عذر أقبح من ذنب
060831
الاعتراف بالخطأ
فضيلة... لكن! بعد فوات الأوان وبعد سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، إضافة
إلى الدمار الهائل والخسائر الفادحة التي لحقت بالوطن والمواطن، بعد هذا كله
يصبح الاعتراف بالخطأ خطيئة لا بل خطيئة مميتة!
سماحة السيد
حسن نصر الله، العالم، العلامة، المطّلع، المثقف والواعي دائما لشؤون البلاد
والعباد، الساهر على امن الوطن والشعب... هذا السيد وقع في خطأ تقدير حجم
الرد الإسرائيلي على عملية خطف الجنديين الإسرائيليين!! فكانت النتيجة كارثية
ربما يعادل تسع درجات على مقياس ريختر للهزات الأرضية!.
هذا الهروب من
واقع الهزيمة التي أصبحت نصرا " على الطريقة العروبية" لا يتطلب اعتذارا من
الشعب، ولا اعترافا أمام الإعلام بالخطأ في حجم الرد، ولا الخطب النارية ولا
التطمينات المالية تجدي، كل ما يتطلبه هذا الواقع وهذه الحقيقة التي بدأت
تنجلي مع جلاء غبار المعركة وظهور النتائج العكسية شيئا فشيئا، اعترافا واضحا
وردا مقنعا على جملة من الأسئلة البسيطة التي تراود المواطنين خصوصا
الجنوبيين ونيابة عن هؤلاء ( الأحرار غير الأحرار) نأمل من سماحته وقيادته
ومرجعيته ان يمتلكوا الجرأة ويتفضلوا بالإجابة بكل صراحة ودون مواربة
والتفاف.
- تقولون ان
قرار الحرب على لبنان كان متخذا ونحن فاجأنا الإسرائيلي بالتوقيت...
إذا، انتم من
بدأ الحرب، وقصفتم عشرات القرى والمدن الإسرائيلية بآلاف الصواريخ ثم تقولون
لقد فوجئنا بالرد، ولو قدرنا انه سيكون على هذا النحو لما بدأنا!!
وهل كنتم
تتوقعون أن تمطركم الطائرات بالورود والأرز؟
أم توقعتم
الهدايا من الدبابات؟
أم رسائل الود
والغرام من فوهات المدافع؟!
أم باقات
المعايدة من البوارج؟!
- تقولون إن
عملية اسر الجنديين جاءت لفك اسر سمير القنطار ورفاقه...
وهل سمير
القنطار "قاتل النساء والأطفال" يعادل 1200 قتيل و4000 جريح من الشعب
اللبناني؟ إضافة إلى حوالي 600 قتيل و1000 جريح من عناصر الحزب؟
- تقولون اننا
نرسم صفحات المجد ونسطر ملاحم البطولات، ونبني أجيالا ونصنع التاريخ...
فالقادة
والخطباء والأئمة أصبحوا في الجحور والدهاليز، وصفحات المجد رسمتها رايات
الاستسلام البيضاء التي رفعها مليون نازح جنوبي، والأجيال الصاعدة تسأل:
أين أبي؟ أين
أخي؟ هل استشهدوا فداء لسمير القنطار؟!!
الأيتام يسألون
عن أبنائهم والثكالى يسألن عن أبنائهم، والتاريخ يسأل عن تلك الصفحات
المشرفة؟! فأين جوابكم؟؟؟
" لقد حررنا
سمير القنطار!" يا للسخرية!
- عندما يقوض
الاقتصاد اللبناني نتيجة المغامرات والمؤامرات، وعندما تهدم المنازل والجسور
والمؤسسات والمدارس... هل يصدق الشعب اللبناني ان دولارات طهران ستعيد هذا
كله؟ أم انها دواء مهدئ؟ وعندما يصبح لإيران مفاعلا نوويا أكان للحرب ام
للطاقة هل ستمدنا الشقيقة إيران بالكهرباء؟
هل ستغذي لبنان
بهذه الطاقة؟ طبعا لا.
هل ستقدم لنا بواخر النفط مجانا؟ طبعا لا.
هل ستغدق علينا
البترول والغاز، وكل الموارد التي وهبها اياها الله؟ طبعا لا.
إذا لندع احمدي
نجاد وحده يغرق اليهود في البحر، بالفجر والرعد والخيبر والزلزال والشهاب...
هذه حربه، وهذه مغامرته، وهذه رؤيته.
اما نحن فعلينا
ان نغرق لبنان بالعزة والكرامة والعافية والازدهار...
اليس كذلك يا
سماحة السيد؟
ويبقى السؤال
الأخير، هل حزب الله هو حزب لبناني؟ ان كان جوابكم نعم! اذا كيف تشرح لنا
معاني البيان التأسيسي لهذا الحزب والذي يقول:
( نحن أبناء امة
حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة الدولة
الإسلامية المركزية في العالم... نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل
بالولي الفقيه، وتتجسد حاضرا بالإمام آية الله روح الله الموسوي الخميني قدس
سره ودام ظله، مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة...) ان حزب الله هم
الغالبون –القرآن الكريم-
وهذا السؤال
موجه ايضا الى الحكومة اللبنانية، هل هكذا مبادئ تعطى تصريحا؟ وبموجبه يصبح
حزب الله حزبا لبنانيا؟؟؟
اليس الجيش
السري الايرلندي والجيش الأحمر الياباني، وثوار التاميل في سيرسلنكا وجبهة
البوليساريو في المغرب وجيش المهدي، والبشمركة، والجنجويد وقبائل الهوتو
والزولو والتوتسي... اليست هذه الحركات والتنظيمات اقرب الى النظام والتركيبة
اللبنانية من مبادئ حزب الله؟؟
فلنعطها تصاريح
وتأشيرات دخول! وتساعدنا في تحرير الجنوب... وتساعد حزب الله ايضا بتحرير
القدس وغزة والجولان وتحرير لبنان من اللبنانيين!!. |