رمانة ام قلوب مليانة؟!

061011

لو تكلم أي مسؤول لبناني او أي سياسي او اعلامي او حتى رجل دين، مثلما تكلم وعبرالدكتور سمير جعجع من حاريصا، ماذا كان سيحدث؟ وكيف ستكون ردة الفعل؟.

لما هبت تلك الاصوات؟ واشرأبت الرؤوس المطأطأة؟ ولعلعت الالسن "الدافئة" وتدفق حبر الاقلام بغزارة من كل حدب وصوب؟...

لم ينطق الدكتور سمير جعجع الا بكل ما هو منطقي وواقعي، واكثر من ذلك لقد قال حقائق ثابتة، ظاهرة للعيان، خجل الآخرون من قولها، وخاف البعض من تبيانها! ومما قاله:

-          نحن المقاومة التي تقوم على الكلمة لا على الرصاصة...

-          نحن المقاومة التي تقوم على حب الوطن لا على الاستهتار به

-          سنبقى نقاوم ما دامت سوريا غير صادقة ولا تعترف بسيادة لبنان، ولا تريد ترسيم الحدود، ولا تريد علاقات دبلوماسية.

-          لن يعود التوازن الى الدولة الا باستعادة رئاسة الجمهورية...

اين التجني والمغالاة والعنصرية التي اتهم بها جعجع؟ اليست هذه حقائق؟ اليست اهداف واحلام كل مواطن لبناني يريد السلام والامن والازدهار لوطنه؟...

وعن "المقاومة الاسلامية" والنصر المزعوم وخطاب السيد حسن نصرالله الأخير، فقد صفقوا وهللوا، ومن اتسمت مواقفه بالعادلة التزم الصمت وعدم التعليق...

اما الدكتور جعجع فقد وضع النقاط على الحروف دون مسايرة او مواربة! وبكل جرأة انتقد التحكم والسيطرة بمنطق الاقوى، والدعاية الكاذبة والاختباء خلف الاوهام والاساطير.. فانبرى وحيدا ليعلن:

 اننا نراهن على منطق التاريخ وهم يراهنون على الاحتفاظ بالسلاح.. وان اكثرية الشعب اللبناني لا تشعر بالانتصار بل تشعر بان هناك كارثة حلت بلبنان. وان الحرب الاخيرة كانت خطأ تاريخيا وتفردا بالقرار وتهميشا لسلطة الحكومة وارادة الشعب...

وعن المقاومة تاريخها ومفاعيلها، اثنى على كل ما قدمته للبنان (ستة الاف شهيد!) اليس من الواجب تكريمهم؟ وتقديس دماءهم التي هدرت لنبقى؟ لنحيا بعزة وكرامة؟

اقل الواجب استذكارهم والانحناء امام عطاءاتهم .

فبئس تلك الاصوات التي قالت عنهم انهم قتلى وليسوا شهداء، وانهم خاضوا حربا عبثية وليست مقاومة، وانهم قتلوا على الجبهات في حروب ومناحرات داخلية...

لهؤلاء مزوروا الحقائق ومزيفوا التاريخ نقول:

من سطر ملاحم البطولة في زحلة واعالي صنين وجرود العاقورة وشكا والكورة

ودير بللا.... هو شهيد بكل معنى الكلمة...

من دحر المحتل السوري في الاشرفية وعين الرمانة والقليعات وعينطورة والمتين هو شهيد

من وقف بوجه الهجمة الفلسطينية- العروبية وصد جحافل الغرباء والمرتزقة، ومن قطع الايادي التي تطاولت على السيادة والاستقلال وتحويل لبنان الى وطن بديل هو شهيد شهيد...

ولهؤلاء ايضا نقول: ان القوات اللبنانية كانت وما زالت تقدم كواكب الشهداء قرابين على مذبح الوطن، وانها اعطت دروسا في المقاومة والشهادة، وقدمت امثولة في التضحية والبسالة! والا لكان مسيحيو هذا الشرق الآن في خبر كان!!.