الإحتفال بالـ...وهم
كتبها فارس خشّان
الأربعاء, 21 نوفمبر 2012
سنة جديدة، تحل علينا ذكرى الإستقلال من دون ...استقلال!
سنة جديدة، تشهد واحدة من ساحاتنا إستعراضا عسكريا لقواتنا المسلحة، التي
لا تخيف ...مسلّحا!
سنة جديدة، تتزاحم الكلمات في خطاب رئيس الجمهورية الذي يتحكّم غيره
بالجمهورية!
سنة جديدة، تصدح الحناجر بأناشيد الوطن لتشيد بكل ما هو مفقود ومخطوف
ومقتول ومهان ومهمل!
حدودنا، جبهة متقدمة للجمهورية الإسلامية في إيران!
فضاؤنا مسرح عمليات لطائرات تل ابيب المحصنة وممر لطائرات إيران المتجسسة!
رجالاتنا وقود لنيران الإغتيالات المتفلتة!
سلطاتنا صنيعة ميليشيا متألهّة!
إستقرارنا إسترضاء لكل من يُرهبنا!
إقتصادنا ضحية استقلال المُهدِد والمزوِّر والمُهرِّب والمُستحكِم!
دستورنا سطور محمية يملأها من يشاء بما يشاء!
حوارنا ضحك على الذقون!
تواقيعنا غبار في عاصفة!
سنة جديدة ، نُحيي ذكرى استقلالنا عن الوصاية الفرنسية، ونحن نتنقّل من
وصاية مصرية، إلى وصاية فلسطينية، إلى وصاية إسرائيلية، إلى وصاية سورية
وإلى وصاية إيرانية!
سنة جديدة، نصرف المال ونتكبد العناء، لنحتفل بخروجنا من وصاية ما اغتالتنا
وما دمرتنا وما أفقرتنا، فيما نحن نغرق بوصايات لم تترك في اقتصادنا خيرا،
ولا في رجالنا عافية ولا في كينونتنا كرامة، ولا في مؤسساتنا هالة!
كلماتنا كاريكاتور مواقف. مؤسساتنا ديكور دولة. رجالاتنا مجرد قصاصات ورق.
سنة جديدة، ثمة من يدعونا الى الإحتفال بوهم ليتستر على الحقيقة!
الدولة وهم. الدويلة حقيقة.
القضاء وهم. المجرمون حقيقة.
المصلحة الوطنية وهم. مصلحة الآخرين حقيقة.
رئيس جمهوريتنا وهم. حسن نصرالله حقيقة.
جيشنا وهم. ميليشيا "حزب الله" حقيقة.
دستورنا وهم. خطاب الشاشة حقيقة.
كل سنة، يستدعونا لتذوّق الملبّس الذي يتستّر على المر!
من يجرؤ أن يستقل ويعلن أننا في بلد تحتله جبهة مفتوحة، وتسرقه طموحات
مجنونة، وتسترهنه مشاريع مشبوهة؟
من يجرؤ على تكسير القناع؟ وعلى وقف مهزلة الإحتفال بالوهم؟
|