هم رفاق سلاح ونحن رفاق ثورة
الجمعة, 20 يوليو 2012
لم نكن بحاجة الى السيد حسن نصرالله لنعرف أن "حزب الله" والقيادة الأمنية-
المخابراتية – المافيوزية في سوريا "رفاق سلاح".
نعرف ذلك، منذ مدة طويلة.
السطوة على لبنان قالت ذلك. تدمير لبنان قال ذلك. قتل اللبنانيين قال ذلك.
8 آذار 2005 قال ذلك. إهداء " بندقية المقاومة" إلى رستم غزالة قبيل
مغادرته لبنان قال ذلك.المال الإيراني قال ذلك. تجيير لبنان شيكا على بياض
الى النظام السوري في حرب تموز قال ذلك. إذلال بيروت بصور السفّاح بشار
الأسد في 7 أيار 2008 قال ذلك.
لم نكن بحاجة الى هذا الموقف لنعرف عمق العلاقة بين مدّعي المقاومة هنا
ومدّعي الممانعة هناك!
كلاهما من صنف واحد. كلاهما يقتل بدم بارد ويدّعي طهارة. كلّاهما يدمر
ويدّعي انتصارا. كلاهما يستدعي إسرائيل الى الداخل ليسطر على الداخل.
لم نكن بحاجة إلى إعلان نصرالله لنعرف أنه كما يستحيل أن يثمر الربيع في
بيروت من دون أن يزهر في دمشق، يستحيل، أيضا، أن يدوم ربيع دمشق من دون أن
يعود ربيع بيروت.
فـالسلاح الذي جعل نظام دمشق و"حزب الله" رفاقا، هو هوية سياسية وفكرية
وسلوكية وعقائدية، فإن انكسر في مكان لا بد من أن ينكسر في مكان آخر!
النظام السوري و"حزب الله" يتكاملان في كل شيء.
عبيدهما شراكة. مخدراتهما شراكة. اغتيالاتهما شراكة. لغتهما شراكة. مرشدهما
شراكة. تبريراتهما شراكة. مخازنهما شراكة. مالهما شراكة. خلفياتهما
الإلغائية من وراء الدعوات الى الحوار شراكة.
لا فوارق في الجوهر بين بشار الأسد وبين حسن نصرالله. الوقاحة نفسها.
الإستعداد التدميري نفسه. سلوكية التخلص من الخصوم واحدة.
"حزب الله" والنظام السوري " رفاق سلاح". هذا ثابت. لكن، ماذا عنّا نحن
ضحايا "حزب الله" والنظام السوري؟
نحن أيضا " رفاق ثورة". ثورة على استغلال الدين وادعاء لا طائفية هنا
وعلمانية هنالك. ثورة على ادعاء المقاومة هنا وادعاء الممانعة هناك. ثورة
على حذف لائنا بالإغتيال. ثورة على هدر كراماتنا. ثورة على احتقار
استقرارنا. ثورة على احتكار صوتنا. ثورة على تفقيرنا. ثورة على تقتيلنا.
ثورة على تهجيرنا. ثورة على استعبادنا.
نحن أيضا رفاق الربيع. ربيع لا يأتي بلا شتاء. بلا عواصف. بلا برد. بلا
دمعة. بلا حرمان. بلا شباط!
هم رفاق زمن يموت. نحن رفاق زمن يولد.
هم رفاق سمّ يأكل طابخيه. نحن رفاق أمل يُحيي مؤمنيه.
هم رفاق بندقية ظالمة. نحن رفاق يوم المظلوم على الظالم!
ليتبجّح حسن نصرالله، متكئا على ضعفنا وواثقا بقوته. قبله فعلها بشّار
الأسد. نام على تصريح " وول ستريت جورنال" واستيقظ على ثورة أطفال درعا.
ليمعن نصرالله في التوحد مع السفاحين والقتلة، متكئا على مرتزقة. قبله
فعلها بشار الأسد، فاستيقظ، على هدير بركان حسبه خامدا فبنى عليه قصوره.
ليفعل نصرالله ما يريد. ربيعنا سيعود!
لم نعد أقلية في العالم العربي الجديد، بفضل نصرالله!
في زمن ربيعنا الأول كنا أقلية. لم يكن في العالم العربي من يصدّق عندما
نصف له نصرالله. الآن أصبحنا أكثرية!
في زمن ربيعنا الأول كان هدير اللبنانيين يُخفت صوتنا المناوئ لنصرالله.
الآن أصبح صوتنا مجرد رجع صدى لصراخ شامل!
هم رفاق سلاح، فليكن. نحن رفاق ثورة.
|