الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

ادغار يزبك

edgard@email.com

لو كانوا يريدون لبنان

01/12/2004

 

        ساحة الشهداء في بيروت العام 1920: تظاهرات وحشود ترفض اعادة الاجزاء المسلوخة عن لبنان واعلان دولة لبنان الكبير وتطالب بالانضمام لدولة الشريف حسين العربية ومن ثم لسوريا.

 ساحة الشهداء في بيروت العام 2004: تظاهرات وحشود متضامنة ومؤيدة لسوريا، لايران، لفلسطين،... لكل ما هو غير لبناني،

 لم نصدق كما الكثير من اللبنانيين ما رأيناه على شاشات التلفزة عندما كنا نشاهد طلائع مظاهرة المليون او مظاهرة الاذعان كما اسماها صديقي؛ وبدأنا نتسائل عما اصاب لبنان من تغيير بالمعالم تخطت الحجر واصابة البشر بشكل مريب وكأننا في شوارع غزة او النجف او الفلوجة او طهران... يصرخون... ويركضون...

 المشكلة نفسها هي هي لا تتغير منذ 1920 لا بل منذ 1305.

 من مؤتمر دمشق في العام 1929، الى مؤتمر الساحل الاول عام 1933، فمؤتمر الساحل الثاني عام 1936، والكل يتذكر كيف تصرف هؤلاء عندما وزعت بطاقات الهوية اللبنانية عليهم في حينها، فاقتطعوا الجزء السفلي منها والذي يقول بلبنانية حاملها واحتفظوا بالباقي، وثورة العام 1958 وحوادث 1969 و 1973 واخيرًا وليس اخرًا الانفجار الكبير في 13 نيسان 1975... ساندوا قضية فلسطين، مصر، الاردن، جولان سوريا، الجزائر، العراق، ايران، افغانستان، الشيشان، ثوار ابو سياف في الفليبين وابن لادن... ما عدا قضية لبنان.

 هذا ما يريدونه ولا يفوتون فرصة او مناسبة الا ويعلنون ذلك؛ ولكن نحن لا نعرف ماذا نريد؟ واذا عرفنا لا نعلن موقفًا واضحًا؛ فترانا مقتنعين ومتأكدين بان لبنان ليس عربي وبالرغم من ذلك ارتقينا القول بانه ”ذو وجه عربي“والتحقنا بجامعة الدول العربية وتبنينا مواقفها وطروحاتها وتكلمنا باسمهم في المنابر الدولية واصبحنا فتيان العروبة، انزلقنا في اتفاق الطائف لنوافق بأن لبنان ”عربي الهوية والانتماء“ وحولنا الجلاد الى ضحية وغطينا الارهاب، دفعنا الغالي مقابل مجاهرتنا بالحقيقة واحداث 7 آب 2001 خير شاهد على ذلك، اما في حوادث حي السلم حين اطلقت النيران على القوى الامنية واحرقت ودمرت ممتلكات الدولة قلنا لماذا التمييز؟ ففي الاشرفية عالجوا المتظاهرين بخراطيم المياه ولماذا الرصاص في حي السلم؟ الم يلاحظوا الفرق؟ فنحن بحاجة للحظة وعي، لن نلوم ذاتنا بعد اليوم، لن نترك اخوتنا وهم بحاجة الينا، لن ندع احد يتكلم باسمنا فنحن سنتكلم.

  في العام 1990 دخل الجيش السوري واتباعه الى المنطقة الحرة في لبنان وسيطروا عليها ونصّبوا سلطة من قبلهم تدير البلد مثلما يريدون دون محاسبة ففصلوا قوانين انتخابات ودساتير على مقاساتهم وقمعوا كل صوت حر الا القليل القليل في الداخل والخارج، الدول والمنظمات العالمية كانت بمثابة شاهد زور فلم نتمكن من ايصال صوتنا الى هذه المنابر فوصلت معاناتنا في 11 ايلول 2001 وانقلبت المقاييس.

  ووصلنا الى 2 ايلول 2004 حين صدر قرار عن مجلس الامن يحمل الرقم 1559 والذي يدعو الى استقلال وحرية وسيادة لبنان الكاملة ويطالب بانسحاب الجيوش المحتلة منه ويدعو الى حل جميع الميليشيات والمنظمات الارهابية اللبنانية والغير لبنانية ونزع سلاحها كما يدعو ايضًا الى بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل اراضيه... هذا القرار ليس الاول فيما يخص لبنان فقد سبقه في العام 1978 القرارين 425 و 426 وفي العام 1982 القرار 520 ولكنه اهمها ان في تاريخ صدوره أو بقرار دول العالم مكافحة الارهاب فلا ننسى بان اللبنانيين في الخارج عملوا من اجل هذا القرار وسيعملون من اجل تنفيذه، وتأييدنا لهكذا قرار ليس محبة باميركا او بفرنسا او لاعتقادنا بانهم اصدروا هكذا قرار من اجلنا بل نعلم بان تقاطع المصالح هو الذي يتحكم بالقرار وسنؤيده ونؤيد كل ما يصب بمصلحة لبنان، وفي الوقت الحاضر خروج المحتل وكف سيطرته عن وطننا الذي هو في اعلى سلم الاولويات.

        فلا يتذاكى احد برفضه لقرار استقلال وسيادة لبنان.

        وليعذرنا هذا المليون فنحن نريد لبنان ولو بدون...

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها