سوريا تجدد "العرس الديمقراطي"!
تاريخ
20/5/2007
مهزلة
الانتخاب او التجديد او البيعة او الاستفتاء للرؤساء "الأبديين" في
غالبية الدول العربية، هي مسرحية اكثر من سخرية واعظم من ديكتاتورية
واقوى من استبداد يتحكم بالشعب وآرائه وتوجهاته، ويتحكم ايضا بأحلامه
ونواياه وافكاره... وكل ما هو ظاهري او باطني ! بمعنى ان الشعوب لا تقرر،
لا تختار، لا تنتخب! النتائج محسومة ومعروفة ومقررة سلفا!
متى يخجل
هؤلاء "الرؤساء الى الابد" من هذه السخرية التي يسمونها انتخابات تمثل
الشعب وتعبر عن رأيه وصوته وهدفه؟!
هذه
الاكاذيب لم تعد تنطلي على احد، فالطفل في مهده بات يعلم مسبقا ان الرئيس
السوري بشار الاسد سيحصل على 99,7 او 99,8 % من اصوات الناخبين!! تماما
مثلما كان الجنين في احشاء امه يعلم سلفا ان الرئيس الراحل حافظ الاسد
كان يحظى في كل " عرس ديموقراطي" على 99,9 من اصوات الشعب السوري! وهذا
ما كان يعلنه ويؤكده وزير الداخلية بعيد الانتهاء من عملية فرز الاصوات!
او بالاحرى قبل الانتهاء من هذه (العملية – العلمية)!
في الحقيقة
وصلت نسبة المقترعين في الانتخابات التشريعية التي جرت في سوريا بتاريخ
23-4-2007 الى 5 او 6% على ابعد تقدير! وذلك حسب التقارير التي وصلت الى
الوكالات الاجنبية والمواقع الالكترونية السورية في الخارج، والى عدد
كبير من الناشطين واركان المعارضة التي تتابع فصول هذه المسرحية عن قرب
وعن كثب!
وعلى هذا
النحو وهذا " المبدأ الديموقراطي" ستجري في السابع والعشرين من هذا الشهر
عملية التجديد " بالروح والدم" للامبراطور الرئيس بشار الاسد !! وعند
اعلان النتائج سيطل وزير الداخلية السورية ويعلن (حسب اعتقادي واعتقاد
الكثيرين) " ان فخامة الرئيس الاسد فاز بولاية جديدة! وبعدد من الاصوات
بلغ 97 او 98 % وليس 99,9 % لماذا؟؟
لانه بهذه
النتيجة تظهر سوريا " وجهها الحضاري" للعالم وتعلن ان المرشحين المنافسين
وهم ثلاثة او اربعة حصلوا على 2 او 3% من اصوات الشعب!! وهكذا ينتهي عرس
آخر من افراح الديموقراطية يشبه الى حد كبير عرس " ساركوزي" ! نعم ، ولما
لا؟!
فهل النظام
في فرنسا يختلف كثيرا عن النظام في سوريا؟!
وهل في
فرنسا حرية واستقلالية اكثر مما في سوريا؟!
وهل حزب
اليمين الديغولي منفتح ومتحرر اكثر من حزب البعث العربي السوري؟!!
هذه
الاضحوكة الانتخابية التي تتوالى منذ زمن في سوريا وليبيا والعراق واليمن
والسودان وحتى في مصر وتونس والجزائر... ما هي الا مسرحية فكاهية تتجدد
كل ست او سبع سنوات الى ان يلاقي الرئيس – القيصر وجه ربه راضيا مرضيا!
ان الدول
الاكثر فقرا وتخلفا في العالم مثل بنغلادش والصومال ورواندا والكونغو
وروديسيا... هذه الدول تهزأ " بالاعراس الديموقراطية" التي تجري في
العالم العربي! وهذه الدول وانظمتها تتقدم الدول العربية المسماة آنفا
باشواط واشواط من الحرية والديموقراطية والنزاهة والمصداقية رغم بؤسها
وبعدها عن العالم المتمدن والمتطور! ورغم افتقارها الى ادنى مقومات
الحياة!
يبقى الفارق
الوحيد او الاستنتاج الوحيد ان بعض الدول العربية وعلى رأسهم سوريا تفتقر
الى ادنى مقومات الانسانية والحرية والكرامة والاحترام والتواصل مع
شعوبها وآرائهم وتطلعاتهم..!! |