف ،

 كل الرجال المحترمين المهذبين يبغضونها

يتجنبها الرجل المحترم المهذب

إلا في الضرورات القصوى ...

إن السلام أعلى القيم ..

إنه يدخل المعركة ببطء ووقار ،

مملوء بالحزن والشفقة العظيمة وكأنه يحضر تشييع جنازة .

 وعن البساطة والأنفتاح والحكمة في الطاوية نقرأ :

هناك كائن ، رائع وكامل ،

وجد قبل السماء والأرض

 كم هو هادئ ؟

وكم هو روحي ؟

يبقى وحيداً لا يتغير .

يوجد قريباً وبعيداً ، هنا وهناك ، ومع هذا لا يعاني من هذا التواجد

يلف كل شئ بحبه كثوب يغطي كل شئ ،

ومع ذلك فلا يدعي شرفاً او مقاماً ، ولا يطلب ان يكون سيداً

إنا لا اعرف اسمه ، ولذلك اسميه " طاو Tao " الطريق ، وأبتهج بقوته .

 اليهودية :

إن الحضارات والأديان السماوية متأثرة بقوة بالديانة اليهودية .

منبع الأعتقاد اليهودي " اسمع يا اسرائيل : الرب إلهُنا رب واحد " تثنية 6 : 4 ، في الدوامة الهائلة للتاريخ بين بناء الأهرامات وحضارات بابل وسومر وأكد ، كان العبرانيون قبائل مهملة تائهة يتنقلون في الصحراء العربية ، وكان لهم شأن ضئيل امام القوى العظمى في تلك الأزمنة . لكن في تمسكهم بمشروع الأله الواحد اصبح لهم شأن ديني وأخلاقي مهم في التاريخ .

 تتضمن الشريعة التوراتية قيود حكيمة التي تجعل من البشر أحراراً . يتضمن الكتاب المقدس على الوصايا التي تنظم سلوك الأنسان . منها أربع مبادئ أخلاقية من الوصايا العشر . لقد تبنت المسيحية والأسلام هذه الوصايا العشر ، وأصبحت تشكل الأساس الأخلاقي لمعظم العالم الغربي والشرقي .

" أنا هو الرب قد دعوتك بالبر . أمسكت بيدك وحافظت عليك وجعلتك عهداً للشعب ونوراً للأمم ، لتفتح عيون العمي ، وتطلق سراح المأسورين في السجن ، وتحرر الجالسين في ظلمة الحبس " إشعيا 42 : 6 ، 7 .

" فيطبعون سيوفهم محاريث ورماحهم مناجل ، ولا ترفع أمة على أمة سيفاً ، ولا يتدربون على الحرب فيما بعد " إشعيا 2 : 4 .

المسيحية :

 من بين الأديان الكبرى المسيحية التي تعتبر من اوسع الأديان انتشاراً ، وتقول بعض الأحصائيات ان هنالك شخص مسيحي من أصل كل ثلاثة أشخاص على وجه كوكبنا . السيد المسيح كان في حياته متواضعاً زاهداً لكن له شخصية كارزمية نافذة . كان ينتقل من مكان الى آخر يعمل الخير ويتكلم ولم يسبق ان تكلم أحد بمثل ما تكلم به السيد المسيح ، لقد كان له كلمات متقدة تحمل نبضاً ووقعاً استثنائياً :

" إن اعثرتك يدك فاقطعها وألقها عنك .. وإن كانت عينك اليمنى فخاً لك فاقلعها وارمها عنك " وعن جمع الثروات يقول السيد المسيح : الجمل الذي أسهل ان يدخل في ثقب أبرة من ان يدخل الغني ملكوت الله . .. والذي يلاحظ القشة في عين أخيه ، لكنه لا يتنبه الخشبة الكبيرة في عينه .

 إن تعاليمي حقة ، ليس لأنها تأتي مني ، ولا حتى لأنها تأتي من الله على لساني وبواسطتي ، ولكن لأن قلوبكم تشهد بأحقيتها وصدقها ، رغم كونها ضد التقاليد والأعراف السائدة . 

إن المسيحيين في كل انحاء كوكبنا يصلون الصلاة الربانية :

 بابان ديلي بشميا

" أبانا الذي في السماوات ، ليتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك ، كما في السماء كذلك على الأرض . أعطنا خبزنا كفافنا اليوم ، واغفر لنا خطايانا ، كما نحن أيضاً نغفر لمن أخطأ الينا ، ولا تدخلنا في التجربة ، لكن نجّنا من الشرير ، لأن لك المُلك والقدرة والمجد الى أبد الأبدين ... أمين " .

الأسلام

ينتمي الأسلام لعائلة الأديان الأبراهيمية ، والكلمة مشتقة من السلم والسلام والمعنى الكلي يعني الأستسلام او التسليم الذي يحصل حينما يسلم المرء نفسه الى الله . وتفيد الروايات الدينية ان محمد بن عبدالله هو خاتم النبيين وهو تحدر من ذرية اسماعيل وهو ابن ابراهيم من جاريته ثم زوجته هاجر ، وإن زوجته الأولى سارة انجبت له ابناً سماه اسحق ، وطبقاً للقران أُخذ اسماعيل ووالدته الى المكان الذي نشأت فيه مدينة مكة فيما بعد ، وذريته تكاثرت وازدهرت وهم المسلمون الأوائل ، فيما عرفت ذرية اسحق الذين بقوا في فلسطين باسم العبرانيين ثم اصبحوا اليهود .

وتقول سورة الفاتحة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين .

 اياك نعبد وأياك نستعين .

اهدنا الصراط المستقيم .

 صراط الذين انعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين .

ويرتكز الدين الأسلامي على خمسة أركان : الشهادة : وهي جملة واحدة " لا إله إلا الله محمد رسول الله .

والركن الثاني هو الصلاة . والركن الثالث هو التصدق والأحسان ( الزكاة ) ، والركن الرابع هو صيام شهر رمضان ، والخامس هو الحج .

 وعن فردية الروح البشرية في الخطاب الأسلامي يقول حسن البصري :

يا ابن آدم ستموت وحدك وستدخل القبر وحدك وستبعث وحدك وستحاسب وحدك . وعن التعاليم الأجتماعية فقد هناك بعض الأمتيازات للذكور : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ..

ونقرأ في في القرأن :

وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ، البقرة : 190  

لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ ، البقرة : 257 .

 إن المسلمين في انحاء المعمورة يلبون الدعاء الى الصلاة :

الله أكبر  الله أكبر   أشهد ان لا إله إلا الله    أشهد ان محمداً رسول الله   حي على الصلاة حيّ على الفلاح

الله أكبر   الله أكبر لا إله إلا الله .

إضافة الى الأديان التاريخية ثمة الأديان البدائية والتي تعرف بالأديان الشفهية لعدم انتشار الكتابة بين معتنقيها او الأديان القبلية لأنحصارها في تجمعات صغيرة .

وأخيراً اقول :

 ان المطلوب من المسلمين الأعتدال وبناء علاقات الندية والأحترام بين من يخالفوهم في الدين ، فالأديان قاطبة تدعو الى التفاهم والتعايش والتسامح ، والأعياد هي فرص لصفاء القلوب والعفو والتصالح ونبذ الكراهية والضغينة من القلوب ، علينا ان نسعي الى مد الجسور بين المسلمين وبين غيرهم من البشر ، إن خاتم النبيين لا يلغي ما قبله من الأنبياء ، إنها أفكار تراكمية لمصلحة البشر وليس العكس  .

 إنه من الأجرام ان يلجأ مسلم لقتل أناس أبرياء بحزام ناسف او سيارة مفخخة بأمل بلوغ جنة غامرة بالممارسات الجنسية مع اعداد غير معقولة من الحور والغلمان ، إن غسل الأدمغة لتوجيه الجريمة بهذا الشكل هو ابشع انواع الأساءة الى الدين الأسلامي .

 وكل عام وانتم بخير وبمحبة مع كل الناس من الأديان الأخرى بما فيهم المسيحيين العراقيين  .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها