الكوميديا
السورية السوداء
مشهد رقم 1
بار في
احدى المدن السورية ، وفتاة تعمل في الكبارية ، في مقابلة صحفية.
-بعد أن
فقدت أعز ما أملك للمرة العاشرة ، انحرفت ومشيت في طريق السوء------
مشهد رقم
2
قصر
أوناسيس في باريس ، شخص قصير القامة يظهر على المسرح ، معكرا سهرة المسئولين
السوريين واستعداداتهم لرأس السنة.
يبدأ
كلامه بالحديث عن الديمقراطية والإصلاح ، وضرورة التغيير. ثم يتحدث عن
استراتيجيته الفجائية ، والتي لو اتبعها الرئيس السوري ، لما وصلنا الى ما
وصلنا اليه اليوم. فالدولة كما قال الشخص القصير :عندما لا يكون لها سياسة
واضحة تكون سائرة في طريق مليئة بالألغام وظلام دامس . ثم يتحدث عن اكتشافه
بعد ثلاثين سنة أن عملية التطوير وللإصلاح لن تسير فيقرر هذا الشخص القصير أن
يستقيل. وهكذا فالحرية كما يقول هي مكون أساسي للانسان(غير السوري) والشعوب
التي تقيد حريتها محكوم عليها بالتخلف؟ فزرع الخوف ومصادرة التفكير يولد
الخوف والتخلف كما يقول ، ويجب على السلطة ألا تخاف من الرأي الآخر ،بما في
ذلك رأي الاخوان المسلحين(المسلمين) . ثم يقترب من الجمهور ويقول :أنه بعد أن
أتم استعداداته ، وجمع كل ما زرعه من ديمقراطية وحرية هو وأولاده ، قرر أن
يختار الوطن ويبتعد عن هذا النظام القمعي الفاسد.حيث أن عملية الاصلاح توقفت،
وازداد الفساد ، وأصبح الموظف البسيط يملك المليارات ، شرط أن يكون من داخل
الدائرة. ويقترب أكثر من الجمهور ويبدأ بالصراخ: الفساد يستشري، الفقر يزداد،
التسلط على الحريات ، لم يبق الا أن أغادر هذا النظام ، خسرنا خلال خمس سنوات
(كل ما جمعناه خلال ثلاثين سنة، ولم تعد موفية معنا) .القيادة القطرية مغيبة
، الكرامة مهدورة، أجهزة الأمن أرادت أن تغطي التقصير ، فاتهمت الحرس القديم.
ليس من المعقول أن يتحكم بمصير البلاد ، القراءة الخاطئة للتطورات الدولية
والإقليمية ، زراعة بعض الأفكار في رأس الرئيس، الانفعال وردود الفعل، يتحمس
الرئيس ، يُصدر قرار ثم يُلغيه.
هنا يخلع
جاكيته ويُلقي به على (الشيز لونغ) ثم يقول:- من هذا فاروق ، لا أقبل أن أضعه
في مواجهتي ، أخطأ في ادارة الجلسة. لا أظلم نفسي بأن يقال أن هناك مواجهة
جرت بيني وبينه.-رستم غزالي حرامي وقلت للرئيس عليه عدة مرات.- لم اتخيل ان
تقوم القيادة السورية باغتيال الحريري.-لا أحد يعرف حجم الصداقة بيني وبين
الحريري( الا البنوك).
مشهد رقم
3
قاعة
مقفلة يجتمع فيها عدد من الشخصات والأشخاص ، لا يعرفهم أحد، يتزعمهم شخص يحمل
أوراق هائلة تأتيه من الشعب السوري . والذي أصبح مثل مشاهدي لعبة كرة
الطاولة(بينغ بونغ) حيث تدور الرؤوس يمنة ويسرى بسرعة مذهلة متابعة الكرة
والمضارب تتقاذفها.
ويبدو أن
حديث هؤلاء الأشخاص كان منصبُ على شتم الشخص الذي ظهر في المشهد الثاني .
ويبدو أن بعضهم أو الكثير منهم كانوا يعرفونه شخصيا منذ زمن، ولكنهم لم
يكونوا يستطيعون شتمه أو اتهامه بأي شيء . اما لأنه كان أطول قامة وقتها،
وإما لسبب آخر غير مهم.
احدى
الشخصات قالت: ايها الشخص القصير القامة ، اذا كان النظام سيرحمك ، فان الشعب
لن يرحمك( أي شعب يا ماما) (الشعب الفقير ، المقموع، عجبي كيف تتذكرون الشعب
دائما في لحظات المصيبة ، وتنسونه دائما في فرحكم ونضالكم المثمر جدا).
مشهد رقم
4
المشهد
قبل الأخير
ساحات
الوطن
بعد أن
انتظر الشعب السوري وبأعداد هائلة ،استقبال النائب الثالث. وبعد أن أنهى
استعداداته لاستقبال النائب الثالث ما غيره. هاهو اليوم يرسل أعداد هائلة من
الرسائل الكرتونية والفاكسات والاتصالات الهائلة والتي ادت الى تعطيل كل
الاجهزة من هولها وكميتها ، وجميعها تطالب باعتبار النائب الأول خدام بلا سيد
، وتسميته عبدا وخداما وخائنا وعميلا وكعو( يعني قبيح) وحرامي وفاسد ومرتشي
وبتاع التلات ورقات.
مشهد رقم
5
المشهد
الأخير، لم يُكتب بعد، بانتظار وصول النائب الثاني أو من يمثله.
ملاحظات
وآراء النقاد حول العرض المسرحي السوري:
المخرج
العالمي (شنكل بنكل) مخرج الفلم الكبير (صراع في العراق) . وبعد أن فشل في
الحصول على ممثل سوري على مستوى عالمي ، يستطيع قيادة التغيير المرتقب في
المسرح السوري ، والذي يبدو أن توقيت العروض فيه قد اقترب؟ بدأ يراقب هذا
الممثل القصير القامة ، والذي أخذ يٌدم نفسه على أساس أنه داعية اصلاحي
تغييري ديمقراطي، والذي استشهد بالعديد من الكلمات والعبارات ، التي تدغدغ
مشاعر المخرج العالمي ، وتجعله يلتفت الى هذا الشخص القصير القامة ، ويعتمده
ممثلا أولا بعد فشل كل الممثلين السابقين الذين اعتمد عليهم ودعمهم للوصول
الى خشبة المسرح السوري ، ولكنهم خذلوه ، وأصبحوا اضحوكة. مواطن سوري حضر
العرض :- حتى خروجي من العرض ، كنت مذهولا جدا، فأنا لم أسمع هذا الشخص
القصير القامة ولا مرة ، وهذه هي المرة الأولى التي أشاهده فيها متحدثا . كما
أنني لا أعرف أيضا هؤلاء الأشخاص والشخصات اللواتي والذين كانوا يشتمون هذا
الشخص القصير القامة ، كما أنني لا أرى سببا لشتمه، فهو يتحدث عن الديمقراطية
الإصلاح والحرية، الا اذا كان السبب قصر قامته.
مواطنة
سورية :
-هل يمكن
بعد اليوم أن نصدق أي مسئول ، يتحدث عن الوطنية والقومية والعفريتية؟ ومن
يضمن لنا أن لا يتحول غدا الى شخص قصير القامة ، ومن يقدم الضمانات ؟ الشخصات
والأشخاص الذين يشتمونه ، أم الحزب
الذي
أطلقه، أم السلطة التي نبؤها.
طالب
جامعي:- لماذا لا تشتمون الشخص عندما يكون أطول قليلا، وتنتظرون حتى يتقلص
طوله ، ويلملم أفكاره، ويجمع ابداعاته، ويسافر الى الخارج؟ لديكم عدد كبير من
طوال القامة بينكم، وحولكم، وفوقكم وتحتكم، لماذا لا تشتموهم اليوم؟ أم أنه
لا يوجد نص بذلك، والخروج عن النص يؤدي بكم الى الخروج من الجنة .
سيدة
منزل:
الشخص
القصير القامة، والأشخاص والشخصات الذين يشتمونه ، جميعا لا نعرفهم.
رأي اشعب
السوري:
يقول
غاندي: ((اذا واجهت شرا ، فلن أقف مكتوف اليدين أو أقلب كفا على كف، معبرا عن
أسفٍ لا أشعر به، كي أخلص نفسي من تأنيب ضميري ، بل اني أعد نفسي مسئولا عما
في العالم من مساوئ اذا أنا لم أحاربها))
نحن اليوم
بحاجة الى هذا الفكر ، ليوقظ فينا روح المسؤولية تجاه ما تتعرض له سوريا
اليوم من طغيان الشر والفساد والقمع . ولا نكتف بانتقاد الفساد والمفسدين
والقمع والقامعين ، بل واجبنا يقوم بأن لا نترك وسيلة الا نلجأ اليها للقضاء
على الشر وليس من قوة تستطيع أن تقاوم الشر والفساد والقمع الا وحدتنا
الوطنية بعيدا عن حزب البعث والأخوان المسلمين. وحدة كل الطوائف، وحدة كل
الشعب، في وجه الشر والفساد. وعلينا العمل ، والا فنحن مسئولون عن الشر
الحاصل والفساد الذي يتفشى، ولا عذر لنا ابدا لا أمام شعبنا ولا أمام الأجيال
القادمة.
من يستطيع
أن يقتل ضميره؟ صوت الشعب فيه؟!في استطاعته أن يسكته مؤقتا ، وأن يخدره بما
يأتيه من أعمال لا تتفق مع المواطنة الحقيقية ولا الشرف . ولكن سيأتي يوم
يرتفع فيه صوت الضمير فلا يعلو عليه شيء ، ويفيق من خدره ليكوي القلب بوخزه،
ويقلق الحياة بتأنيبه، ولا يكف عن الوخز والتأنيب حتى نوفيه حقه ، ونرد له
كرامته. وما الضمير الا صوت الشعب في قلب الله . فمن يستطيع أن يقاوم الشعب
والله؟نداء الصحراء ، صوت ما بين الزفير والعويل!
يُقال
انها تبكي وتنتحب لأنها تتمنى أن تكون جنات غناء!
سوريا
تنتحب يا سادة-------؟؟!!!
د.الياس
حلياني
دمشق |