بقلم : حبيب تومي / اوسلو

اقرأ المزيد...

 

 

habeebtomi@yahoo.com

070726


الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية 

بعد ان وقفت السياسية عاجزة عن تحقيق لحظة فرح للعراقيين ،  شمّر الرياضيون العراقيون عن سواعدهم ليحققوا نصراً عراقياً بفوزهم على فريق كوريا الجنوبية بالركلات الجزائية الترجيحية . واستطاعوا رسم ابتسامة على الوجوه وإدخال الفرح على قلوب ملايين العراقيين الطافحة بالحزن والخوف والكآبة .

لقد كان فريقاً عراقياً موحداً اصيلاً ، يحمل في جنباته التنوع العراقي ووقف صفاً واحداً لا حدود بين السني والشيعي والعربي والكردي والمسلم والمسيحي ، إنه فريق عراقي وكفاه نسباً وشرفاً  بالهوية العراقية الرائعة  الذي يدخل في نسيجها فسيفساء المجتمع العراقي الجميل .

 ومن الأنتماء العراقي الأصيل كانت الكؤوس تسكب سيولاً نقية صافية من المحبة والوئام والشرف والأخلاص والوطنية العراقية في مدن العراق وشوارعها وأزقتها .

لقد وقفت الحكومة العراقية عاجزة عن تحقيق مثل هذه اللحظة الرائعة للشعب العراقي ، والسبب بسيط وبسيط جداً وهو ان الحكومة العراقية بعكس الفريق الرياضي العراقي  لم تبن هيكلها على اساس الأنتماء العراقي ، إنما كان بنيانها يتكئ على عوارض الأنتماءات المذهبية والطائفية والدينية ، وهكذا بقيت هذه الحكومة تتشبث في مستنقع الفوضى الذي رسمته لنفسها ، وتحاول الخروج منه لكن دون جدوى .

لقد خرج العراقيون من دهوك وسليمانية وأربيل وبغداد والبصرة والعمارة وكل مدن العراق ، نعم إنهم عراقيون والفريق فريق عراقي أصيل ، لقد خرجوا بعاطفة عراقية وعفوية طبيعية وبدوافع اعتزازهم ومحبتهم للعراق ليس إلا  .

لكن هل يسمح للعراقيين للأحتفال بنصرهم وإكمال فرحتهم ؟

 كلا  لأن هنالك اناس  ينتسبون الى الجنس البشري ، ولكن يعتمر في قلوبهم المرض والحقد والكراهية والرذيلة ، ولا يسعدهم ان يكون العراق معافياً وأن يعيش لحظة فرح  ، إذ لا يحق للعراقيين ان يحتفلوا بنصرهم . فكان الأرهاب بالمرصاد حيث فجر سيارة مفخخة بين حشود المحتفلين بهذه المناسية السعيدة  في مدينة المنصور حيث اسفر عن عشرات الأصابات بين شهيد وجريح من الناس البرياء جريرتهم انهم عبروا عن فرحتهم بالخروج الى الشوارع للأحتفال بهذا الأنجاز العراقي الذي جمع كل العراقيين من شماله الى جنوبه الى وسطه .  ثم اعقبها بسيارة ثانية مفخخة بين الجمهور المحتفل  في منطقة الغدير .

إن اصرار العراقيين على الأحتفال رغم عمليات الأرهاب ، فإنهم يعبرون عن سخطهم وإدانتهم لكل انواع الأرهاب والقتل والعنف ،إنهم يدينون كل انواع النعرات والتمايز المذهبي والديني والقومي ،  إن تعليقاتهم على شاشات التلفزة تبين كم ان العراقيين تواقين الى تحقيق الأستقرار في بلادهم  .

إن الحكومة العراقية مع الأسف تقف مكتوفة الأيدي وعاجزة عن الألتحام مع الشعب ، والسبب بسيط وهو ان  الحكومة العراقية مبنية على ركائز طائفية ، فكيف تلجأ الى  قلع نبتة مضرة وهي التي زرعتها بيدها ، وشأنها شأن الطبيب الذييحاول ان  يداوي غيره وهو عليل  .

إن العراقيين الذين وحدتهم الرياضة اليوم  وقبل أشهر وحهدهم الفن حينما فازت شذى العراقية بمسابقة فنية ، يدل على ان العراقيين يحملون بذور المحبة وتوحيد الكلمة ، لكن هناك أيدي خفية تحاول تفرقة صفوف العراقيين ، فهل ينهض الشعب العراقي يوماً ويقول :

لا للتفرقة المذهبية لا للتفرقة الدينية لا للتفرقة القومية ؟

إنها امنية كل عراقي معتدل يحب العراق ، ولا فرق إن كان من السنة او الشيعة اومن العرب او من الأكراد او مسلم أو مسيحي .

بارك الله بكل من يغرس شتله محبة في تربة العراق .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها